مسؤول كردي: نحتاج لفتح ممر إنساني والمعركة ستطول دون السلاح النوعي

الأكراد يستعيدون بعض الأحياء في «كوباني»

TT

نفذت طائرات التحالف الدولي ليل أمس 3 ضربات على مواقع لتنظيم داعش في جنوب مدينة كوباني (عين العرب) الكردية في شمال حلب. وفي ظل التقدم البطيء الذي تسجله وحدات الحماية الكردية على وقع ضربات التحالف، استمرت أمس الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي والتنظيم في أطراف حي بوطان شرقا، وجرى تبادل لإطلاق النار في عدة محاور وجبهات في المدينة وسط قصف متقطع من قبل قوات البيشمركة الكردية ووحدات الحماية والكتائب المقاتلة على تمركزات للتنظيم في المدينة، كما أطلق التنظيم ما لا يقل عن 7 قذائف هاون على مناطق في كوباني وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتمكنت وحدات حماية الشعب بمؤازرة من قوات البيشمركة والجيش الحر، في الساعات الأخيرة من استعادة السيطرة على بعض الأحياء في المدينة، وفق ما قال المسؤول المحلي، إدريس نعسان، لـ«الشرق الأوسط». وأوضح نعسان أن فصائل الحر تشارك إلى جانب وحدات الحماية في القتال والعمليات، بينما تتولى البيشمركة القصف من الخطوط الأمامية. وأشار إلى أن ليل أول من أمس، استعاد الأكراد أحياء من قرية ترنيك والطريق الذي يربط المنطقة بهضبة مشتى نور والذي من شأنه أن يؤثر سلبا على وصول الإمدادات إلى مقاتلي التنظيم الذين يسيطرون على الهضبة. ورأى إدريس أن ضربات التحالف أسهمت بشكل أساسي في إنقاذ المدينة التي كانت قاب قوسين من السقوط، لكنه رأى إذا بقي الوضع على ما هو عليه لجهة عدم مد الأكراد بالسلاح اللازم ليقوموا بمهمتهم العسكرية على الأرض، فإن المعركة ستطول، مضيفا «نحتاج إلى السلاح النوعي للاستمرار في المقاومة، وإلى فتح ممرات آمنة للمدنيين الصامدين في المدينة وعلى الحدود في مخيمات عشوائية، والذين يبلغ عددهم نحو 10 آلاف شخص».

وقبل أقل من أسبوع كان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف عن سقوط 1400 قتيل في معارك كوباني خلال 80 يوما من الاشتباكات. وقال إن «27 مدنيا كرديا، هم 17 مواطنا ضمنهم فتيان اثنان، أعدمهم تنظيم داعش في ريف مدينة عين العرب بينهم 4 على الأقل تم فصل رؤوسهم عن أجسادهم».

كذلك بلغ 905 عدد قتلى عناصر التنظيم الذين لقوا مصرعهم خلال قصف وكمائن واستهداف آليات واقتحام لأماكن قيادية من وحدات حماية الشعب الكردي، بينهم 36 مقاتلا على الأقل، فجروا أنفسهم بعربات مفخخة وأحزمة ناسفة. وبلغ 431 عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الأمن الداخلي الكردية «الآسايش»، الذين لقوا مصرعهم خلال قصف واشتباكات مع تنظيم داعش من ضمنهم قيادية في وحدات حماية المرأة. كما لقي ما لا يقل عن 17 مقاتلا من الكتائب المقاتلة الداعمة لوحدات الحماية مصرعهم، خلال اشتباكات مع تنظيم «داعش» في ريف المدينة. ن جهة أخرى، أطلق تنظيم «داعش» سراح 50 مواطنا من أهالي كوباني احتجزهم قبل 3 أشهر في مدينتي منبج والباب بريف حلب.

وقال محمد حمو أحد المفرج عنهم لوكالة باسنيوز الكردية، إن «داعش أطلق سراح 50 مدنيا من كوباني»، مشيرا إلى أن مسلحي التنظيم كانوا قد اعتقلوهم من قراهم لأنهم رفضوا الخروج منها، مضيفا أنهم «مدنيون لم يحملوا السلاح ولذلك تم الإفراج عنهم».

وأكد أن المئات من المدنيين لا يزالون معتقلين في سجون «داعش» في مدينتي منبج والباب، للأسباب نفسها.

مع العلم أن عشرات السوريين من كوباني كانوا اعتقلوا على الطرقات الخارجية أثناء مغادرتهم المدينة بينهم إعلاميون وموظفون ومعلمون، لا يزال مصيرهم مجهولا.