ألف شخصية يهودية تطالب الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطين

أكاديميون يطالبون بمعاقبة إسرائيليين بينهم وزيرا الاستيطان والإسكان

TT

عشرات من الشخصيات اليهودية الأكاديمية البارزة، في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، وبينهم أكاديميون إسرائيليون، توجهوا إلى حكومات بلدانهم، يطالبون بفرض عقوبات على 4 شخصيات إسرائيلية على خلفية مواقفها من الاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهم: وزير الاقتصاد نفتالي بنيت زعيم حزب البيت اليهودي وهو حزب المستوطنين، ووزير الإسكان أوري أريئيل من الحزب نفسه، وعضو الكنيست موشيه فايغلين من حزب الليكود، والأمين العام لمنظمة «أمانا» المسؤولة عن معظم أعمال البناء غير القانوني، زئيف حيفر «زمبيش».

ويقول هؤلاء الأكاديميون اليهود إن السياسيين الإسرائيليين الـ4 «يقودون الجهود من أجل بقاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، وضم أجزاء منها أو كلها، بشكل أحادي الجانب، من خلال خرق القانون الدولي».

وينتمي الأكاديميون المشار إليهم إلى حركة جديدة لا تنتمي إلى اليسار الأميركي أو الأوروبي، بل تعارض مجموعة اليسار المعروفة باسم «أكاديميون من أجل إسرائيل وفلسطين»، وتعارض حركات المقاطعة المؤيدة للفلسطينيين التي تنادي بمقاطعة أكاديمية واقتصادية وسياسية لإسرائيل، ومن هنا أهميتها؛ فهي ترى أن من يجب مقاطعته ليس إسرائيل كلها، بل معاقبة المسؤولين الإسرائيليين المباشرين عن سياسة التهويد والاستيطان. وتدعو تلك الشخصيات حكوماتها إلى فرض قيود على حركة الشخصيات الـ4، وتجميد ممتلكات أجنبية تابعة لهم في الدول الغربية. وقال البروفسور غرشون شمير، أحد أعضاء المجموعة، وهو محاضر في موضوع علم الاجتماع في جامعة كاليفورنيا وصاحب الفكرة: «اخترنا 4 شخصيات بداية، وذلك لأنهم يبرزون ضمن عملهم من أجل تحويل الاحتلال إلى أمر ثابت». وفي حديث إلى «الشرق الأوسط»، أضاف قائلا: «الشخصيات الـ4 تعمل من أجل ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل، وبذلك فهم يدفعون إسرائيل إلى خرق القانون الدولي، هؤلاء قطعوا الخطوط الحمر العريضة بشكل خاص».

وتضم العريضة أسماء عشرات المحاضرين المعروفين من جامعات كاليفورنيا، لوس أنجليس، كولومبيا وبوسطن كوليج. ومن بين الموقعين على العريضة الباحث في شؤون العلوم السياسية مايكل وولتسر من جامعة برينستون. وبحسب أقواله، فإن جميع الموقعين على العريضة يعرفون أنفسهم بوصفهم صهيونيين ومعارضين بشكل حازم وقاطع لأي نوع من المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل، مثل تلك الخطوات التي تدعو إليها حركة مقاطعة إسرائيل (BDS). وأكد وولستر: «كلنا نعارض أفعال المقاطعة الأكاديمية أو أي نوع آخر لإسرائيل، لكننا نصر، في الوقت عينه، على موقفنا ضد الاحتلال. هذا التوجه الجديد هو المؤثر من أجل جلب الأنظار بالاتجاهات الصحيحة، وليس في الأماكن التي تحاول بعض الحركات القيام بها». وقال البروفسور تود غلتين، المحاضر الكبير في الصحافة وعلم الاجتماع من جامعة كولومبيا، إنه وقع على العريضة؛ «لأن الوقت قد حان من أجل نقل الحديث إلى اتجاه آخر»، وبحسب أقواله: «نحن نسعى من أجل المساهمة في طرح السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ونحن جزء من السياسة الأميركية التي تسعى للقول إن هذه الشخصيات غير صديقة للولايات المتحدة، وإنما هي عدو لها ولسياستها». وأكد غلتين أنه لا يؤيد المقاطعة الشاملة لإسرائيل.

من جهة أخرى، تواصل شخصيات إسرائيلية يسارية التوقيع على عريضة موجهة إلى البرلمان الأوروبي تدعو إلى دعم مبادرة الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل. ومن المتوقع أن يبحث برلمان الاتحاد الأوروبي موضوع الاعتراف بدولة فلسطين يوم الأربعاء المقبل، بالإضافة إلى برلمانات أوروبية عدة، كانت قد اعترفت هي الأخرى بدولة فلسطين، من بينها بريطانيا، وآيرلندا، وإسبانيا، وفرنسا والبرتغال. وقد تجاوز عددهم ألف شخص. وأعربت الفنانتان، اليهودية أحينوعام نيني، والعربية ميرا عوض، عن انضمامهما للعريضة.

وجاء في نص العريضة التي وجهت لبرلمان الاتحاد الأوروبي: «نحن مواطنو دولة إسرائيل ممن يسعون لأمنها وسلامتها، نعرب عن قلقنا من حالة الجمود السياسي ومواصلة الاحتلال والمستوطنات التي من شأنها أن تؤدي إلى مواجهات مع الفلسطينيين ومنع أي إمكانية للتوصل إلى تسوية. من الواضح بالنسبة لنا أن احتمال بقاء إسرائيل وأمنها، مرتبط بإقامة دولة فلسطينية إلى جانبها على أساس حدود 67، بما في ذلك اعتراف إسرائيل بفلسطين واعتراف فلسطين بدولة إسرائيل». وجاء في العريضة أيضا: «إن مبادرتكم للاعتراف بدولة فلسطين من شأنها أن تدفع احتمالات السلام وتشجع الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى حل للصراع». ووقع على هذه العريضة المئات من النشطاء والسياسيين والأكاديميين، من بينهم الحاصل على جائزة نوبل للسلام دانيئيل كهنمان، والأدباء: ديفيد غروسمان، وعاموس عوز وأ.ب يهوشاع. كما وقع على العريضة 10 من الفائزين بجائزة إسرائيل، بالإضافة إلى دبلوماسيين وأعضاء كنيست سابقين وموظفين كبار في الحكومات الإسرائيلية السابقة.