«إيكو».. جهاز من «أمازون» يعمل كأحد أفراد العائلة

يجيب عن الأسئلة ويشغل الموسيقى

TT

«إيكو» من «أمازون» الذي يبلغ قياسه 9 بوصات هو من مفاخر وكالة «أمازون-يوربيان بريسفوتو إيجينسي». فـ«أمازون» هي من أكثر الشركات ابتكارا في هذا العصر. وهذا أحد المقومات الكبيرة التي تشجع على العمل هناك، كما يقول موظفوها. إذ يمكن إنتاج منتج هناك من دون الحاجة إلى ملايين الاجتماعات، أو الحكم عليه مسبقا بالموت. كما يبدو أن «أمازون» ليست من النوع المتعصب جدا على حماية علامتها التجارية كثيرا، مما يشجع على تسريع الابتكارات، وهي لا تخشى أيضا من قيام البعض بكراهيتها.

وقبل أسابيع قليلة قامت الشركة هذه بإطلاق جهاز جديد يدعى «إيكو» Echo. والجهاز هذا خلافا لكل معهود، لم تسبقه شهور من التكهنات والإشاعات، فقد ظهر فجأة فقط، وشرع مثل الكثير من منتجات «أمازون» الأخرى يطلق الكثير من النقاشات والتساؤلات.

* مساعد افتراضي

* و«إيكو» هذا هو في الأساس جواب «أمازون» على «سيري» المساعد الافتراضي لـ«آيفون». بيد أنه خلافا لـ«سيري»، جهاز ثابت على شكل أسطوانة تقبع في زاوية غرفة الجلوس، أو المطبخ، أو غرفة النوم، أو ربما في الغرف هذه جميعها. وتقوم بألرد على الأسئلة، وإطلاق النكات، وتشغيل الموسيقى، والعمل كمنبه أيضا، وتلقي طلبات التبضع، وبصورة عامة قد تتحول إلى عازل يفصل بين أفراد العائلة الذين لا يستطيعون التكلم مع بعضهم البعض. وفي فيديو ترويجي أطلقته «أمازون» يجمع «إيكو» صفات كل من ماري بوبنز، و«هال» الكومبيوتر في فيلم «2001: سبايس أوديسي» الشهير، مع لمسة من فيلم «دي ماتركس».

في الفيديو الترويجي هذا، يأمر الفتى الجهاز بتشغيل موسيقى الروك، وهذا ما يفعله، ثم يأتي الأب ويأمره بالتوقف. ثم تأتي الابنة محاولة الاصطياد بالماء العكر، فتطلب من الجهاز تعريف كلمة «إزعاج». أما الأم فتأمره بإضافة ورق اللف إلى قائمة التبضع، وهي منهمكة بتحضير الطعام، قبل أن تسأله «كم عدد ملاعق الشاي الموجودة على الطاولة». ثم يقوم الابن بسؤال الأب كيفية تهجية كلمة بطيخ، بالأجنبية طبعا، فيعجز الأول، ليقوم الجهاز بالتهجية نيابة عنه. وليقوم أيضا بإبلاغ الأب أن هذا اليوم هو الخميس، وليس السبت، وعليه النهوض من الفراش والتوجه إلى العمل.

وجميع هذه الطلبات ينبغي استهلالها بكلمة استيقاظية تقوم بتشغيل «إيكو»، لكن الذي ليس واضحا تماما، هو كيف يقوم بإطلاق التعليقات فورا، وهل الأفراد راغبون في ذلك فعلا؟ فمع كل الأمور التي يفعلها «إيكو»، تقول الابنة «بأنه أصبح فعلا جزءا من العائلة».

وقد اندهش البعض من هذا الفيديو الإعلاني، لأنه يصور «العالم العجيب لمستقبل بات قريبا، إن لم يكن بات واقعا حقيقيا، حيث لا يعرف المرء شيئا، بل يعتمد على روبوت بمواصفات البشر، لتفسير تفاعلاته الشخصية الحميمة بينه وبين أولاده، بين الزوج والزوجة، بين الشقيق وشقيقته»، كما كتب جونثان شيرمان - بريسير في نشرة «لينكد إن بوست» الشعبية. «فالمضمون هنا في هذا الشريط، هو تصوير العائلة بأنها قبلت هذا الواقع كأمر جدير بالاحتفاظ به، نظرا لما يقدمه».

ووصل شيرمان - بريسير إلى استنتاج جعله يتساءل «ما هي نظرة (أمازون) عن دور التقنيات الذي تلعبه في المجتمع؟ وما هو رأيها في العالم الذي نعيش فيه؟».

* جهاز منزلي

* الأمر الواضح هو أن رأي «أمازون» كئيب بعض الشيء، لأن البشر تحولوا إلى مجرد أدوات استهلاكية صغيرة، بيد أنه من بين المئات من التعليقات التي نشرت على هذا الموقع، تجاوب البعض القليل بالقول: أرغب في العيش في هذا العالم بدءا من الآن. وكتبت إحداهن «أتصور (إيكو) سلفا، كأحد أفراد عائلتي».

وكان الرد أو الاستجابة الغريبة هي التكهن بأن المقصود من الإعلان هذا التسبب بالإحراج عن سابق قصد. فالفيديو يصور منافع ومميزات الجهاز، كما يقدم للمشاهدين شعورا مفرحا حول التسلط والهيمنة على الشخصيات، لكنه قد يخرج البعض عن طوره نظرا لغرابته.

لكن كم هي جودة عمل «إيكو»؟ من يدري؟ فـ«أمازون» لم ترسل أي تعليقات، أو مراجعات عنه. وحتى إن رغبت في اقتناء واحدا منه، عليك بتقديم طلب، وسعره الابتدائي هو 99 دولارا بالنسبة إلى أعضاء «أمازون» الرئيسيين.

ويسير «إيكو» على أعقاب «داش» الذي هو قضيب إلكتروني، وهاتف «فاير» السيئ الحظ، الذي كان جهازا آخر يروج ويسهل التبضع من «أمازون»، والذي كان موجودا ومنتشرا في كل مكان. وتقول الملاحظات التي تصف «إيكو» المدونة بأحرف دقيقة، بأنه بعد سماع كلمة «الاستيقاظ»، وهي كلمة «أليكسا» في الفيديو، يقوم الجهاز ببث الصوت إلى السحاب، مما يعني أنه يصغي في جميع الأوقات.

ويبدو أن كل شركة فنية استهلاكية راغبة في دخول عالم البيت الذكي. فهو آخر الحدود المتبقية، المكان الذي نرتاح فيه، والذي هو أكثر تعرضا للمخاطر، والخطورة بالنسبة إلى «أمازون» هي أن «إيكو» هو سابق لعهده، فقد جاء مبكرا، كما كتب المحلل في «فورستر» جيمس ماك كويفي بالقول: «تحضير طاولة الطعام للاحتفال قبل جهوزية المحتفلين».

* خدمة «نيويورك تايمز»