ألمانيا ضيف شرف «الجنادرية 30» وتقدم لزوار جناحها رحلة عبر الزمن

وزير الخارجية سيحضر حفل الافتتاح يرافقه وفد ثقافي واقتصادي

TT

يستعد 21 فنانا ألمانيا للمشاركة في مهرجان «الجنادرية 30» الذي تقيمه السعودية ويهتم بالتراث والثقافة ويحظى برعاية من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وقال بوريس روغِه السفير الألماني في الرياض لـ«الشرق الأوسط» إن استضافة بلاده ضيفَ شرفٍ في مهرجان الجنادرية في دورته الثلاثين، التي ستعقد من 4 إلى 25 فبراير (شباط) 2015، فرصة ذهبية لن تتكرر ثانية لتقديم بلاده إلى الشعب السعودي.

وقال روغِه «إن التقاليد في بلاده تتمتع بتاريخ عميق، وإن ألمانيا أيضا تشبه السعودية في هذا الجانب»، مشيرا إلى أن التقاليد الألمانية هي أحد الأمور التي تتمتع بشعبية عالية في هذا البلد، ولذلك ستتاح الفرصة لتسليط الضوء على المزيد منها في مهرجان الجنادرية.

وأوضح السفير الألماني في مؤتمر صحافي عقده أمس بالرياض، بمناسبة استضافة بلاده كضيف شرف في مهرجان الجنادرية في دورتها الـ30، أن بلاده والسعودية دولتان رائدتان في منطقتيهما.

وقال: «نتطلع لاستضافة أكثر من 21 فنانا أثناء المهرجان، حيث إن منسق المشروع هي مؤسسة «ألمانيا بلد الأفكار» وهي مبادرة أسستها الحكومة الألمانية والقطاع الاقتصادي الألماني؛ إذ قدمت هذه المؤسسة المساعدة لتنفيذ جميع الأفكار بالتعاون مع شركائنا والجهة المعنية ببناء الجناح».

وأضاف: «إن الاقتصاد والسياسة مهمان، ولكننا في ألمانيا نؤمن بشكل قوي بأهمية الثقافة والمجتمع المدني والحوار وما يطلق عليه - أحيانا - التواصل بين الشعوب، وهذا يأخذنا مباشرة إلى موضوع المؤتمر الصحافي عن دور ألمانيا كضيف شرف لمهرجان الجنادرية لعام 2015».

وزاد روغِه: «تشرفنا كثيرا بالدعوة للمشاركة في مهرجان الجنادرية كضيف شرف، وأستطيع أن أؤكد أننا نعمل بجد لنرقى إلى مستوى التوقعات العالية، لقد لقينا في هذا الصدد دعما قويا وتعاملا مميزا من قبل زملائنا في الحرس الوطني، وأيضا من قبل الأمير متعب بن عبد الله رئيس اللجنة العليا للمهرجان».

ووفق روغِه، سيحضر وزير الخارجية الألماني شتاينماير، افتتاح مهرجان الجنادرية ويرافقه وفد ثقافي واقتصادي كبير، «وذلك دليل على مدى اهتمامنا بتعميق العلاقات مع المملكة وشعبها»، مسلطا الضوء على فكرة الجناح الألماني في مهرجان الجنادرية.

وعلى صعيد آخر، لفت السفير الألماني إلى أنه منذ قرون عدة قدم أناس من مختلف البلدان والخلفيات الثقافية إلى ألمانيا، واختاروها موطنا لهم، وقاموا بمشاركة خبراتهم ومعارفهم لتطوير حلول مبتكرة لتحسين حياة الناس، مشيرا إلى أن شعار «صنع في ألمانيا» لا يزال إحدى العلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم.

وقال روغِه: «إن الأفكار الألمانية والتكنولوجيا الألمانية، حاضرة في جميع أنحاء العالم، لذلك فإنه إلى جانب كون ألمانيا بلد التقاليد فإنها أيضا بلد الابتكار، فهو جزء لا يتجزأ من التقاليد، وهذا هو سبب اختيارنا لشعار للابتكار تقاليد».

وسيتمكن زوار جناح ألمانيا في مهرجان الجنادرية وفق روغِه، من القيام برحلة عبر الزمن، من بدايات العصور الوسطى مرورا بالحياة اليومية المعاصرة، وصولا إلى الرؤية الألمانية للمستقبل، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الرحلة توجد الشركات التي ترمز للابتكار والتميز الصناعي.

وفي الإطار نفسه، يُعد «معهد غوته» برنامجا ثقافيا، كجزء من البرنامج العام، يشتمل على الموسيقى التقليدية والفولكلور، إضافة إلى فنون كرة القدم الاستعراضية وفن الغرافيتي والرسم على الجدران، بجانب كثير من الأحداث والفعاليات الأخرى الموزعة داخل وحول الجناح.

وشدد السفير الألماني لدى السعودية، على أن برلين ترتبط بالرياض بعلاقة استراتيجية شاملة، تقف خلفها إرادة سياسية على مستوى القيادة في البلدين. وقال: «إن علاقاتنا مع السعودية على المستوى الاقتصادي، نمت بشكل كبير، وفي نفس الوقت أصبح التعاون في القضايا السياسية والاستراتيجية يحظى بأهمية أكبر وبشكل مطرد».

ولفت إلى أن للسعودية وألمانيا، تاريخا طويلا من العلاقات الودية، مشيرا إلى أنهما عملتا على مدى الأعوام الماضية، على تعميق ومواصلة تطوير هذه العلاقات على المستويات كافة.