رئيس الوزراء المصري: الأرض التي احتضنت الرسالات لا تصلح لزراعة الإرهاب

الجيش يحكم قبضته في سيناء مع محاولات يائسة لاستهداف محدود للجنود

مواطنون مصريون في حياتهم اليومية في شارع المعز لدين الله في القاهرة القديمة أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما تتواصل عمليات الجيش المصري في سيناء لمواجهة الإرهاب، وسط تأكيدات لمسؤولين وخبراء عن إحكام السيطرة على الأوضاع على الأرض وفرض حصار خانق على تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، قال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء المصري، إن جميع طوائف المجتمع تقف في وجه الإرهاب، مشددا على أن «أرض مصر لا تصلح لزراعة الإرهاب لأنها من احتضنت الأديان السماوية ولكونها مهد الحضارات والثقافات، وعلمت العالم بشعبها وفنانيها وكتابها وإعلامها وأزهرها الذي علم الدين الوسطي».

وقال محلب في كلمة له أمس أمام مؤتمر لمواجهة الإرهاب إنه «طالما أبناء مصر والقوات المسلحة والشرطة يحمون مصر فمعركة الإرهاب معركة خاسرة»، مشيرا إلى أن كل من أراد بمصر سوءا لن ينال مراده وأن مصر الصخرة التي تحطمت عليها كافة الغزوات. موضحا أن مختلف المحاور التي سيناقشها المؤتمر هي التي من خلالها يمكن محاربة الإرهاب بها، وعلى رأسها الخطاب الديني الوسطي.

وأكد رئيس الوزراء أن «كل الأحلام بهدم الوطن قد فشلت، وأن الإرهابيين في حالة إحباط.. والشعب المصري سيبني تاريخه الجاد وسيصطف لاجتثاث الإرهاب من جذوره ويعمل على تنمية بلاده التي تستحق كل الاحترام والتقدير والتوفيق»، مطالبا «بضرورة عودة قوة مصر الناعمة الموجودة على كل شبر من أرض مصر، وأن تعود مصر منارة وسط عالمها والعالم أجمع».

من جانبه، أكد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، في كلمته أن وزارته آلت على نفسها أن تبذل الجهد والعرق لمواجهة الإرهاب الأسود وتتعهد بألا تمكن أي إرهابي من تحقيق أغراضه أو ترويع أبناء الشعب المصري. مشيرا إلى أن «مصر عانت من موجات إرهابية، وتطور الإرهاب إلى جماعات إرهابية منظمة استفادت من الدعم السياسي والمادي لجماعة الإخوان المسلمين. ورغم كافة محاولات أجهزة الأمن ومؤسسات الدولة، حاولت الجماعة الإرهابية أن تظهر أنها جماعة دعوية، إلا أن الشعب اكتشفها».

وقال اللواء إبراهيم إن «هذه الجماعة عملت على خداع المواطنين فور وصولها للسلطة، غير أن الشعب المصري اكتشف زيفها ومحاولة تحقيق مصالحها؛ مما أدى إلى قيام ثورة 30 يونيو، وهو الأمر الذي دفعها للهدم والحرق». موضحا «إننا مطالبون ببذل قصارى جهدنا لهزيمة الإرهاب من خلال جهود الأزهر والأوقاف لنشر الدين الوسطي، وإسراع وزارتي التعليم والتعليم العالي بتأهيل أجيال تبعد عن التطرف وتنشيط الدور الثقافي والتوعوي ضد الإرهاب، وتحرك وزارة التضامن لتنشيط دور المؤسسات الاجتماعية، وتفعيل دور مؤسسات الدولة لمحاربته».

وفي السياق الأمني، كشف قطاع الأمن الوطني المصري عن نجاحه في ضبط خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، التي تعدها الدولة تنظيما إرهابيا، وذلك عقب رصد قيامهم بـ«تجنيد طلاب المعاهد الأزهرية للمشاركة في أعمال تخريبية تستهدف مؤسسات الدولة».

وأكدت مصادر بالأمن الوطني أن المتهمين، وعددهم 3 من المنتمين إلى الإخوان ويقيمون في محافظة بورسعيد (شرق القاهرة)، سعوا لتشكيل خلايا تهدف للتظاهر وإثارة الشغب واستهداف المنشآت العامة والمقرات الأمنية وبث الذعر بين المواطنين عن طريق استخدام العبوات محلية الصنع. مشيرة إلى عرضهم على النيابة العامة، التي قررت حبسهم على ذمة التحقيق.

وتأتي تلك التحركات على الصعيد السياسي والاجتماعي والأمني، متزامنة مع تحركات عسكرية مكثفة تشهدها شبه جزيرة سيناء منذ نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، من أجل محاصرة بؤر الإرهاب والتشدد، والقضاء على عناصره وأبرزها تنظيم أنصار بيت المقدس.

وتفرض السلطات المصرية حالة الطوارئ وحظرا للتجوال الليلي في الجانب الشرقي من شمال سيناء، كما قامت بإجلاء سكان الشريط الحدودي الملاصق لقطاع غزة من أجل العمل على هدم الأنفاق الحدودية الواصلة بين القطاع والأراضي المصرية، والتي تؤكد السلطات أنها أحد أهم مصادر دخول السلاح والمتسللين من المتشددين.

وتؤكد مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن العمليات العسكرية نجحت إلى حد كبير في فرض سيطرة الدولة على أراضي سيناء وتجفيف أغلب البؤر الإرهابية، ويتضح ذلك جليا في انتهاء عمليات الاستهداف الكبيرة للجنود والمعسكرات والمواطنين، واختزال قدرات الإرهابيين على عمليات صغرى باستهدافات فردية للجنود أو لمحيط منشآت بقنابل محلية محدودة الأثر.

وفي هذا السياق، أكد مصدر أمني أمس انفجار عبوة ناسفة محدودة زرعها مجهولون بالقرب من مقر قسم شرطة ثالث العريش. موضحا أن الانفجار لم يسفر عن وقوع أية إصابات أو تلفيات، ومشيرا إلى أن خبراء المفرقعات قاموا أمس بتمشيط المنطقة للتأكد من عدم وجود أية عبوات أخرى.