بينما أعلن المتحدث العسكري عن مقتل 12 «إرهابيا» والقبض على 70 آخرين خلال عملية أمنية بشمال سيناء استمرت 8 أيام، قضت محكمة مصرية أمس بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات على صلاح عبد المقصود وزير الإعلام في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك في القضية المعروفة إعلاميا بـ«سرقة سيارات البث»، خلال اعتصام أنصار «الإخوان» بمنطقة «رابعة العدوية» في القاهرة العام الماضي.
وتضمن الحكم، الذي أصدرته محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة أمس برئاسة المستشار حسن أحمد حسانين، إضافة لعبد المقصود (الهارب)، السجن المشدد 10 سنوات أيضا على رئيس قطاع الهندسة الإذاعية باتحاد الإذاعة والتلفزيون عمرو عبد الغفار الخفيف (محبوس احتياطيا)، لإدانتهما بالإضرار بالمال العام بما قيمته 48 مليون جنيه، جراء سماحهما بوجود سيارات البث الفضائي المباشر التابعة للتلفزيون المصري، في محيط اعتصام أنصار «الإخوان» بمنطقة رابعة، على نحو تسبب في الاستيلاء عليها وإتلافها من قبل المعتصمين.
كما شمل الحكم تغريم كل من عبد المقصود والخفيف متضامنين مبلغا قدره 5.3 مليون دولار أميركي، وإلزامهما برد مبلغ مماثل، وإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المدنية المختصة لنظرها والفصل فيها.
وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين للمحاكمة الجنائية، بعدما أسندت إليهما الاتهام بارتكاب جرائم العدوان على المال العام بتربيح الغير منافع من أعمال وظيفتهما دون وجه حق، والإضرار عمدا بأموال ومصالح جهة عملهما ضررا جسيما.
وباشرت النيابة العامة التحقيق في ضوء تلقيها عدة بلاغات تفيد بقيام المتهمين بتشغيل سيارات البث الفضائي المباشر، ومعدات التصوير المملوكة لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، لصالح إحدى القنوات الفضائية، لاستمرار بث المظاهرات المؤيدة للرئيس الأسبق محمد مرسي.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمين رفضا سحب سيارات البث ومعدات التصوير من محيط مسجد «رابعة العدوية» حيث مقر اعتصام «الإخوان» وأنصارهم، وذلك على الرغم من الاعتداء على طواقمها من قبل المتظاهرين المؤيدين للرئيس الأسبق مرسي. وأكدت التحقيقات أن الوزير الأسبق ورئيس قطاع الهندسة الإذاعية، صمما على استمرار وجود سيارات البث بمحيط المظاهرات، فاستولى المتظاهرون عليها يوم 3 يوليو (تموز) من العام الماضي، واستخدموها في نقل وبث المظاهرات لصالح إحدى القنوات الفضائية، وهو ما ترتب عليه أضرار جسيمة بالدولة جاوزت قيمتها 48 مليون جنيه.
كما كشف أحد مقاطع الفيديو عبر شبكة «الإنترنت» عن ظهور عبد المقصود - المتهم الأول - على منصة رابعة يوم 10 يوليو من العام الماضي وعلى المقطع شعار قناة فضائية.
من جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير مقتل 12 من العناصر الإرهابية المسلحة على مدى الأيام الثمانية الماضية، في إطار حملة القوات المسلحة الأمنية الشاملة للقضاء على الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء. وتقوم قوات مشتركة من الجيش والشرطة بحملة أمنية موسعة في شمال سيناء للقضاء على الجماعات الإسلامية المسلحة التي انتشرت مؤخرا، وتستهدف عناصر الجيش والشرطية.
وقال المتحدث في بيان أصدره أمس إن العمليات الأمنية أسفرت خلال الفترة من 3 إلى 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي عن القضاء على 12 عنصرا إرهابيا نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات، إضافة إلى ضبط 70 ممن شاركوا في تنفيذ «المخططات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية».
وتابع: «تم ضبط وتدمير 8 سيارات مختلفة الأنواع، و29 دراجة بخارية من دون لوحات معدنية من التي يتم استخدامها في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، وتدمير 68 من مقار ومناطق التجمعات الخاصة بهذه العناصر، وكذلك تدمير ورشة لإصلاح سيارات العناصر الإرهابية، وضبط 3 أجهزة (موتورولا)، بخلاف طلقات نارية مختلفة الأنواع، وقنبلتين حارقتين، ومنشورات للعناصر الجهادية، وجوال به نبات البانجو المخدر».
كما أسفرت العمليات عن تدمير مخزن يحتوي على 5 أطنان من نبات البانجو المخدر، وتفكيك 5 عبوات ناسفة زنة 50 كيلوغراما من مادة «T.N.T» موصولة بدائرة نسف تم زرعها على طرق تحرك القوات، وكانت مجهزة ومعدة للاستخدام ضد عناصر الجيش والشرطة عن طريق جهاز جوال من نوع «موتورولا».