موسم تغيير رؤساء التحرير في بريطانيا وأميركا

رئيس تحرير «الإيكونوميست» يحل محل رئيس تحرير «بلومبيرغ».. ورئيس تحرير «الغارديان» يقدم استقالته بعد 20 عاما

روسبريدجر رئيس تحرير «الغارديان» و ماثيو وينكلر يصبح رئيس تحرير «بلومبيرغ»
TT

عندما استأنف مايكل أر بلومبيرغ سيطرته على الشركة، التي غادرها إثر شغله لمنصب عمدة نيويورك لـ3 ولايات متعاقبة، التقى كبار المسؤولين التنفيذيين بالشركة ليعرض سؤاله التالي: من ينبغي أن يحل محل رئيس تحريره، طويل الأمد، في «بلومبيرغ» ماثيو وينكلر؟

جاءت تلك المحادثات، وفقا لأناس في الشركة على دراية بها، مفاجئة لأولئك الذين كانوا يظنون أن ماثيو يتمتع بحصانة ما حيال أي تغيرات تطرأ على «بلومبيرغ»؛ فمنذ ما يقرب من 25 عاما، تبوأ وينكلر محلا منفردا ومهيمنا في غرفة أخبار الشركة - وهو المسؤول التنفيذي الزئبقي الذي يرتدي البابيون ويصر على تجنب استخدام الصفات في حديثه ويزدري لفظة «لكن» في المطبوعات الصحافية - فضلا عن اعتباره الفاكهة المفضلة لدى شركة بلومبيرغ. وعبر السنين، وفي حين أن الكثيرين من الصحافيين البارزين قد غادروا مواقعهم بالشركة الشهيرة، إلا أن السيد وينكلر فاقهم جميعا من حيث سنوات الخدمة.

في يوم الثلاثاء الماضي، ورغم كل شيء، انتقلت مؤسسة بلومبيرغ إلى عهد ما بعد وينكلر، معتبرة ماثيو وينكلر رئيسا فخريا للتحرير واستبدلت به جون ميكلثوايت (52 عاما)، ويشغل منصب رئيس تحرير صحيفة «الإيكونوميست» منذ عام 2006. ومن المتوقع أن يشغل ميكلثوايت دورا أكبر بالشركة من الذي كان يحتله سلفه، من حيث الإشراف على الصحافة بالشركة ككل، من الأخبار المنشورة على محطاتها إلى المقالات المطبوعة في مجلة «بلومبيرغ بيزنس ويك».

صرح بلومبيرغ، الذي كثيرا ما أبدى إعجابه بصحيفة «الإيكونوميست»، قائلا في بيان له: «ليس من أحد أفضل تأهيلا من جون ميكلثوايت ليستمر مجهود البناء الذي أسسه مات؛ فلقد كان على رأس أعمال غير اعتيادية في (الإيكونوميست)، ويعد واحدا من أحذق وأبرع المفكرين في حلبة العولمة، إنه الاختيار المثالي لدى (بلومبيرغ)».

عمل السيد وينكلر (59 عاما) على تحويل مؤسسة بلومبيرغ إلى واحدة من أكبر المؤسسات الإخبارية في العالم، حيث تضم نحو 2400 مراسل ومحرر في أكثر من 150 مكتبا موزعة حول العالم؛ غير أنه في السنوات الأخيرة، ناضلت مؤسسة بلومبيرغ حيال الكيفية التي تتسق بها الشبكة مترامية الأطراف مع الشركة بكامل تنظيمها، التي تستقي غالبية إيراداتها من محطات البيانات التابعة لها.

قال موظفو «بلومبيرغ» يوم الثلاثاء إن تعيين السيد ميكلثوايت لا يعبر إلا عن استمرارية جهود الشركة في جعل الصحافة فيها أكثر ارتباطا بالقاعدة الواسعة من قرائها - ناهيك عن مؤسسات «وول ستريت» التي تستند على أخبار المؤسسة إزاء الأنباء المسيرة لحركة الأسواق.

وفي هذه الأثناء، عاد بلومبيرغ إلى شركته مؤكدا مرة أخرى على قيادته لها. ونتيجة لذلك، قال دانيال إل دكتوروف، وهو من أصدقاء بلومبيرغ والنائب السابق لعمدة نيويورك، الذي أدار المؤسسة في منصب الرئيس التنفيذي حال شغل السيد بلومبيرغ لمنصبه السياسي، إنه يهدف إلى مغادرة المؤسسة بحلول نهاية العام الحالي. كما أن وينكلر يعمل حاليا على وظيفة أخرى. في الوقت الذي يولي بلومبيرغ فيه اهتماما عميقا للجانب الإخباري من مؤسسته. هذا وقد تحدث بلومبيرغ مع ضيوفه بقدر من التفصيل حول مجلة «بلومبيرغ بيزنس ويك» خلال الاحتفال، الأسبوع الماضي، بمرور 85 أسبوعا على تدشين مجلته الإخبارية.

قال أحد المسؤولين التنفيذيين لدى مؤسسة بلومبيرغ، الذي لم يُسمح له بالحديث العلني، إن التغييرات الحالية سبقها عام كامل من الإعداد، ولكن الأحداث قد شهدت تسارعا في وتيرتها إثر عودة السيد بلومبيرغ للمؤسسة. كما قال مسؤول تنفيذي آخر بالشركة إن القرار الصادر كان قرارا مشتركا ويستند على حاجة المؤسسة إلى التغيير الثقافي في قسم الأخبار، وإن السيدين بلومبيرغ ووينكلر لا يزالان وثيقي الصلة.

صرح نورمان بيرلستين، وهو مسؤول تنفيذي سابق لدى شركة بلومبيرغ، في رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني حول تفسيره لذلك التغيير: «ظل مات يدير أخبار (بلومبيرغ) منذ تأسيسها الأول في عام 1990، وإنها لفترة طويلة بحق، وطالما أن التوقيت قد يعد من قبيل المفاجأة، فليست مفاجأة لنا أن يجري تغيير ما هناك».

ويبدو أن موسم تغيير رؤساء تحرير أهم المطبوعات الغربية مستمر، إذ قدم رئيس تحرير صحيفة «الغارديان» البريطانية ألان روسبريدجر استقالته أمس بعد 20 عاما من العمل في مجموعة «الغارديان» الإعلامية، وسيستمر روسبريدجر في عمله بالصحيفة إلى أن يتم اختيار بديل له الصيف المقبل.

وسيبقى روسبريدجر في منصبه إلى ما بعد الانتخابات البريطانية ولن يترك الصحيفة قبل منتصف الصيف المقبل، ومن المنتظر أن يبقى على علاقة طيبة بالمجموعة وسوف يتولى رئاسة شركة «سكوت تراست» المالكة للصحيفة عام 2016.

واستطاع روسبريدجر تحويل الصحيفة من صحيفة صغيرة ومؤثرة في الوقت نفسه إلى صحيفة ناجحة على الصعيد الرقمي أيضا ووصل عدد القراء إلى 111 مليون قارئ وقام بإنشاء مراكز للصحيفة في كل من الولايات المتحدة وأستراليا، ولكن مع هذا كله، تكبدت الشركة خسائر مادية وصلت إلى 30.6 مليون جنيه إسترليني نهاية شهر مارس (آذار) من العام الحالي. يشار إلى أن روسبريدجر أعلم مجموعة صغيرة من العاملين معه بقرار تركه منصبه.

ونشرت بعض المعلومات التي تفيد بأن روسبريدجر يرشح جانين غيبسون رئيسة تحرير «غارديان دوت كوم»، وغيبسون عملت في الصحيفة في نيويورك وقامت بالتغطية الناجحة لكشف إدوارد سنودن مخططات تنصت الحكومة، التي جعلت الصحيفة تحصل على جائزة «بوليتزر».

وهناك مصادر مقربة من الصحيفة تفيد بأن رئيس التحرير ألان روسبريدجر أراد ترك منصبه في الوقت الذي لا تزال فيه الصحيفة تحمل الجائزة.