«مثلث الرعب» مصدر قوة للهلال.. والنصر خطير بالسلاح «المعنوي»

مدربون وطنيون يسلطون الضوء على مكامن القوة في طرفي الديربي اليوم

نواف العابد مصدر ثقل كبير في وسط الهلال
TT

تباينت آراء المدربين الوطنيين حول حظوظ فريقي النصر والهلال في موقعة الديربي التي ستجري اليوم في الرياض ضمن دوري المحترفين السعودي، وخصوصا من ناحية الثقل الفني والطرف الذي سيكون أكثر قدرة على الإمساك بزمام المواجهة التاريخية.

في البداية قال المدرب الوطني والنجم الدولي السعودي السابق فؤاد أنور والذي سبق له الوجود في عدد من مباريات الديربي حينما انتقل من الشباب إلى النصر قبل مطلع الألفية الجديدة: الفريقان بصراحة يملكان أدوات الفوز في المباراة ولذا ليس مفاجئا أن يفوز النصر أو الهلال مع أن هناك من يرى أن القوة الهجومية للهلال أقوى على اعتبار وجود ثلاثي (مرعب) في الهلال يتمثل في ناصر الشمراني وخلفه العابد وسالم، لكن في المقابل نجد في فريق النصر محاور قوية ومميزة تتمثل في إبراهيم غالب ووسط نشط يقوده البولندي أدريان.

وبين أن «الهلال بنظرة فنية هو الأقرب للفوز ولكن النصر من الناحية المعنوية هو الأقرب لتحقيق مراده ويجب ألا يقل عن الفوز أيضا لأن البحث عن التعادل سيجعله يخسر».

ويرى الحارس الاتحادي السابق والمدرب الوطني الحالي حسن خليفة أن لاعبي الهلال يملكون لياقة بدنية عالية وانسجاما كبيرا بالاستفادة من وجودهم سويا حتى نهائي دوري أبطال آسيا والذي كان الفريق الأحق بحصاد لقبه، كما أن العناصر الفنية في الهلال وتحديدا في خط الهجوم قوية جدا ولذا ستكون مهمة دفاع النصر ومحاوره صعبة جدا في إيقاف هذه القوة الهجومية التي يمثلها الشمراني وخلفه العابد وسالم وكذلك نيفيز أو حتى الشلهوب.

وفيما يخص حراسة المرمى في الفريقين قال خليفة: العنزي يتفوق بشكل نسبي واضح على السديري كون حارس النصر بات الحارس الثاني في المنتخب السعودي الأول ولكن في هذا الموسم لديه تراجع في مستواه ومع ذلك لا يزال يمثل أحد عناصر التميز في فريقه المتصدر.

ويخالف المدرب الوطني عبد العزيز الخالد التحليلات الفنية التي تشير إلى وجود تفوق هلالي في غالبية الجوانب، بالقول: أعتقد أن النصر سيمتاز من الناحية البدنية والاستقرار على عكس الهلال الذي يعاني غالبية لاعبيه من الضغط البدني جراء تنوع المشاركات سواء مع الهلال أو المنتخب الوطني وهذا العامل قد يجعل النصر يتفوق في ترشيحات الفوز بنسبة 51 في المائة مقابل 49 للهلال.

وأضاف: من حيث المقاييس الفنية يتفوق النصر في حراسة المرمى بوجود عبد الله العنزي وفي خط الوسط هناك توازن يمكن أن يخلقه تألق إبراهيم غالب ويحيى الشهري ويتفوق الهلال في جزئية القوة الهجومية والمساندة بوجود ناصر الشمراني وخلفه العابد وسالم ولكن في المقابل لدى النصر لاعب قناص يسجل من أنصاف الفرص وهو محمد السهلاوي ومع وجود تفوق نسبي للهلال في ظهيري الجنب ممثلين في الزوري والشهراني إلا أن وجود حسين عبد الغني مؤثر جدا في النصر سواء في النواحي الدفاعية أو الهجومية.

من جانبه، يقول المدرب حمد الخاتم الخبير الكروي والذي سبق أن قاد المنتخبات السعودية للمدارس لأكثر من 8 سنوات وأشرف في سن مبكرة على عدد من أبرز نجوم الكرة السعودية في الوقت الراهن: المشكلة أن اللاعب السعودي ليس لديه في الغالب تأسيس مميز في الأندية ولذا ترى اللاعب أحيانا في القمة وأحيانا أقل من المتوقع، وهذا الأمر يؤثر بشكل عام على مباريات الكرة السعودية، ولكن في مباريات النصر والهلال تلعب الجاهزية النفسية الدور الأكبر من الجانب الفني.

وشدد على أن خط الوسط في الفريقين متقارب إلى حد كبير من الناحية الفنية خصوصا إذا شارك يحيى الشهري ليقابل سالم الدوسري، كما أن الخط الهجومي متقارب إلى حد كبير بوجود السهلاوي والبديل الناجح غالبا حسن الراهب مع أن الشمراني لديه إمكانات فردية عالية وهو يعرف اللاعب عن قرب كونه أشرف عليه في منتخبات المدارس واستبعده عن المنتخب حينها قبل السفر إلى لبنان حينما كان اللاعب في صفوف الوحدة لوجود تقدم يقارب 15 يوما عن السن المحددة للاعبين، مستذكرا في هذا الجانب أن الشمراني لاحقه واستعطفه كثيرا لضمه ولكن كان هناك التزام بسن معينة للاعبين المشاركين، مقدرا للشمراني الوفاء منه حينما شاهده في الأحساء مع المنتخب الوطني ورفعه على الأعناق برفقة عدد من اللاعبين من بينهم أسامة هوساوي وتيسير الجاسم وكذلك كريري وهم كذلك من اللاعبين الذين أشرف عليهم.

أما المدرب خالد مبارك وهو الذي أشرف على أجيال من لاعبي القادسية المبدعين من بينهم سعود كريري وياسر القحطاني ومحمد السهلاوي ويوسف السالم وكذلك ياسر الشهراني وغيرهم فبين أن العامل النفسي سيكون له الأثر الأكبر وإن كان الهلال يتفوق في الجانب الفني وخصوصا في خط الهجوم وهذا ما سيجعل النصر يدفع ثمن أي خطأ في منطقة الجزاء أو حتى خارجها في مناطق الخطورة.

وشدد على أهمية أن يكون النصر أكثر تنظيما وحرصا على الجانب الدفاعي ويلعب بحذر ويعتمد على المرتدات التي يمكن أن تكسر مصادر القوة في الظهر الهلالي.

ويرى المدرب الاتفاقي السابق سلمان حمدان أن الهلال مرشح بنسبة تصل إلى 70 في المائة إذا ما سارت الأمور كما هو متوقع ولم يكن هناك أثر بالغ للجانب النفسي، مكتفيا بالقول إن قوة الهلال الهجومية الضاربة يمكن أن تخلخل دفاعات النصر في أي وقت من أوقات المباراة.

أما يوسف الغدير المدرب السابق للنهضة فشدد على أن على مدرب النصر عدم الاندفاع الهجومي وترك مساحات مفتوحة حتى داخل منطقة الجزاء لأن الهلال لديه أسلحة قوية تتمثل في ناصر الشمراني وكذلك العابد وسالم وأيضا نيفيز في حال مشاركته وحتى الشلهوب الذي بات مستواه الفني المتجدد يوهم المتابعين أنه لا يزال في سن 24 عاما حيث النشاط والحيوية والذكاء والأداء الفني الراقي.

من جانبه يرى المدرب الوطني علي كميخ أن الهلال فاقد للهوية بعد خروجه الآسيوي دون حصد البطولة ومتراجعا من الناحية الفنية، في المقابل النصر قوي معنويا وجماهيريا.

وأشار إلى أن هناك اختلافا نسبيا في الخطة الفنية حيث يلعب النصر بطريقة 4 - 4 - 2 فيما الهلال يلعب بطريقة 4 - 5 - 1 ولكن هناك توازن كبير في خطي الوسط للفريقين.

ويلخص المدرب خالد المرزوق مباراة اليوم بأنها ستكون قوية ومثيرة فنيا واعتبر أن الهلال للمرة الأولى منذ سنوات لا يملك خيارات كثيرة على مقاعد البدلاء في كافة الخطوط عكس النصر، مبينا أن النصر الأسرع في الوصول للمرمى من الهلال الذي يحضر الكرات بشكل متنوع ويتأخر في بعض الأحيان في إيصالها إلى مرمى الفريق المقابل.

وأخيرا يرى المدرب السابق ومحلل القنوات الرياضية السعودية حمود السلوة أن النصر وعلى المستوى الفني العام يمتاز بالأداء الجماعي والتحول السريع والمثالي من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية.

ويضيف: خطورة النصر على المرمى الهلالي تكمن في جرأة لاعبي وسط النصر بالتهديف من مسافات بعيدة والاستفادة من الكرة الثانية داخل منطقة العمق الهلالي، أما نقطة الضعف في النصر التي يمكن أن يعالجها المدرب داسيلفا فهي تخص المساحة الواسعة فيما بين خطي الدفاع والوسط.. وعدم الاستفادة من الكرات العرضية الملعوبة من الأطراف والبطء في التخليص السريع للكرات الخطرة داخل منطقة الجزاء، أما في الجانب الهلال فتبرز نقاط القوة فيه التي يستطيع من خلالها أن يكسب النصر الجوانب المهارية وسرعة أداء سالم الدوسري وسلمان الفرج، والانضباط التكتيكي العالي للاعبي الوسط الهلالي.