4 ملفات مهمة تنتظر تمام سلام في باريس

فرنسا: وصول «داعش» إلى مياه المتوسط اللبنانية «خط أحمر»

TT

4 ملفات رئيسة ستكون على جدول المباحثات المستفيضة التي سيجريها رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مع المسؤولين الفرنسيين في زيارة العمل التي يقوم بها ابتداء من اليوم وحتى السبت المقبل والتي ستكون محطة قصر الإليزيه صباح الجمعة أهمها. وهذه الملفات هي كالتالي: الانتخابات الرئاسية والوساطة التي تقوم بها باريس إنفاذا لـ«خريطة طريق» جرى التفاهم عليها مع إيران وبقبول أطراف أخرى، والوضع الأمني وتنفيذ اتفاقية السلاح الثلاثية «السعودية - الفرنسية -اللبنانية» الممولة من هبة المليارات الثلاثة السعودية، والوضع في سوريا والمساعي الروسية والأممية لإيجاد «مخرج ما» من الطريق المسدود، وأخيرا المساعدات المادية التي يحتاجها لبنان لمواجهة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين على أرضه.

وكشفت مصادر دبلوماسية في باريس عن أن الجانب الفرنسي كرر على مسامع المسؤولين والسياسيين اللبنانيين أخيرا رسالة، مفادها أن «وصول (داعش) إلى مياه البحر الأبيض المتوسط خط أحمر لا يمكن لفرنسا أن تقبله». ولذا، تلح باريس في وساطتها لتحقيق هدفين متلازمين: الأول، ملء الفراغ المؤسساتي، الذي ترى فرنسا في استمراره «ضررا كبيرا على لبنان، لا يتعين الركون إليه أو القبول به إلى ما لا نهاية». والثاني، الاستفادة من «الانفتاح الإيراني» لتحقيق انفراج داخلي في لبنان ومحاولة لم شمل الأطراف على مرشح رئاسي مقبول من الجميع. وإذا كانت باريس تصر على أن «لا مرشح لديها وليس لديها فيتو على أحد»، إلا أنها في المقابل ترسم «ملامح» المرشح الذي يمكن أن يحصل إجماع على شخصه الذي سيكون «فلتة الشوط» في نهاية المطاف.

تقول المصادر الفرنسية التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، إن باريس «لا تريد أن تحل محل اللبنانيين»، لكنها تريد الاستفادة من وضعية قدرتها على محاورة الأطراف الإقليمية الفاعلة من جهة والأطراف المحلية اللبنانية من جهة أخرى.

ورغم أن وزيرا لبنانيا يتساءل عما إذا حصلت باريس على «وكالة» للتعاطي مع الملف اللبناني كما كان حالها بمناسبة تشكيل حكومة الرئيس سلام، خصوصا من جانب واشنطن، فإن الواقع يفيد بأن الدبلوماسية الفرنسية هي الوحيدة الناشطة في الملف اللبناني حاليا وأنها «لا تلقى معارضة» من أي جانب، خصوصا من الجانب الإيراني. ولذا، فإن الخطة الفرنسية تقوم على «تحييد» الملف اللبناني بمعنى «جعل الأطراف الإقليمية تتوافق بشأن لبنان حتى لو استمرت متواجهة في الملفات الأخرى»، وتحديدا الملف السوري.

تختلف القراءات بصدد الأسباب التي جعلت طهران «تعدل» اليوم موقفها من الانتخابات الرئاسية في لبنان وتقبل اليوم الخوض في ملف كانت ترفض سابقا مناقشته بحجة أنه «من اختصاص اللبنانيين». بيد أن دبلوماسيين فرنسيين وعربا، التقتهم «الشرق الأوسط»، يجمعون على القول إن إيران «تريد أن تفهِم الغرب أنها جد متعاونة» في ملفاتها الخلافية معه. ففي الملف النووي، الجميع يشيد برغبة إيران في التوصل إلى اتفاق. وفي الملف العراقي، تجد إيران نفسها إلى جانب التحالف الدولي في خط مواجهة «داعش». ورغم الاختلاف الجذري بين غالبية دول التحالف وإيران بصدد سوريا، فإن الجميع يقاتل «داعش». طهران تقاتلها؛ إما بالواسطة عبر قوات النظام السوري الذي تدعمه سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وإما مباشرة عبر خبرائها وميليشياتها. ولذا، فإن الانفتاح الإيراني في لبنان يعد «طبيعيا» وامتدادا لمظاهر الانفتاح الأخرى، وربما سيستفيد منه لبنان إذا نجح الوسيط الفرنسي في حل عقدة المرشحين وإقناع الأطراف المتصارعة بأنه يتعين عليها أن تلتفت إلى مصلحة لبنان العليا واقتناص الفرصة المتاحة اليوم.