«داعش» يستعيد مناطق خسرها في الأنبار ويستعد لهجوم على سامراء

مجلس المحافظة يطالب العبادي بإرسال الطيران

TT

طبقا للعبة الكر والفر التي أتقنها تنظيم داعش طوال الشهور الماضية مع القوات العراقية منذ احتلاله الموصل في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي فقد تمكن مسلحو «داعش» من استعادة السيطرة على الكثير من القرى والمناطق في محافظة الأنبار لا سيما بين حديثة وهيت. وفي هذا السياق أكد عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي تعانيها محافظة الأنبار هي قلة الاهتمام بها من قبل الحكومة المركزية وليس فقط قلة الدعم وهو أمر بات ينعكس سلبا على أوضاع المحافظة من كل النواحي ولكنه في المقابل ينعكس إيجابا على تنظيم داعش الذي بات يجد ثغرات يتمكن من النفاذ منها لتحقيق أهدافه».

وأضاف الفهداوي أن «تنظيم داعش تراجع خلال الفترة الماضية بشكل كبير بعد أن تم تحقيق تقدم في الكثير من المناطق ومنها المناطق القريبة من هيت التي تمت استعادتها كلها وكان من الممكن إعادة تحرير هيت لولا نفاد أسلحة العشائر دون أن تقوم الحكومة بإرسال الأسلحة الكافية للعشائر التي تتولى عملية القتال هناك». وأكد الفهداوي أن «عدم وجود تنسيق بين الحكومة والعشائر من جهة وبين الكثير من العشائر ومجلس المحافظة من جهة أخرى فضلا عن نية شيوخ عشائر التوجه إلى أميركا لجلب الأسلحة والبعض الآخر إلى إيران حيث إن كل ذلك جعل الطرف المستفيد من هذه التناقضات هو داعش». وأوضح الفهداوي أنه «في الوقت الذي تقلصت فيه المساحات التي كان يحتلها داعش فإنه اليوم تمكن من استعادة بعضها».

في السياق نفسه أكد الشيخ نعيم الكعود شيخ عشيرة البونمر في الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم داعش تمكن من استعادة السيطرة على مناطق وقرى كثيرة تشكل أهمية استراتيجية لأنها تربط هيت بحديثة وصولا إلى مدينة الرمادي وهو ما يعني قطع خطوط الإمداد بالنسبة له لكنه باستعادة هذه المناطق فإنه فتح ثغرة هامة له».

في سياق متصل طالب مجلس محافظة الأنبار القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بإرسال طيران بشكل «عاجل وفوري» إلى ناحية الوفاء جنوب مدينة الرمادي بعد محاصرتها من قبل عناصر تنظيم داعش. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت في تصريح أمس إن «مجلس محافظة الأنبار يطالب القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بإرسال طيران فوري وعاجل إلى ناحية الوفاء جنوب مدينة الرمادي التي يحاصرها تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف كرحوت، أن «الناحية تعيش وضعا صعبا للغاية وهناك مواجهات واشتباكات بين القوات الأمنية بمساندة مقاتلي العشائر لصد هجوم التنظيم على الناحية».

وفي الوقت الذي أعاد فيه «داعش» السيطرة على قرى ومناطق في محافظة الأنبار فإنه وفي إطار استعداداته للهجوم على مدينة سامراء ذات الرمزية الدينية فقد خسر النواحي والمناطق التي تمكن من السيطرة عليها بالقرب من سامراء وأهمها ناحية المعتصم. وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمر أتباعه «سرايا السلام» بالتأهب في غضون 48 ساعة لمواجهة ما سماه خطرا محدقا بسامراء. لكنه وطبقا لما أعلنه محافظ صلاح الدين رائد الجبوري فإن القوات الأمنية تمكنت من استعادة مناطق هامة كانت تحت سيطرة داعش. وأضاف الجبوري في بيان له أن «القوات العراقية البطلة استعادت زمام الأمور في منطقتي مكيشيفة والمعتصم، جنوب تكريت، بعد قتال دام يومين، وتمت السيطرة على الأوضاع فيهما بالكامل».

في سياق متصل دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني إلى أهمية وضع الخطط المناسبة لاستعادة السيطرة على المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم داعش. وقال ممثل المرجعية خلال خطبة صلاة الجمعة أمس بكربلاء إنه «رغم الانتصارات التي تحققت ضد عناصر تنظيم داعش، في بعض مدن البلاد فإن أولئك الإرهابيين ما زالوا يسيطرون على مناطق معينة كبيرة ويهددون مناطق أخرى أيضا»، داعيا «الحكومة إلى وضع خطط مدروسة لاستعادة المناطق التي ما زال الإرهاب يسيطر عليها وإبعاد الخطر عن المناطق الأخرى بعيدا عن التشنج والطائفية». وطالب الكربلائي «القوات الأمنية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي بعدم التراخي والاطمئنان وبقائها في يقظة وحذر»، مثمنا «جهود محاربة الفساد وكشف العناصر الوهمية في مختلف المؤسسات الأمنية التي تسبب الغض عنها خلال السنوات الماضية في هدر كبير في أموال الدولة فضلا عن التداعيات الأمنية الكارثية في البلاد».