الحياة في بيت الدمية.. للصغار والكبار

معرض «قصص صغيرة» في متحف الطفولة بلندن يلقي الضوء على الحياة الاجتماعية والملابس والمعمار عبر الأجيال

بيت «تيت بيبي هاوس» من المعروضات في «قصص صغيرة: الحياة في بيت الدمية» (أ.ف.ب)
TT

يفتتح في لندن اليوم السبت معرض له بريق خاص، يبدو من عنوانه «قصص صغيرة: الحياة في بيت الدمية» إنه مخصص للأطفال وخاصة أنه يقام في «تشايلدهود ميوزيام» (متحف الطفولة) التابع لمتحف «فيكتوريا آند ألبرت». ولكن هل الاهتمام ببيوت الدمى حكر على الأطفال؟ قد يكون الأمر كذلك في معظم الأحيان، ولكن هناك الكثيرون من الكبار ممن تستهويهم تلك الحياة المصغرة بتفاصيلها الدقيقة، وفي عصور مضت كانت هواية امتلاك بيوت للدمى منتشرة بين الكبار أيضا، ولمن يزور قلعة ويندسور التابعة للعائلة المالكة يعرف أن من أهم الأماكن في تلك القلعة العتيقة هو القاعة التي تضم أكبر وأجمل بيت دمية في العالم، أو هكذا يعرف، ويعرف باسم «بيت الدمية الخاص بالملكة ماري» بناه وقام بتصميمه المعماري سير إدوين لوتينز في الفترة ما بين 1921 و1924. وقد ملئت أرجاء المنزل المصغر الذي بني على طراز البيوت الأرستقراطية حينذاك، بآلاف القطع التي مثلت الحياة في منزل أرستقراطي شملت الأدوار التي يقيم فيها الخدم والأدوار التي تشغلها العائلة ومنها نموذج شهير لغرفة المكتبة، ويتصل بالكهرباء ونظام مياه باردة ودافئة إضافة إلى مصعد بين الطوابق.

في ظل ثقافة اهتمت لهذا الحد ببيوت الدمى لا يبدو غريبا أن يضم المعرض الحالي نماذج من المجموعة الدائمة لمتحف فيكتوريا آند ألبرت، 12 نموذجا على وجه التحديد، يحمل كل منها الزوار في رحلة عبر تاريخ البيت والحياة اليومية في العصر الذي صنع فيه ويستكشف الحياة الخيالية لسكان تلك البيوت ويمتد إلى ملاك تلك البيوت والأحداث التاريخية التي عاصروها. ويهدف القائمون على المعرض أن يجذبوا لقاعاتهم الصغار والكبار أيضا والمهتمين بدراسة الطرز المعمارية والملابس وتاريخ الحياة الاجتماعية في بريطانيا التي تعكسها آلاف القطع الصغيرة في البيوت المعروضة. وحسب سارة لويز وود من المشرفين على المعرض فلم تكن عملية اختيار 100 منزل من المجموعة التي يضمها المتحف الأم عملية سهلة، فقد حاولت وود وفريقها اختيار نماذج لتلك البيوت تعكس فيما بينها نماذج متنوعة تلخص فيما بينها 300 عام من التاريخ تشمل تطور الطرز المعمارية والطقوس اليومية.

الطريف أن المعرض لم يتوقف عند رفع الستار عن العالم الداخلي لتلك الدمى وإنما أيضا حاول إلقاء الضوء على التصميم الخارجي لتلك البيوت المصغرة واستخدمها كدليل على الأنماط المعمارية السائدة انتقالا من بيوت الحقبة الجورجية إلى البيوت الريفية والفيلات وصولا إلى المساكن الحديثة والمساكن الشعبية والشقق في العمارات العالية ليصبح بذلك المعرض دليلا على تطور قطع المفروشات والملابس والعادات اليومية إضافة إلى تطور المعمار.

من البيوت المعروضة هناك بيت «تيت بيبي هاوس» الذي يعود تاريخه إلى 1760 وتوارثته 5 أجيال من الأم إلى البنت الكبرى وهكذا. يضم البيت ورق حائط أصليا وحجرة لدمية حبلى. هناك أيضا بيت «كيلر هاوس» الذي أهداه الجراح جون إيجرتون كيلر لزوجته وبناته في عام 1830 ويضم خزائن صينية الطابع وورق حائط مذهبا ومجموعة من الخدم بزي خاص. تدور قصة البيت حول الخدم الذين يعملون على الحفاظ على النظافة ونقاء البيت في أجواء مدينة صناعية تمتلئ بأدخنة المصانع وبيت «هوبكنز هاوس» الذي يصور حياة العائلة في أحد المساكن الشعبية خلال الحرب العالمية الثانية يضم أقنعة للوقاية من الغاز والكشافات.. بيت آخر «وايت ليديز هاوس» يقدم نموذجا للفيلا الحديثة، البيت صمم على شاكلة البيوت الحديثة التي أقيمت في الثلاثينات من القرن الماضي في منطقة هامستيد شمال غربي لندن ويقدم لنا عبر الدمى حفلا على حمام السباحة. ويختتم المعرض بنموذج حديث لبيت الدمية بعنوان «ذا دريم هوم» قام بتصميم كل حجرة من حجراته أحد الفنانين المعاصرين وسيسمح للأطفال بالمشاركة في إضافة بعض القطع.

- معرض «قصص صغيرة: الحياة في بيت الدمية» في «تشايلدهود ميوزيام» بلندن يستمر حتى 6 سبتمبر (أيلول) 2015 وسيقوم بجولة داخل المملكة المتحدة وخارجها.