تحولات الإنسان العراقي بعد 2003 في مجموعة قصصية

TT

صدر للقاص والروائي العراقي نزار عبد الستار مجموعة قصصية بعنوان «بيجامة حمراء بدانتيلا بيضاء» وذلك عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، حيث احتوت على 10 قصص كتبت بين 2008 و2013.. ترصد المتغيرات الإنسانية في ظل تحولات ما بعد 2003.

وعن مجموعته قال نزار عبد الستار: «تعد مجموعة (بيجامة حمراء بدانتيلا بيضاء) تجربة كتابية تنفتح على معطيات الواقع الإنساني من منفذ الحس، حيث يعد الحب عتبة احتجاج وثورة شخصية تنتصر للجمال والأصالة».

ويرى عبد الستار أن تحولات الإنسان العراقي بعد 2003 كفيلة بخلق حافز التجريب، مما يدفع لمحاكاة تمتاز بالمغامرة والعمل على إيجاد أنماط كتابية ترصد الحياة والفعل الإنساني، وأن القصة القصيرة جزء من الهوية المعلوماتية وإحدى تقنيات الطبيعة الخبرية للعصر الحديث، وهذا يعطيها البقاء حتى وإن واجهت الكثير من التحديات المتشائمة.

واختار الناشر مقطعا من قصة «توليب أبيض» ليضعها على الغلاف الأخير:

«بينما نحن في الليل، على الشرفة، نرتجف من البرد، وننظر باحترام إلى تمثال عبد المحسن السعدون الأخضر حكى لي بأن نردين تعتقد أن أنفها غير جميل. أرادني أن أتخيل هذا الجنون. كان متألما لأنها تعتقد ذلك، وأخذ نفسا عميقا، فتعبأ بالحزن حتى ظننته سيرتفعُ من على الشرفة، وتأخذه الريح معها. استغرب من أنها تدهن نفسَها بكل ما تطرحه لوريال، وإيف روشيه من مستحضرات تجميل، وتأسّف لأنها لا تصدقه. شرح لي علاقة نردين بفكرة الإنسان الخارق، وقال بأنّ وجودها يعني السعي لإرضائها، وهذا يتطلب منه ألا يكذب أبدا، وأن يكون قويا، وشريفا، ومفعما بالقدرة على قهر المستحيل، وهكذا فإن العاشق قد لا يصل بحبه إلى السعادة، ولكنه حتما ينال درجة النقاء الكبرى. وقال لي إنها حين تبللُ شعرها، وتبتسم بفمها الأحمر، مضيقة عينيها كقطة، فإنه لا سوء يبقى في العالم».

يذكر أن القاص والروائي نزار عبد الستار أصدر مجموعته القصصية الأولى «المطر وغبار الخيول» عام 1995 ببغداد وأتبعها برواية «ليلة الملاك» في عام 1999 التي أعيد طبعها عام 2008 في عمان عن دار «أزمنة» الأردنية، كما أصدر مجموعة قصصية بعنوان «رائحة السينما» بطبعتين، الأولى كانت ببغداد عام 2002، والثانية في عمان عن دار «أزمنة» الأردنية في عام 2008، وصدرت له رواية بعنوان «الأمريكان في بيتي» عام 2011 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت.