أعلن بوريس جونسون رئيس بلدية مدينة لندن الثلاثاء أنه تم بيع مبنى «نيو سكوتلانديارد» التابع لشرطة العاصمة البريطانية إلى مستثمرين إماراتيين.
وتم بيع المبنى الواقع في وسط لندن إلى «مجموعة أبوظبي المالية» بمبلغ 370 مليون جنيه إسترليني (580 مليون دولار، 470 مليون يورو).
وتمكنت المجموعة الإماراتية من التغلب على 10 منافسين آخرين سعوا لشراء المبنى، حيث دفعت مبلغ 120 مليون جنيه زيادة عن السعر الأولي. وهذا السعر هو ثلاثة أضعاف السعر الأصلي للمبنى في 2008، حيث كان قد أعلن جهاز الشرطة في سبتمبر (أيلول) أنه سيطرح المقر للبيع في السوق بسعر استرشادي قدره 250 مليون إسترليني.
ويعد المبنى هو أحدث جزء من العاصمة البريطانية يقتنصه مستثمرون أجانب.
ويأتي ذلك في إطار إجراءات على نطاق أوسع لخفض النفقات في أكبر قوة للشرطة البريطانية والتي ستنتقل إلى مقر أصغر.
ودفعت مجموعة أبوظبي المالية مبلغا يزيد 120 مليون إسترليني عن السعر الاسترشادي وسيتحول الموقع في وسط لندن إلى مشروع يضم شققا سكنية فاخرة فيما قالت الشركة إنها تأمل أن يصبح معلما بارزا جديدا في لندن.
وقال جاسم الصديقي، الرئيس التنفيذي لمجموعة أبوظبي المالية «سيكون مقر سكوتلانديارد الجديد أحد أهم مشروعات إعادة التطوير في وسط لندن هذا العقد، ليستبدل واحدا من أشهر المقرات في العالم بمشروع تطويري عالمي المستوى».
ويضخ مستثمرون أجانب الأموال في لندن كملاذ آمن بينما تعاني أسواق أخرى في منطقة اليورو من صعوبات لكن توجه إليهم انتقادات بأنهم يتسببون في رفع أسعار العقارات في لندن، حيث قفزت أسعار المنازل نحو 20 في المائة على مدى العام السابق.
وسيستخدم جهاز شرطة لندن حصيلة بيع المقر في دعم ميزانيته وشراء كاميرات وأجهزة كومبيوتر لوحي لضباطه، إضافة إلى الاستثمار في مبان وأنظمة كومبيوتر.
وقال جونسون إن الأموال من بيع المبنى الذي مساحته 0.7 هكتار، سيستخدم جزءا صغيرا من الأموال لعرض مجموعة من القطع النادرة المتعلقة بالجرائم المملوكة للشرطة في متحف خاص.
وأضاف جونسون أن المبنى سيصبح سكنيا وربما سيحتوي كذلك على مكاتب وفندق. وتتخذ الشرطة هذا المبنى القديم مقرا لها منذ 1967، وسينتقل مقرها على بعد 800 متر إلى مبنى أصغر حجما تملكه الشرطة بالقرب من نهر التايمز. وتجرى للمبنى عمليات تجديد بقيمة 58 مليون جنيه إسترليني. وسيتم نقل شعار سكوتلانديارد المثلث والذي يشاهد في التقارير والصور إلى المبنى الجديد. قال جونسون إن «شرطة العاصمة لها مكانة فريدة في التاريخ، وتحتاج إلى مقر يناسب مستقبلها، ولكن ميزانيات الشرطة تتعرض لضغوط كبيرة».
وأضاف أن «بيع هذا المبنى غير المستخدم بالكامل والقديم يعني أننا نستطيع الآن ليس فقط حماية التراث الغني، ولكن كذلك تمويل المقر الجديد وتجهيز الشرطة بأحدث أجهزة التكنولوجيا المتنقلة».
وقال جونسون إن بيع قطعة أخرى من وسط لندن إلى مستثمرين أجانب لن يحدث فرقا كبيرا، وإن أي شخص اعتقد ذلك «ليس لديه معرفة اقتصادية مطلقا».