جدة تستعد لاستقبال موسم فني حافل تطلقه الدورة الثانية من معرض الفنون

المجلس الفني السعودي يتسلم مبنى رباط الخنجي الأثري في خطوة لتحويله إلى مركز فني

حمزة صيرفي ووفد من أعضاء المجلس الفني السعودي أثناء تسلم مبنى رباط الخنجي في جدة
TT

حالة من النشاط والحيوية تدب في المجلس الفني السعودي هذه الأيام، وخاصة مع تسلم مبنى أثري في منطقة البلد سيتم إعداده ليصبح مركزا فنيا وسط مدينة جدة، وأيضا مع الحركة المحمومة الإعداد لأسبوع الفنون في بداية العام الجديد.

ففي خطوة للتأكيد على أهمية المنطقة التاريخية في جدة ولترسيخ دورها يقوم المجلس بإعداد مبنى «رباط الخنجي» الأثري بحارة الشام ليكون مركزا فنيا يجذب الجمهور والفنانين لتلك المنطقة التراثية. وفي الأسبوع الماضي تسلم أعضاء المجلس المبنى لتبدأ أولى خطوات المشروع الطموح.

ولمباني المنطقة التاريخية عامة جاذبيتها وسحرها لدى أهالي عروس البحر، ولكن المنطقة اقتصرت لوقت طويل على المحال التجارية أو البيوت التي تستقبل الزوار، مثل بيت نصيف، وهو ما يمنح فكرة إقامة مركز فني في أحد تلك البيوت بريقا خاصا.

من جانبها، تعلق زينب أبو السمح مديرة المجلس الفني السعودي على اختيار المنطقة التاريخية لاحتضان أحدث مشروعات المجلس الفني السعودي: «منطقة البلد كانت دائما مركزا للتراث والثقافة ولكل شخص في جدة علاقة ما بتلك المنطقة. أردنا في المجلس أن ننشئ مركزا يختصر بين جنباته كل ما يمثله البلد، وندعو الزوار لزيارته والتفاعل معه».

رباط الخنجي خصص، كما يشير اسمه، للعناية بالنساء المسنات، وقد أدخلته أمانة المدينة ضمن المباني الأثرية التي يجب الحفاظ عليها.

تشير أبو السمح إلى أن المجلس يهدف لاستكمال الدور الاجتماعي للمبنى العتيق: «اخترنا رباط الخنجي ليكون مركزا لنا في منطقة البلد لعدة أسباب، أهمها بلا شك هو أن هذا المبنى أقيم ليكون (رباطا) بهدف رعاية النساء المنقطعات، وعبر ترميمه وتجديده سيصبح مركزا ثقافيا نطمح إلى أن نستكمل دوره في خدمة المجتمع بشكل آخر. الخنجي أيضا يتمتع بموقع على شارع رئيس في منطقة البلد. يضاف إلى كل هذا التصميم المعماري لحجراته الذي يسمح باستخدامات متعددة قد يكون منها استوديوهات فنية أو أماكن لاستضافة الفنانين أو مكتبات وغيرها من المشروعات التي ستمثل إضافة ثقافية لأهل المنطقة».

الخطط المستقبلية متعددة، ولكنها رهن الانتظار حتى تستكمل أعمال الترميم وإعداد المبنى لدوره الجديد، وحسب ما تذكر أبو السمح سيتزامن تدشين المبنى وإطلاق عملية الترميم.

ومن جانب آخر، يعمل المركز على الإعداد للموسم الفني في العام الجديد يبدأ مع أسبوع جدة الثاني للفنون تحت عنوان «فاست فورورد 21.39» (للأمام بسرعة) بعد أن نجح العام الماضي في تقديم مزيج من الفن المعاصر مع إيماءة لرواد الفن الحديث.

الخبير الفني بشار الشروقي المنسق الفني للمعرض قال لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض المقبل يعمل على تقديم سجل للتطور التاريخي للفنون المرئية في المملكة، وأضاف: «المعرض تم تنسيقه على هيئة تسلسل زمني يبدأ بنتائج بحوث حول تطور الفن والممارسين لأفرعه والمقتنين والمؤسسات المعنية به، وغير ذلك من العوامل التي أسست للحركة الفنية السعودية». ويشرح أن الهدف من ذلك هو تقديم رؤية أخرى للانطباع العام أن الفنون المرئية في المملكة هي ظاهرة حديثة دفعت بها العولمة للواجهة، ويضيف: «المعرض يعمل إلى جانب التوثيق لرحلة الفنون المرئية في المملكة على استكشاف المؤثرات والأحداث التي شكلت تلك الفنون».

«فاست فورورد 21.39» (للأمام بسرعة) أيضا يطلق محاولة للبحث في تاريخ الفنون وبنيتها التحتية في المملكة: «من أهداف المعرض أن يشجع الجمهور على تقديم ما يملكونه من معلومات وصور وغيرها من وثائق ليتم جمعها في أرشيف متكامل يعهد به للمجلس الفني السعودي الذي سيعمل بدوره على إتاحته للباحثين والدارسين».

وبدورها تعلق أبو السمح على تساؤل حول البرنامج التعليمي المصاحب للمعرض الذي نجح في الوصول لطلبة المدارس والدارسين في العام الماضي، وتقول: «نقدم ورش العمل والبرامج التعليمية هذا العام أيضا على هامش المعرض الفني، وإن كنا نطمح إلى الوصول لعدد أكبر من الطلبة هذا العام، وهدفنا هو 10 آلاف طالب وطالبة من 300 مدرسة».