بين الخطأ والصواب

TT

* الوقاية من الإنفلونزا

* يخضع سكان العالم خلال الأسبوع الثاني (7 - 13) من شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام للأسبوع العالمي للتطعيم ضد الإنفلونزا، وتهتم وزارات الصحة في دول العالم بهذه المناسبة لتذكير الناس باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسهم وعائلاتهم والمقربين لهم، خاصة الأطفال بدءا من عمر 6 أشهر فما فوق، فيجب أن يعطى لقاح الإنفلونزا للجميع، وخصوصا للأطفال الصغار، ولكبار السن والنساء الحوامل، وأولئك الذين لديهم ظروف صحية مثل الربو وأمراض القلب ومرض السكري.

إن أفضل طريقة لمنع الإنفلونزا الموسمية هي الحصول على التطعيم كل عام، واتباع العادات الصحية الجيدة مثل تغطية الأنف والفم عند السعال، وغسل اليدين بشكل متكرر لأن ذلك يمكن أن يساعد في وقف انتشار الجراثيم ويقي من الإصابة بالإنفلونزا.

أما عن إنفلونزا الخنازير، فإن علاماتها وأعراضها في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا البشرية العادية، وتشمل الحمى والسعال والتهاب الحلق وآلاما في الجسم، وصداعا، وقشعريرة وتعبا. وقد أصيب بعض الناس بالإسهال والقيء بسبب إنفلونزا الخنازير. ولقد سجلت في السنوات الماضية حالات تم تشخيصها بمرض الجهاز التنفسي الشديد (الالتهاب الرئوي وفشل الجهاز التنفسي)، ووفاة بين المصابين بفيروس إنفلونزا الخنازير. ومثلها مثل الإنفلونزا الموسمية، فقد تسببت إنفلونزا الخنازير في تفاقم الحالات الصحية المزمنة الكامنة لدى بعض الناس.

وتنتقل العدوى بالإنفلونزا الموسمية من شخص إلى آخر، حيث يكون الفيروس قادرا على عدوى الآخرين ابتداء من يوم واحد قبل ظهور الأعراض وحتى اليوم السابع أو أكثر بعد أن يصبح الشخص مريضا. وهذا يعني أن الشخص يكون قادرا على نقل الفيروس إلى شخص آخر قبل أن يعرف أنه مريض، وكذلك خلال أيام مرضه.

مراكز مكافحة الأمراض الأميركية CDC تنصح باتباع النصائح التالية للبقاء بصحة جيدة في هذا الموسم، وهي:

* في حالة كون الشخص مصابا بالمرض، عليه تجنب الاتصال القريب مع الناس طالما يعاني الأعراض، لحمايتهم من الإصابة بالمرض.

* البقاء في المنزل أثناء فترة المرض، إذا كان ذلك ممكنا، وعدم مخالطة الزملاء في العمل أو في مكان الدراسة، فذلك يساعد على منع الآخرين من الإصابة بالمرض.

* تغطية الأنف والفم بمنديل عند السعال أو العطس لمنع من هم حولك من الإصابة بالمرض.

* غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر، يساعد على حماية الشخص نفسه من الجراثيم.

* تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم، فغالبا ما تنتشر الجراثيم عندما يلمس شخص ما شيئا ملوثا بالجراثيم ثم يلمس عينيه أو أنفه أو فمه.

* ممارسة العادات الصحية الجيدة الأخرى، مثل تنظيف الأسطح وتعقيمها سواء في المنزل أو العمل أو المدرسة، والحصول على نوم ليلي جيد، وممارسة النشاط البدني، وتقليل الإجهاد، وشرب الكثير من السوائل، وتناول الطعام المغذي.

* أخذ لقاح الإنفلونزا فهو فعال في السيطرة على انتشار الفيروس وآمن جدا. وأحيانا، يمكن أن تظهر أعراض خفيفة من البرد بعد تسلم الشكل المستنشق من لقاح الإنفلونزا. وإذا كان لديك رد فعل ناجم عن لقاح الإنفلونزا، أو إذا كنت تعاني الربو، فيجب استشارة الطبيب المعالج.

* التهاب الحلق والمضادات الحيوية

* من الأخطاء الشائعة مبادرة الأهل بإعطاء المضادات الحيوية لمن يشكو منهم من التهاب الحلق، بدءا بالألم والجفاف والحكة وانتهاء بصعوبة البلع وارتفاع الحرارة.

يعتبر مرض التهاب الحلق شائعا في هذه الأيام عند مختلف الفئات العمرية وبشكل خاص عند الأطفال. أما المضادات الحيوية، فهي لا تعالج الالتهابات الفيروسية التي تتسبب في معظم حالات التهاب الحلق واللوزتين، التي يجب أن تزول خلال نحو 3 - 7 أيام. معظم هذه الحالات تتطلب اتخاذ تدابير أولية لعلاجها مثل الراحة والإكثار من شرب السوائل وأخذ خافضات الحرارة ومخففات الألم.

إن تناول أي مضاد حيوي يجب أن يخضع لنصيحة الطبيب المعالج الذي يمكنه أن يميز بين مسببات الالتهاب ما إذا كانت فيروسية (وهي الأغلب، 90 في المائة) ولا تحتاج للمضادات الحيوية، أم بكتيرية (وهي لا تشكل من مجموع الحالات أكثر من 10 في المائة فقط). إن جزءا بسيطا من هذا الالتهاب البكتيري هو الذي يحتاج إلى أخذ المضاد الحيوي، ويجب أن يوصف من قبل الطبيب بهدف تقليل خطر حدوث مضاعفات التهاب الحلق.

لقد أجريت دراسة على نحو 12829 شخصا بالغا يعانون التهاب الحلق لمدة أسبوعين تقريبا. تم استعراض مفصل ومنظم لمعلوماتهم من السجلات الطبية الروتينية، وتم عمل تحليل المقارنة بين 3 استراتيجيات للوصفة الطبية للمضادات الحيوية للسيطرة على ميل الأطباء إلى وصفها واستخدامها: (لم توصف مضادات حيوية، وصفت المضادات الحيوية مباشرة بعد الإصابة، وصفت المضادات الحيوية متأخرة عن الإصابة). تم توثيق تطور المضاعفات القيحية مثل (القوباء، والتهاب النسيج الخلوي، والتهاب الأذن الوسطى، والتهاب الجيوب الأنفية) واستخدم التحليل متعدد المتغيرات للسيطرة على المتغيرات المرتبطة إلى حد كبير بالميل إلى وصف المضادات الحيوية. وجد في نتائج هذه الدراسة أن المضاعفات الأكثر شيوعا التي سجلت عند الفئة التي لم تعط مضادات حيوية هي التهاب الأذن الوسطى والتهاب الجيوب الأنفية وحدثت بنسبة 1.4 في المائة فقط.

أما عن الفئة التي تناولت المضاد الحيوي مباشرة وتلك التي تناولته متأخرا، فلم يكن هناك فرق يذكر في الوقاية من المضاعفات. من هذه الدراسة، نستنتج أن حدوث المضاعفات القيحية لالتهاب الحلق ليست شائعة وإن حدثت فهي ليست خطيرة. وعليه، فليست هناك حاجة للمضادات الحيوية في معظم الحالات، وقد يصفها الطبيب المعالج لبعض الحالات التي يرى أنها من المرجح أن تتعرض للمضاعفات.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]