القوات العراقية تعزز وجودها في حديثة ومحافظ الأنبار يطعن في قرار إقالته

قائد ميداني أنباري لـ «الشرق الأوسط»: قتلنا صينيا وامرأة مغربية قرب الرمادي

TT

كشف أحد القادة الميدانيين من شيوخ العشائر التي تقاتل تنظيم داعش في محافظة الأنبار أنه «من بين قتلى تنظيم داعش في منطقة السجارية بالقرب من مدينة الرمادي خلال معارك استعادتها مؤخرا مواطن صيني وسيدة مغربية انضما إلى هذا التنظيم وقدما إلى العراق عبر الحدود السورية المفتوحة مع العراق».

وقال الشيخ غسان العيثاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم داعش وبسبب الحدود المفتوحة بين العراق وسوريا لا يزال يملك القدرة على تعويض خسائره سواء من المقاتلين أو القطعات والمعدات العسكرية بما فيها الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات وعربات الهمر بينما لا يزال عنصر التعويض عندنا ضعيفا بسبب عدم وجود الأسلحة التي تضاهي أسلحة (داعش) لدى القوات العسكرية أو أبناء العشائر، كما أن المقاتلين سواء كانوا من أبناء العشائر أو الجيش بدأوا يقاتلون ببسالة الآن لكن تنقصهم الكثير من القضايا اللوجستية».

وأيد الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، شيخ عشيرة البوفهد في الأنبار، في حديث منفصل لـ«الشرق الأوسط» ما ذهب إليه العيثاوي وقال: إن «الأزمة التي نعانيها هي بالفعل قلة الدعم اللوجستي بالإضافة إلى قلة الأسلحة وعدم كفاءة ما هو موجود منها». وأضاف الفهداوي أنه «ليس بوسع المقاتل أو المواطن الموجود في تلك المناطق أن يقاتل ويصبر ويقاوم إذا كان لا يملك الماء والغذاء وهي من المسائل الأساسية لمواصلة القتال في أي معركة فكيف بربحها».

وبشأن طبيعة المعارك الدائرة حاليا في مختلف مناطق الأنبار، قال العيثاوي إن «أقضية الرمادي بدءا من راوة وعانة وعكاشات والقائم وهيت كلها ساقطة بيد تنظيم داعش وعموما فإن كل منطقة الجزيرة شمال نهر الفرات تكاد تكون ساقطة بيد هذا التنظيم ما عدا منطقة البوعيثة التي نتواجد فيها وكذلك البوفراج والبوذياب، وبالتالي فإن هذا التنظيم فتح عدة جبهات في آن واحد وهو يمارس في حربه نمط حرب العصابات ولديه عناصر مدربة على خوض هذا النمط من الحروب»، مشيرا إلى أن «مما يعزز وضعه أكثر هو إنه يسيطر على حدود دولتين وهما سوريا والعراق وبالتالي قادر على التعويض وقد وجدنا من المقاتلين الأجانب بالإضافة إلى ما ذكرته لك يابانيين أيضا»، متسائلا «ما الذي يدفع ياياني أو صيني أن يأتي من آخر الدنيا ليقاتل شمال نهر الفرات في العراق؟»، مضيفا أن هذا «يعني أن هذه الحرب إنما هي حرب عالمية تجري في العراق».

وبشأن الصراعات الحالية داخل مجلس محافظة الأنبار المتمثلة بإقالة المحافظ أحمد خلف الدليمي بسبب إصابته في معارك سابقة مع «داعش» اختلفت رؤية العيثاوي عن رؤية الفهداوي. ففي الوقت الذي أكد فيه العيثاوي إن «للدليمي دورا هاما كمقاتل أولا قبل أن يكون محافظا وبالتالي فإن مجلس المحافظة تسرع في أمر إقالته لما يمكن أن يتركه ذلك على الجانب الميداني» أكد الفهداوي من جانبه أن «مصلحة المحافظة يجب أن تكون أهم من الأشخاص مهما كانوا». وأشاد الفهداوي بالدور الذي «أداه الدليمي خلال فترة إدارته للمحافظة»، مستدركا «لكن إصابته يمكن أن تمنعه لأداء نفس الدور» غير أنه رجح «وجود أياد خفية خلف هذه القصة».

وقطع الذيابي رحلته العلاجية في الخارج ووصل إلى بغداد لرفع دعوى قضائية ضد مجلس محافظة الأنبار والطعن بقرار إعفائه من منصبه وإحالته على التقاعد. وفيما أكد خبير قانوني إن الإقالة لا يمكن أن تتم دون إصدار مرسوم جمهورية فإنه وطبقا لمصدر مقرب من المحافظ المقال فإن «الذيابي سيرفع دعوى قضائية ضد مجلس الأنبار والطعن بقراره والقاضي بإحالته على التقاعد وهو مجاز بسبب إصابته في معارك الأنبار قبل شهرين ضد تنظيم (داعش) في معارك تطهير المنطقة الغربية من المحافظة».

في سياق ذلك أكد الخبير القانوني طارق حرب في بيان أمس أنه «إذا كان قانون المحافظات رقم 21 لسنة 2008 وتعديلاته خول مجلس المحافظة تجاه المحافظ عدة صلاحيات منها سلطة انتخاب المحافظ وسلطة استجواب المحافظ وسلطة إقالة المحافظ فإن هذا القانون لم يمنح مجلس المحافظة سلطة إحالة المحافظ على التقاعد لأسباب صحية طبقا للمادة 28 من القانون». وتابع: «إن المادة 26 من قانون المحافظات اشترطت صدور مرسوم جمهوري لتعيين المحافظ وإحالة المحافظ على التقاعد لا بد أن تكون أيضا بمرسوم جمهوري ذلك أن وسيلة تعيين المحافظ في الوظيفة العامة هي نفس وسيلة إنهاء خدمة المحافظ من الوظيفة العامة».

ميدانيا، عززت القوات العراقية انتشارها في منطقة حديثة وقاعدة عين الأسد بعد وجود مؤشرات على الهجوم عليها من قبل «داعش». لكن العيثاوي أكد أنه «ليس هناك أي خطر على حديثة وعين الأسد حيث تقاتل هناك قوات نخبة سواء من الجيش أو العشائر وبالتالي فإن هذه القاعدة مؤمنة تماما». ونفى العيثاوي الأنباء التي تحدثت عن سيطرة تنظيم داعش على القرى المحيطة بناحية البغدادي تمهيدا لمهاجمة الناحية.