اختفاء الإخوان

TT

فيما يخص مقال حمد الماجد «شعبية (الإخوان) على المحك المصري»، المنشور بتاريخ 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أود الإيضاح بالقول إنه بادئ ذي بدء أن شعبية الإخوان لدى الشعب المصري أصبحت بالفعل تحت الصفر، فقد كان الشعب يعاني الأمرين من النظام السابق، وأصيب الشعب باليأس والإحباط من حدوث أي إصلاح في الأوضاع السائدة وقتئذ، وكان الحديث عن التوريث هو القشة التي قصمت ظهر البعير، فهبت مجموعة من الشباب الذين كانوا يتواصلون عن طريق الـ«فيسبوك» بانتفاضة صبيحة يوم 25 يناير 2011 مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وقوبلت انتفاضتهم بقمع من الأمن فتحولت الانتفاضة إلى ثورة وارتفع سقف المطالب حتى وصل إلى إسقاط النظام، وانضمت جماعة الإخوان إلى الثوار وأججت الموقف ورحب بها الثوار على أساس أنها ضمن الفئات التي ظلمت كثيرا على يد النظام القائم وعانت مثل ما عانى الشعب من الفساد المستشري في كل مكان، إلا أن جماعة الإخوان انتهزت فرصة اطمئنان الشعب لها وكشرت عن أنيابها وكشفت عن وجهها الآخر، الذي كان خافيا على الشعب وانفردت هي بالميدان لتمارس فيه نشاطها الإجرامي الإرهابي، فظهرت على حقيقتها واستولت على كل سلطات الدولة بالغش والخداع والتزوير وأعماها الطمع والجشع فاستولت على كل مفاصل الدولة وبدأت في أخونتها وعزلت باقي الشعب، هذه هي أول الخطايا التي ارتكبتها جماعة الإخوان وهي الاستئثار بكل سلطات وأجهزة الدولة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الغباء الذي تتسم به هذه الجماعة، وشعر الشعب بخيانة جماعة الإخوان وأنها قد خدعته واستخدمت أسلوب «اتمسكن حتى تتمكن» فهب الشعب على الفور في 30 يونيو (حزيران) 2013 مطالبا الرئيس وقتذاك محمد مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو ترك السلطة، ولكنه أبى واستكبر، وأمهله الشعب مرتين كان آخرهما لمدة 48 ساعة، إلا أنه رفض الاستجابة لأي الطلبين، وهذا دليل على قمة الغباء وأن هذا الشخص لا يصلح أن يقود دولة كمصر ونظرا لأنه أثبت فشله في إدارة شؤون البلاد والعباد فقد قام الشعب بعزله عن كرسي الحكم في 3 يوليو، وثاني الخطايا التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية هي تمركزها وعسكرتها في ميدان رابعة العدوية وتحويله إلى بؤرة إجرامية تمارس فيه كل أنواع الجرائم، أما الشعب فقد وضع خريطة لبناء مصر الجديدة وبدأ في تنفيذ بنودها فوضع دستورا جديدا للبلاد تسير عليه الدولة وجار استكمال تنفيذ خريطة المستقبل وها نحن قادمون على إجراء الانتخابات النيابية، وفي نفس الوقت تتصدى قواتنا المسلحة والشرطة إلى المعاكسات الصبيانية التي تقوم بها ذيول الجماعة الإرهابية هنا وهناك حتى تتم تصفيتها وهذا لا يعيق الدولة عن تنفيذ مشروعاتها العملاقة التي ستعود على الدولة بالخير والرخاء.

فؤاد نصر - فرنسا [email protected]