أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مباحثاته أمس مع رئيس غينيا الاستوائية أوبيانغ نجيما، اعتزام مصر الترشح لعضوية مجلس الأمن لعامي 2016 - 2017، وذلك للتعبير عن قضايا ومشاغل القارة الأفريقية. كما وجه الدعوة للرئيس نجيما للمشاركة في افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، وكذا في المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في مارس (آذار) 2015.
من جهته، رحب الرئيس نجيما باستعادة مصر لموقعها الريادي على الساحة الأفريقية، مشيرا إلى أن استقرار مصر يعد استقرارا للقارة كلها، وقال إنه يتعين أن تتكامل جهود دولها لتوفير احتياجاتها، وذلك في إطار تفعيل التعاون بين دول الجنوب، والعمل على تعظيم استفادتها من مواردها الطبيعية. كما أشاد الرئيس نجيما بنشاط الشركات المصرية العاملة في بلاده، مشيرا إلى رغبة دولته في استقدام المزيد من الشركات المصرية للمساهمة في تحقيق النهوض العمراني الذي تشهده غينيا الاستوائية. كما أعرب عن تطلع بلاده لعقد اللجنة المشتركة في أقرب وقت ممكن لمتابعة ما تم تنفيذه من اتفاقيات، وإبرام اتفاقيات جديدة بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وقد طلب الرئيس الغيني إيفاد عدد من الأطباء المصريين إلى غينيا الاستوائية بمناسبة تنظيمها لبطولة كأس الأمم الأفريقية، وهو الأمر الذي وافق عليه الرئيس المصري، ووجه بتنفيذه على الفور، للمساهمة في إنجاح البطولة، وظهورها بشكل مشرف للقارة الأفريقية.
وعلى الصعيد الإقليمي، تناولت المباحثات عددا من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك، والتي جاءت في مقدمتها سبل مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تستغل ظروف الفقر في القارة لاستقطاب بعض العناصر، وأهمية التصدي لها والحيلولة دون انتشارها. كما شهدت المباحثات التأكيد على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة وباء الإيبولا في القارة الأفريقية، ومساندة الدول التي تعاني منه بشكل عاجل.
وقد وجَّه الرئيس نجيما الدعوة للرئيس السيسي لزيارة غينيا الاستوائية، في إطار العلاقات الودية المتميزة بين البلدين، ولإعطاء المزيد من الدعم والزخم السياسي للعلاقات الثنائية على كل الأصعدة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل في مقر رئاسة الجمهورية، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية أوبيانغ نجيما، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى القاهرة. وعقب مراسم الاستقبال عقد الرئيسان لقاء ثنائيا مغلقا، فيما أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية أن الرئيس السيسي استهل الجلسة الموسعة للمباحثات بحضور وفدي البلدين، بالترحيب بالرئيس نجيما، كما أشاد بما تحققه غينيا الاِستوائية من تنمية اقتصادية، وأثنى على مواقفها الداعمة لمصر في المحافل الأفريقية، لا سيما الاتحاد الأفريقي.
كما أثنى الرئيس المصري على التنظيم الجيد لمؤتمر القمة الأفريقية الذي عقد في يونيو (حزيران) الماضي في العاصمة الغينية مالابو، مشيرا إلى فرص الاستثمار الواعدة بين البلدين، وأهمية توسيع نطاق التعاون المشترك، بحيث يشمل العديد من المجالات. ونوَّه بنشاط الشركات المصرية العاملة في غينيا الاستوائية في مجال الإسكان وإنشاء وتمهيد الطرق، لا سيما شركة «المقاولون العرب». كما أشار الرئيس السيسي إلى أهمية التباحث في هذا الشق الاقتصادي، وتعزيزه أثناء أعمال اللجنة المشتركة القادمة بين البلدين، والتي يتعين الإعداد الجيد لها لضمان خروجها بالنتائج المرجوة.