تفجير دبابة في آخر معاقل الحكومة بشرق سوريا

عبد الرحمن: رجل «القاعدة» الليبي عبد الحكيم بلحاج أول من أدخل المقاتلين

عبد الحكيم بلحاج
TT

أفادت حسابات جهادية على مواقع التواصل الاجتماعي والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة أن انتحاريا من تنظيم (داعش)، فجر دبابة في قاعدة جوية سورية بمحافظة دير الزور، وهي واحدة من آخر المعاقل الباقية للحكومة في شرق سوريا. ونشر التنظيم صورتين في حساب على موقع «تويتر» لرجل يبتسم، قالت: إن اسمه أبو فاروق الليبي وإنه هو الذي نفذ «العملية الانتحارية».

ويتسم المشهد السوري بحضور الكثير من المقاتلين الليبيين الذين يتراوح أعدادهم بين 1500 - 2000 مقاتل الآن، بحسب مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، وهم يشكلون مع المقاتلين التوانسة النسبة الأكبر بين عدد الأجانب الذين يقاتلون مع داعش والنصرة وغيرهما من تنظيمات متطرفة، وكانوا من أوائل المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا. وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» بأنه التقى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ديسمبر (كانون الأول) عام 2011. وأخبره أن عبد الحكيم بلحاج (رجل القاعدة الذي اعتقلته بريطانيا وأفرج عنه لاحقا) يُدخل المقاتلين الليبيين بشكل منتظم إلى سوريا، فرد عليه عبد الجليل أنه لا يملك أي سلطة لوقفه.

وإضافة للمقاتلين، فقد تدفق السلاح الليبي والأموال إلى سوريا بعد مقتل القذافي وسقوط نظامه، عبر البحر، ومرّ بعضها عبر الأراضي التركية تحت حجة «مساعدات إنسانية». وانتشر المقاتلون الليبيون في الأرياف، خصوصا ريف حلب وحماه وإدلب حيث أسس المهي الحاراتي «لواء الأمة» وأدخل المال والسيارات والسلاح وكانت خلف عدة علميات انتحارية كالتي تمت في وادي الضيف قرب معرة النعمان. أما في منطقة دير الزور فتنشط (كتيبة البتار) ويبدو أن أصول مقاتليها من مدينة درنة الليبية حيث توجد كتيبة بالاسم نفسه.

ولليبيين كتيبة خاصة معروفة باسم (الكتيبة الخضراء) قادتها ومؤسسوها من ليبيا، إلا أن عددا من الملتحقين بها يتوزعون على جنسيات أخرى، مثل السعودية والعراق، وفيها شقيق سجى الدليمي الزوجة السابقة لأبو بكر البغدادي التي اعتقلت أخيرا في لبنان. والكتيبة توالي «جيش المهاجرين والأنصار» الذي أسسه صلاح الدين الشيشاني، إلا أنها تنسق دوما مع تنظيم داعش، خصوصا في مناطق القلمون.

وفي دير الزور حيث حدث التفجير صباح أمس، ذكر المرصد السوري، أن الدبابة انفجرت على مشارف القاعدة. لكنه لم يذكر تفاصيل عن خسائر بشرية أو مادية. وأضاف أن اشتباكات وقعت صباح الجمعة بعد الانفجار. ويتعرض التنظيم لضغوط بسبب الضربات الجوية الأميركية في سوريا منذ سبتمبر (أيلول)، لكن هذه الضربات لم توقفه عن شن هجمات على قوات الأسد والجماعات المقاتلة المنافسة.

وعلى مدى العام عزز تنظيم داعش تدريجيا سيطرته على محافظة دير الزور المنتجة للنفط. ولا تزال قوات الرئيس بشار الأسد تسيطر على قاعدتها الجوية وأجزاء من عاصمة المحافظة. ودخل المتشددون القاعدة يوم السادس من ديسمبر لكن سرعان ما تم طردهم. وتقع دير الزور على الحدود مع أراض في العراق تحت سيطرة داعش أيضا. وتعتبر حقول النفط في المحافظة مصدر دخل للتنظيم.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش طارد مقاتلي التنظيم في المنطقة المحيطة بقاعدة دير الزور وقتل الكثير منهم.