سيدة المجوهرات الأولى تدخل عصرا جديدا وتطلق أحدث مجموعاتها

عزة فهمي تحتفل بمرور 45 عاما في عالم المجوهرات الرفيعة

عزة فهمي مع أمينة غالي مديرة التصميم
TT

في أجواء تعبق بالتراث والحضارة المصرية بفندق «ماريوت الزمالك»، احتفلت مصممة المجوهرات العالمية عزة فهمي بمرور 45 عاما على إطلاق علاماتها التجارية في عالم المجوهرات، بحضور عشاق تصميماتها من مختلف أنحاء العالم، ووسط حضور إعلامي مميز للصحافة العربية والعالمية. وفي عرض أشبه بالعرض المتحفي، ضمت قاعة الفندق الفخمة واجهات زجاجية تبوح منها القطع المتلألئة بأسرار المجوهرات الراقية وتخطف الأنظار بتنوعها وجمعها ما بين البساطة والجرأة والتميز، حيث تجبرك كل قطعة على التأمل فيها، بما تحمله من رؤية تمزج الماضي بالحاضر، والموروث الثقافي مع الصيحات العصرية، فتلك قطع مرصعة بأحجار لازوردية تشعرك بأنها تعود لصندوق مجوهرات الملكة كليوباترا، والقلائد والأساور والأقراط التي توحي بالغموض وبسحر الفراعنة، وأخرى تنطق بفخامة فيكتورية، وأخرى مستوحاة من خطوط التصميمات المعمارية الحديثة، مع موتيفات إيرانية تعود للقرن الـ17، ثم تنتقل إلى خواتم بها بساطة الفلاح المصري، وتأخذك لبراح وغموض الصحراء المصرية وسحر واحاتها ووهج شمسها.

تتوسط المعروضات المجموعة الجديدة «MiniSeries» التي تتوج قصة نجاح والمسيرة الإبداعية لعزة فهمي في عالم المجوهرات الرفيعة، ونجاح تصميمات ابنتها المصممة البارعة أمينة غالي، ونتاج عمل مجموعة من أبرع المصممين المصريين. يعتبر المعرض تجسيدا للمراحل التي مرت بها عزة فهمي في تصميماتها عبر ما يقرب من نصف قرن وتنقلها بين التجريد والأشكال الهندسية والاستلهام من الفنون المعمارية حول العالم واستخدام الخطوط العربية بانسيابيتها، واستخدام كلمات القصائد الشعرية والأغاني الخالدة لأم كلثوم.

وعبر 24 قطعة تضمها تلك المجموعة الجديدة، تتجلى براعة عزة فهمي في تقديم حلي بشكل انسيابي كلاسيكي يحمل في طياته أشكالا تجريدية عصرية تتلاقى في كل قطعة منها روح الشرق والغرب. «وراء كل قطعة قصة» هذا ما تحرص عليه عزة فهمي وتلاميذها في تصميماتهم، حيث تأخذك القطعة برموزها إلى عالم من الأساطير والحكايات عبر الأزمنة التاريخية وإلى حضارات سحيقة، ومن أبرز الموتيفات التي ضمتها المجموعة الخرطوش الملكي الفرعوني الذي جسدته عزة فهمي في هيئة خاتم يشع باللون الأزرق من الذهب والألماس، حيث كانت أسماء الملوك دائما ما تكتب في شكل شبه دائرة محفور عليه الرموز الهيروغليفية، كما برزت في المجموعة حلي بها زهرة اللوتس المقدسة التي هي رمز الحياة في الحضارة الفرعونية القديمة، وكان من أبرز القطع الأقراط التي تتدلى فيها زهرات اللوتس بتدرج بين أحجامها وتناغم خامات الذهب والفضة فيها، وكان من القطع اللافتة أيضا خاتم الجعران الفرعوني الذهبي المطعم بفصوص الألماس، وخاتم الجعران المجنح، وخاتم السلطان المستوحى من الإمبراطورية العثمانية الذي يتوسطه حجر الكوارتز بلون الليمون، وقلادة العملات، وأقراط «انت عمري» المستوحاة من أغنية كوكب الشرق.

«إنها بمثابة دخول عصر جديد للمجوهرات الرفيعة»، هكذا تحدثت المصممة العالمية عزة فهمي لـ«الشرق الأوسط» عن مجموعتها الجديدة، قائلة «استلهمت أشهر القطع التي صممتها طوال الـ45 عاما، وقمت بإضافة لمسات جديدة لها، وطلائها بمعادن مختلفة، وقد استغرق الإعداد لإطلاق هذه المجموعة تقريبا عاما ونصف العام، ما بين البحث ووضع التصميمات والتنفيذ». وتقدم عزة فهمي نفسها من خلال تلك المجموعة المتميزة عن سابقاتها، بأنها تجمع بين براعة «الجواهرجي» وإبداع «المصمم»، فقد انتقت فهمي أهم القطع التي صممتها على مدار مسيرتها وأضافت إليها تعديلات برؤية جديدة، فهي قطع صالحة للأبد.

وتتوجه فهمي عبر تلك المجموعة إلى «السيدة التي تريد ارتداء شيء متميز وبه أحجار كريمة، لتعكس عبر مجوهراتها شخصية متفردة تجمع بين الشخصية المصرية والعربية وتعبر عن الانتماء والأصالة». وتشير فهمي «ابتعدنا قليلا عن موتيفات الخطوط العربية، لكن الكلمات العربية ظلت حاضرة أيضا في تلك المجموعة». وضمت المجموعة مختلف أنواع الأحجار الكريمة ومنها: الياقوت الأحمر، والياقوت الأزرق، والألماس، والزمرد، والجمشت، والعقيق، والكوارتز والسفير.

ورغم أن تصميم المجوهرات حول العالم مهنة يسيطر عليها الرجال، استطاعت عزة فهمي فرض اسمها كعلامة تجارية ذائعة الشهرة حول العالم، وتشارك بقطعها البديعة في أسابيع الموضة العالمية. وبروح متجددة تشع بالأمل والجدية، تقول فهمي «بعد مرور 45 سنة في عالم المجوهرات وتمكني منه، والعمل على إحياء الهوية المصرية عبر أنواع مختلفة من الحلي والخامات، وإطلاقها بشكل عالمي؛ أشعر الآن بمسؤولية مجتمعية تقع على عاتقي، فبعد خطوة تأسيس مدرسة لتعليم تصميم الحلي والمجوهرات، أشعر بمسؤولية التعليم، لذا بدأت تعاونا بيني وبين الحكومة المصرية لتأسيس مراكز تدريب للأيدي العاملة لتخريج (حرفيين) ماهرين للحفاظ على هذه المهنة من الاندثار، حيث أعتزم توجيه طاقتي لذلك». وحين أشرت لها بأن فكرة المعرض توحي بأنه متحف لمجوهرات تاريخية يجب أن يجوب العالم، قالت «هي فكرة جيدة فعلا لكن لم تطرح بعد». وحول نيتها عقد شراكات جديدة مع بيوت الأزياء العالمية، قالت إنها لم تفكر في هذا الاتجاه في الوقت الحالي، وتحاول الاستمتاع بثمار نجاح 45 عاما. تلك المسيرة التي بدأتها مصادفة عام 1969 عند اكتشافها كتابا باللغة الألمانية عن المجوهرات، مما دفعها للدخول في هذا العالم الذي كان مقصورا على الرجال، فكانت هي المرأة الوحيدة التي تعمل في تصميم الحلي في خان الخليلي بالقاهرة. وقد حرصت عزة فهمي على دعوة جميع عملائها لهذا الاحتفال، ولا شك أنها استطاعت ببراعة إبهارهم بتلك المجموعة الساحرة، وكأنهم يشاهدون تصميماتها لأول مرة. وحرصت الفنانة التونسية هند صبري على حضور الاحتفالية، قائلة «سعيدة جدا بحضور هذه الاحتفالية التي تتوج قصة نجاح امرأة شجاعة وقوية تحدت كل شيء واستطاعت النجاح في مهنة بالغة الصعوبة، أنا فعلا مستمتعة بمشاهدة كل قطعة من المعروضات، فهي كما عودتنا متفردة ومميزة. أنا أرى عزة فهمي سيدة ملهمة بكل نجاحاتها».