وفد من حماس يزور إيران تمهيدا لزيارة مشعل

الحركة تعتبر تصريحات كيري ضدها مجرد أوهام.. وتنفي أي تدخل في شؤون مصر

TT

وصل أول من أمس وفد قيادي رفيع المستوى من حركة حماس إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية تستمر عدة أيام، يترأسه عضو المكتب السياسي محمد نصر، وماهر عبيد، وجمال عيسى، وأسامة حمدان، وممثل حماس في طهران خالد القدومي، وذلك في وقت تعد فيه علاقة «حماس» بإيران متوترة، بسبب الخلافات حول سوريا.

وكان مسؤولون من حماس وبعض المسؤولين الإيرانيين قد أجروا محادثات في الفترة الماضية في محاولة لرأب الصدع، كما أشارت أنباء إلى أن حماس تفكر بالانتقال من قطر إلى إيران لكن حماس نفت ذلك بشكل قطعي. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن العلاقة لم تنقطع بين الطرفين في الفترات السابقة، لأن كل طرف يدرك أنه بحاجة إلى الطرف الآخر، وأوضحت أن اجتماعات متتالية عقدت بينهما في السفارة الإيرانية في لبنان، حضرها «حزب الله» في محاولة للتوفيق بينهما حول القضايا الخلافية.

وعد أمير موسوي، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران، أن الزيارة تعد بمثابة فتح صفحة جديدة بين الطرفين، وقال في تصريح لموقع «الرسالة نت»، التابع لحركة حماس، إن هذه «الزيارة تعد تمهيدا لزيارة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى طهران خلال الفترة المقبلة.. وهي تعتبر حاسمة لملف الخلاف، ودليلا واضحا على دور حماس المهم بالنسبة للجمهورية الإسلامية»، مشيرا إلى أن «الزيارة المقبلة سيلتقي فيها مشعل مع قيادة إيران، وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، والمرشد الأعلى للثورة علي خامنئي».

من جهة ثانية، قالت حركة حماس إن تصريحات جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، هي مجرد أوهام، في إشارة إلى حديثه حول التحالف ضد حماس، ووقف «أعمال التطرف»، حيث أوضح سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن «تصريحات كيري حول رغبته في وقف المقاومة في الضفة المحتلة هي مجرد أوهام وأحلام لن تتحقق». وأضاف موضحا أنه «ما دام الاحتلال قائما والعدوان مستمرا فإن المقاومة مستمرة».

وكان كيري قد قال في كلمة له أمام منتدى «سابان»، التابع لمعهد «بروكينغز» في واشنطن، إن «العنف الحالي في الشرق الأوسط أظهر وجود فرصة لتشكيل تحالف إقليمي جديد يضم إسرائيل ودولا عربية.. ونحن نرى احتمال نشوء اصطفاف توافقي إقليمي جديد بين دول يجمعها القليل، لكنها تتشارك في رفضها للتطرف». وأشار كيري إلى وجود دول عربية لم يسمها «جاهزة لصنع سلام مع إسرائيل، ولديها القدرة على إيجاد تحالف إقليمي ضد حماس و(داعش)، و(أحرار الشام) و(بوكو حرام)».

وفي غضون ذلك، دعا موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، السلطات المصرية إلى تشكيل لجنة تحقيق عربية وفلسطينية للوقوف على اتهامها بأحداث سيناء الأخيرة، والتدخل في شؤون مصر. وقال أبو مرزوق خلال لقاء مع صحافيين وإعلاميين في مدينة غزة، أول من أمس، إن حركته لا تتدخل في أي شأن من شؤون العالم العربي، خاصة مصر. وتابع موضحا أن «كل الادعاءات الأخيرة ضد الحركة، واتهامها بأحداث سيناء، وغيرها من الاتهامات، لا أساس لها من الصحة، والحقائق واضحة، إذ لا يوجد أي معتقل من حركة حماس في سجون مصر، ولكن مع ذلك نحن نطالب السلطات المصرية بتشكيل لجنة تحقيق عربية وفلسطينية للوقوف على كل الحقائق». وأردف أبو مرزوق «نحن نبذل كل جهد على ألا يخرج من غزة إلى مصر إلا كل خير.. الأمن في سيناء هو أمن غزة».