«قسم إعادة الإدماج» الروسي يُحرز «النجمة الذهبية» لمهرجان مراكش

روسيا وسويسرا وفرنسا والهند تحصد الجوائز.. وخروج مخيب للسينما العربية

الفائزون بجوائز «لجنة التحكيم» و«أحسن إخراج» و«أفضل ممثلة» و«أفضل ممثل» مع أعضاء لجنة تحكيم مسابقة الدورة الـ14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش («الشرق الأوسط»)
TT

أسدل الستار ليلة السبت على فعاليات الدورة الـ14 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بتتويج الفيلم الروسي «قسم إعادة الإدماج» للمخرج إيفان تفيردوفسكي، وبطولة نيكيتا كوكوشكين (في دور ميشا) وفيليب أفدييف (في دور أنطوان) وماشا موايزاييفا (في دور لينا)، بـ«النجمة الذهبية» (الجائزة الكبرى).

ويحكي الفيلم، المقتبس عن رواية للمحللة النفسانية الروسية أيكاترينا موراشوفا، والذي يعتبر الأول من نوعه في مسيرة مخرجه بعد 3 أفلام وثائقية أخرجها بين 2009 و2013، قصة لينا، الشابة الذكية والمعاقة جسديا، التي تحرص على العودة إلى الدراسة بعد سنوات من الانقطاع، حيث ستلتحق بقسم مخصص لتلاميذ ذوي اضطرابات نفسية أو جسدية. في نهاية السنة الدراسية، يمثل كل تلميذ أمام لجنة لتقييم قدراته التعليمية والتقرير في مدى أحقيته في الالتحاق بقسم الفئة «العادية». رغم ذلك، لا يبذل المدرسون أي مجهود لمحاولة تحفيز طلبتهم أو مساعدتهم على تحسين أدائهم، بل يبلغ بهم الأمر حد قمع «لينا» عندما تبدي أي محاولة للحديث في مواضيع أكثر تعقيدا. ومع ذلك، ستتمكن من الاندماج في الحياة المدرسية، لكن السعادة التي تبدو عليها وهي برفقة زميلها «أنطوان» لا تروق الجميع، ولا تتأخر تداعياتها عن البروز.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى الفيلم السويسري «حرب» للمخرج سيمون جاكميت، بينما فاز الفيلم الهندي «شغيل الحب» لأديتيا فيكرام سينغوبتا بجائزة أفضل إخراج. وحازت الممثلة الفرنسية كلوتيلد هيسم جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم «آخر ضربة بالمطرقة» لأليكس دولابرط، فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل للسويسري بنجامين لوزيكي عن دوره في فيلم «حرب».

وخرج كل من الفيلم المغربي «جوق العميين» لمحمد مفتكر والفيلم المصري «الفيل الأزرق» لمروان حامد، خاليي الوفاض من المسابقة.

وشاركت في المسابقة، علاوة على الأفلام الفائزة والفيلمين المصري والمغربي، أفلام «حكاية تشيكاساكي» من اليابان لمخرجه تاكويا ميزاوا، و«كل شيء أحببناه» من نيوزيلندا لمخرجه ماكس كيري، و«غرفة الحفظ» من الولايات المتحدة لمخرجه دانيال باربر، و«سراب» من المجر وسلوفاكيا لمخرجه سكزابولكس هاجدو، و«نبات» من أذربيجان لمخرجه إلشين موسى أوغلو، و«ابن لا أحد» من صربيا لمخرجه فوك رسموفيتش، و«وردة حمراء» من فرنسا واليونان وإيران لمخرجه سيبيداه فارسي، و«بحر الضباب» من كوريا الجنوبية لمخرجه شيم سونغ بو، و«أشياء يفعلها الناس» من الولايات المتحدة لمخرجه سار كلين.

وضمت لجنة التحكيم، إضافة إلى رئيستها المخرجة الفرنسية إيزابيل هوبير، المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الهندي ريتش بترا، والمخرجة وكاتبة السيناريو الدنماركية سوزان بيير، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الفرنسي برتران بونيللو، والممثلة والمخرجة الفرنسية ميلاني لوران، والمخرج وكاتب السيناريو الإيطالي ماريو مارتون، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الروماني كريستيان مونكيي، والممثل والمخرج البريطاني ألان ريكمان، والمخرج وكاتب السيناريو والمؤلف المغربي مومن السميحي.

وعرف الشق الثاني من حفل الاختتام عرض الفيلم الأميركي «السنة الأكثر عنفا» لمخرجه جيفري س. شالدور. وهو فيلم يعود إلى 1891، السنة الأكثر عنفا في تاريخ مدينة نيويورك، ليحكي قصة مهاجر يحاول أن يجد لنفسه مكانا في مجال تداول البترول وتجارة النفط، قبل أن يصطدم طموحه بتفشي الفساد والعنف والانحلال الذي كان سائدا حينها، الشيء الذي سيهدده بتدمير كل ما استطاع هو وعائلته بناءه.

وعرفت التظاهرة، التي تواصلت على مدى 9 أيام، عرض 87 فيلما من 22 دولة، وتميزت ببرنامج فني متنوع، ما بين عروض أفلام «المسابقة الرسمية» و«خارج المسابقة» و«خفة قلب» و«ساحة جامع الفنا»، ولقاءات مع مخرجين عالميين في إطار دروس للسينما ضمن فقرة «ماستر كلاس»، نشطها المخرج الدنماركي بيل أوغست، والمخرج السينمائي والمسرحي وكاتب السيناريو الفرنسي بونوا جاكو، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج الإسباني أليكس دي لا إغليسيا؛ وأمسيات تكريمية للسينما اليابانية، ولنجم السينما العربية الممثل المصري عادل إمام، ونجمي هوليوود، الممثل البريطاني جيرمي آيرونز والممثل والمخرج الأميركي فيغو مورتنسون، فضلا عن المنتجين المغربيين خديجة العلمي وزكرياء العلوي، المشتغلين منذ سنوات في تنفيذ عدد من الإنتاجات السينمائية الأجنبية الضخمة التي تصور في المغرب، فضلا عن فعاليات موازية أبرزها عرض 7 أفلام لفائدة المكفوفين وضعاف البصر عبر تقنية «الوصف السمعي»، وتنظيم زيارة لسينمائيين وإعلاميين إلى استوديوهات ورزازات، للوقوف على المؤهلات التي تتمتع بها، والتي جعلت المختصين يلقبونها بـ«هوليوود أفريقيا».

وكتب الأمير مولاي رشيد، شقيق العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس مؤسسة المهرجان، ملخصا لدورة هذه السنة، وما يتوخى منها ضمن مسيرة المهرجان بشكل خاص، ومستقبل السينما في المغرب بشكل عام، أن مهرجان مراكش سيستمر، من خلال فعالياته، في توفير الفضاء الأنسب لتعايش الحلم والفن والإبداع السينمائي، وأن هذا الموعد سيستمر في الاضطلاع بهذه المهمة، سواء من خلال برمجته، أو تكريماته، أو حلقات دروس السينما، أو أفلام الوصف السمعي للمكفوفين، أو عروض ساحة جامع الفنا، تراث البشرية الثقافي غير المادي ورمز الاحتفالية والتبادل والإبداع. وأضاف أن هذا اللقاء حول الفن السابع يشكل كل سنة بمدينة مراكش «فرصة مواتية يعرض من خلالها المغرب الإبداع والديناميكية اللذين يتولدان من التبادل بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الدوليين، من أجل التعاقد حول إنتاجات من جودة عالية». ومن هذا المنطلق، يضيف رئيس مؤسسة المهرجان، فإن «المملكة المغربية تعتبر بالفعل الوجهة التي يتزايد الطلب عليها باستمرار لاحتضان تصوير الأفلام العالمية الكبرى»، مبرزا أن الدورة الـ14 لمهرجان مراكش احتفت ببلد اشتهر بسينماه الأسطورية؛ اليابان، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ«تكريم يعزز واحدة من المهام الرئيسة للمهرجان»، ألا وهي «الانفتاح على العالم والاكتشاف المتجدد على الدوام للقيم الكونية التي تحملها السينما». كما شدد على أنه لا يمكن لرصيد المهرجان أن يكتمل من دون مسابقة سينما المدارس «حيث يحظى إشراك مواهبنا المغربية الشابة بهذا الحفل السينمائي الكبير بمكانة راسخة في قلوبنا. شباب سيمكنه تواصله المباشر مع الحاضرين من كبار مبدعي هذا الفن من رفع رهان سينما مغربية مفعمة بالموهبة».