الحوثيون يقتحمون مكتب محافظ الحديدة مطالبين بضم عناصرهم للشرطة

نجاة عضو برلماني من محاولة اغتيال

TT

تشهد الساحة اليمنية مزيدا من التصعيد هذه الأيام، بخروج عدد من محافظات البلاد عن سيطرة الدولة.

واقتحم مسلحو الحوثي أمس مكتب محافظ الحديدة بمدينة الحديدة، بعد طرد حراسه، وأملوا عليه عدة مطالب بشأن مسائل مالية، وإصدار أوامر بتجنيد عناصرهم في قوات الأمن، وفي بعض المؤسسات الحساسة في المحافظة، حسب مصادر يمنية مطلعة. كما اقتحم الحوثيون مقر الجهاز المركزي للإحصاء في صنعاء. وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن عددا من مسلحي الحوثي اقتحموا مبنى المحافظة بالحديدة وطردوا حراسها، واقتحموا مبنى المحافظ صخر الوجيه، بعد طرد حراسه أيضا، وأجبروه على التوقيع على وثائق تتضمن مطالبهم، منها عدم صرف أي مبالغ مالية إلا بالعودة إلى مكتب أنصار الله (الحوثيون) في المدينة، ومن بينها تجنيد نحو 4 آلاف من عناصرهم في قوام قوات الأمن والجيش المخصصة للمحافظة (وهم من محافظات أخرى).

كما طلب المسلحون من المحافظ تغيير بعض مديري العموم الحاليين في مكتب المحافظة وجميع المرافق الحكومية في المحافظة، وتعيين مديري عموم من أنصارهم. وقالت المصادر إن المحافظ صخر الوجيه، أبلغهم أنه سيتشاور مع الرئاسة والجهات ذات العلاقة، في صنعاء، قبل اتخاذ أي إجراء، مشيرا إلى أنهم ملتزمون باتفاقية «السلم والشراكة» التي تم توقيعها بين الرئاسة اليمنية والحوثيين في سبتمبر (أيلول) الماضي. واستقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الشهر الماضي آلاف الطلبات بتجنيد أعداد كبيرة من أبناء صعدة وإقليم أزال والحديدة للانضمام في القوات المسلحة والأمن اليمنية، وذلك بعد أن وعدت مؤسسة الرئاسة باستيعاب عشرات الآلاف من المسلحين الحوثيين في قوام قوات الجيش والأمن.

وفي غضون ذلك، نجا أحد مشايخ محافظة عمران، بشمال صنعاء، الشيخ صغير بن عزيز، عضو مجلس النواب (البرلمان)، أمس، من محاولة اغتيال في شارع التحرير بالعاصمة صنعاء، دون أن تُعرف الجهة المتورطة في محاولة اغتياله، وقُتل وأُصيب في العملية عدد من حراسات الشيخ القبلي البارز، الذي ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وذكرت مصادر في حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي أن الحوثيين شردوا أسرة الشهيد محمد محمود الزبيري من منزلهم. وقد كان الزبيري عرابا لثورة 26 سبتمبر (أيلول) التي قامت عام 1962، في شمال اليمن، إضافة إلى مواصلتهم التنكيل بخصومهم في المناطق التي يسيطرون عليها.

في هذه الأثناء، أعرب مواطنون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن حالة من اليأس من الموقف السلبي للحكومة ومؤسسات الجيش والأمن، وغيابها التام عن ممارسة مهامها في حماية المواطنين والممتلكات، وبات مطار صنعاء الدولي تحت سيطرة الميليشيات التي تقوم بتفتيش الركاب وحقائبهم وحتى الحقائب الدبلوماسية ويصعدون إلى الطائرات لمعرفة هوية المسافرين والتحكم بالرحلات، وهو الأمر الذي بات يهدد خطوط الملاحة الدولية إلى صنعاء، وقد يصل الأمر إلى منع الرحلات إلى اليمن بسبب سوء الوضع الأمني.

وكشفت مصادر حكومية يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن انتشار المجاميع المسلحة للحوثيين في صنعاء ومعظم المحافظات، بدأ ينعكس سلبا على انتشار المسلحين المتشددين من عناصر تنظيم القاعدة وفرعه «تنظيم أنصار الشريعة»، وهو الأمر الذي أثر بشكل سلبي وكبير على جهود الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي في مجال محاربة الإرهاب، حيث كسب متطرفو «القاعدة» تعاطفا بسبب تصرفات الحوثيين، وتوقعت المصادر أن يشهد اليمن سلسلة من التفجيرات.

وفي السياق ذاته، قالت مصادر متطابقة في محافظتي حضرموت وشبوة جنوب شرقي اليمن، إن العمليات الأخيرة التي نفذتها قوات يمنية وأميركية خاصة بمكافحة الإرهاب من أجل تحرير رهائن أجانب، أدت إلى ردة فعل سلبية وعكسية، حيث انضم العشرات من شباب القبائل التي جرى اقتحام مناطقها وديارها، إلى «القاعدة».