مسؤولون أميركيون: لم يكن هناك خيار غير إطلاق عملية تحرير سومرز

كشف تفاصيل جديدة حول مقتل الرهينة الأميركي في اليمن.. وصنعاء ترفع التأهب

يمني يسير أمام المبنى الذي جرت فيه محاولة تحرير الرهينة الاميركي دانيال سومرز في صنعاء القديمة أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد مسؤولون أميركيون أنه لم يكن أمامهم خيار غير إطلاق عملية القوات الخاصة لتحرير المصور الصحافي لوك سومرز، والتي انتهت بمقتله مع رهينة جنوب أفريقي، فيما أعلنت الداخلية اليمنية رفع جاهزيتها الأمنية في محافظتي حضرموت وشبوة بجنوب اليمن حيث قتل الرجلان.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «سمح بشن عملية الإنقاذ هذه بالتعاون مع الحكومة اليمنية» بعد «معلومات تشير إلى أن حياة لوك كانت في خطر محتم». وقتل المصور الصحافي الأميركي لوك سومرز (33 عاما) المختطف منذ سبتمبر (أيلول) 2013 والمدرس الجنوب أفريقي بيار كوركي (57 عاما) الذي خطف في مايو (أيار) من السنة نفسها، خلال عملية فاشلة شنتها قوات أميركية خاصة في محافظة شبوة بجنوب اليمن حيث كانا محتجزين لدى تنظيم القاعدة، ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس بعض التفاصيل الجديدة عن العملية.

وقال مسؤول أميركي بارز بأن قوة أميركية خاصة حاولت إنقاذ سومرز لأن المعلومات الاستخباراتية أكدت احتمال مقتله في أي لحظة، لكن تم رصد القوة أثناء اقترابها من مخبأ المسلحين. وكشف المسؤول الأميركي تفاصيل المهمة قائلا: «لقد وردتنا مؤشرات إلى أنهم سيقومون بقتل سومرز ربما في وقت مبكر من اليوم التالي». وأضاف: «كان علينا إما التحرك فورا والمخاطرة وإما أن ندع المهلة النهائية تمر. ولم نكن على استعداد للقيام بذلك».

وأضاف في إشارة إلى مسلحي القاعدة «لقد قالوا: إنهم سيعدمونه خلال 72 ساعة لكننا كنا نعتقد، ووصلتنا مؤشرات من خلال الكثير من مصادر المعلومات لدينا، أن الموعد النهائي اقترب، كنا نعتقد أنهم يستعدون لقتله صباح السبت (أول من أمس) بتوقيتنا، وهذا هو سبب تحركنا بأسرع وقت ممكن».

وصرح مسؤولون أميركيون أن أوباما ووزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل وافقا على محاولة الإنقاذ الجريئة صباح الجمعة بتوقيت واشنطن وأن الكوماندوز بدأ التحرك بعد ساعات قليلة. وكان يتم إطلاع هيغل على مستجدات العملية في طائرته بينما كان في طريقه إلى أفغانستان.

وتوجهت القوات الخاصة جوا نحو الساعة الخامسة مساء الجمعة بتوقيت واشنطن (الثانية عشرة منتصف الليل بتوقيت غرينتش) بطائرة اوسبري، تم إنزالها على بعد 10 كلم من مكان احتجاز الرهائن في محافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن.

وتوجهت القوة الخاصة إلى مخبأ القاعدة سيرا، إلا أن آمالهم في التحرك سرا تحت جنح الظلام للقيام بعملية الإنقاذ تلاشت عندما تم اكتشاف أمرهم على بعد نحو 100 متر من مجمع مقاتلي القاعدة.

وقال مسؤول الدفاع البارز الذي كان بصحبة هيغل في كابل «ما نعلمه أنه عندما اقتربت القوة المهاجمة من مجمع المقاتلين، فقدت عنصر المفاجأة». وأضاف: «عندما فقدوا عنصر المفاجأة اندلع اشتباك، ونعتقد أن هذا هو الوقت الذي قتل فيه (الرهينتان)». وقضى أحد الرهينتين - لم يتضح أي منهما - بينما كان في الطريق إلى السفينة يو إس إس ماكين إيلاند التابعة للبحرية الأميركية، بينما قتل الآخر أثناء خضوعه لجراحة على متن السفينة.

وقال خبراء في شؤون الأمن والإرهاب بأن هذا الإخفاق «يظهر ضعف المعلومات الأميركية حول مكان الاحتجاز وتحركات الخاطفين». من جهتها، قالت وزارة الداخلية اليمنية على موقعها الإلكتروني أمس إن الأجهزة الأمنية شددت من إجراءاتها حول المؤسسات الحكومية والمعسكرات والمرافق الحيوية في محافظتي شبوة وحضرموت في جنوب وجنوب شرقي البلاد. وأشارت إلى أن «العناصر الإرهابية» في المحافظتين «محل رصد ومتابعة على مدار الساعة» وأن هذه الإجراءات التي اتخذتها «تأتي في إطار منع حدوث أي خرق أمني».

وكان بيار كوركي الأستاذ القادم من جنوب أفريقيا يستعد لاستعادة حريته بعد احتجازه رهينة لدى تنظيم القاعدة في اليمن منذ مايو 2013. لكنه قتل في العملية الفاشلة، ما أثار غضب الكثيرين في بلاده.

وكوركي المتحدر من مدينة بلومفونتين في وسط جنوب أفريقيا، كان يدرس في اليمن منذ 4 سنوات مع زوجته يولاند (44 عاما) عندما خطف في مدينة تعز (جنوب غرب) من قبل عناصر في «القاعدة» في 27 مايو 2013.

وأفرج عن يولاند في العاشر من يناير (كانون الثاني) 2014 وعادت إلى جنوب أفريقيا للبقاء مع ابنيهما وهما صبي وفتاة في سن المراهقة.

وبعد أشهر من المفاوضات بوساطة لقبائل اليمن، كان يفترض أن يتم الإفراج عن بيار كوركي أمس، كانت المنظمة غير الحكومية الجنوب أفريقية المكلفة المفاوضات نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن عائلة الجنوب أفريقي أصدرت بيانا أعربت فيه عن استغرابها لما حدث. قالت فيه بأنها كانت تجري اتصالات خاصة لإطلاق سراحه. وأن وسطاء وعدوا بأنه سيفرج عنه أمس الأحد.

وبالنسبة لعائلة الأميركي، قالت والدته بأنها لا تريد أن تتحدث للصحافيين. وطلبت أن تترك لتحزن «منفردة»، وكانت العائلة نشرت فيديو، بعد محاولة الإنقاذ الأولى، وقبل المحاولة الثانية التي قتل خلالها سومرز، قالت فيه بأنها لم تعلم بالمحاولة الأولى. وناشدت «القاعدة» إطلاق سراح سومرز. ولم تناشد الحكومة الأميركية. وكان البيت الأبيض، في البيان الذي أصدره يوم السبت باسم الرئيس باراك أوباما، والذي عزى فيه عائلة سومرز، قال: إن العائلة تقبلت عزاء أوباما. وفهم من البيان أن العائلة تحمل منظمة القاعدة، لا قوات المارينز، مسؤولية قتل سومرز.