«جبهة النصرة» تهدد بإعدام 25 عسكريا إذا شنت دمشق هجمات جوية

أسر 120 جنديا للنظام السوري

مقاتلون في معسكر الحامدية وتبدو دبابات وآليات معطوبة (رويترز)
TT

هددت جبهة «النصرة» وحليفتها حركة «أحرار الشام»، أمس، بإعدام 25 عسكريا من القوات الحكومية السورية المعتقلين لديها، إذا قصفت الطائرات الحربية السورية «أي بلدة أو قرية محررة»، سيطر عليها مقاتلو الفصيلين في ريف إدلب الجنوبي، أول من أمس، إثر السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف بريف معرة النعمان شمال سوريا.

وقال التنظيمان، في تغريدات متلاحقة نقلتها صفحات يديرها متشددون في موقع «تويتر»، إن قواتهما تواصل ملاحقة القوات الحكومية إلى خان شيخون، في حين ذكر ناشطون أن قسما من جنود نظاميين وصلوا إلى ريف حماه الشمالي، غداة السيطرة على مواقعهم ومعسكراتهم في ريف إدلب.

ويأتي البيان الصادر عن تنظيمي «جبهة النصرة» (فرع تنظيم القاعدة في سوريا)، و«أحرار الشام» التي تنضوي تحت لواء «الجبهة الإسلامية»، تأكيدا على أن مقاتلي التنظيمين شاركوا في عمليات مشتركة، أدت إلى السيطرة على معاقل القوات الحكومية السورية بريف إدلب الجنوبي، وهي معسكرا وادي الضيف والحامدية، و24 حاجزا عسكريا تنتشر في ريف مدينة معرة النعمان. وأفرجت «النصرة» عن خريطة عسكرية، تظهر مواقع قتالية لقوات «أحرار الشام» التي انتشرت في 11 موقعا قتاليا على الأقل، بعد سيطرتها على عدد من الحواجز العسكرية التي كانت تسيطر عليها القوات النظامية.

وأظهرت خريطة لميدان المعركة انتشار قوات «أحرار الشام» في مواقع الحواجز النظامية المؤدية إلى معسكري وادي الضيف والحامدية، كما أشار مؤيدون للتنظيم إلى مقتل أحد قيادييه، وهو عبد اللطيف الخليف، في منطقة معسكر الحامدية. وأبرزت الخريطة نفسها انتشار قوات «جبهة النصرة» في مواقع قتالية ملاصقة للقاعدتين العسكريتين الضخمتين في المنطقة. وقالت «النصرة» في تغريدات متلاحقة أعاد توجيهها مؤيدون لها، إنها لم تستخدم مفخخة يقودها انتحاري في وادي الضيف «على غرار باقي الفتوحات»، ولكن «عشرات الانغماسيين» تبايعوا على الموت وانطلقوا بأحزمتهم الناسفة. وقال هؤلاء إن عدد «الانغماسيين» بلغ 800 شخص، فيما شارك أكثر من 2200 مقاتل آخر في الهجوم.

والانغماسيون هم مجموعة من المهاجمين الذين يقتحمون موقعا عسكريا، من غير خوف من مقتلهم، كما يقول مصدر سوري معارض مطلع في شمال سوريا لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أنهم يستخدمون أسلحتهم الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل، لكنهم يرتدون أحزمة ناسفة معدة للتفجير. وقال إن مهمة الأحزمة تكمن في «تفجيرها في حال نفدت ذخيرتهم أو تعرضوا للأسر أو الإصابة». ويترك الشرعيون في التنظيمات المتشددة لهؤلاء «حرية اعتماد الخيار المناسب بتفجير الحزام من عدمه، بحسب ما تقتضيه ظروف المعركة».

وشاركت أربعة فصائل إسلامية، في مقدمتها «جبهة النصرة»، في الهجوم على معسكري الحامدية ووادي الضيف. فإلى جانب قوات «جند الأقصى» التي أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مشاركتها، أعلن متشددون مشاركة «أجناد الشام» و«أحرار الشام» و«جبهة أنصار الدين» في العمليات العسكرية. وإذ وصفتهم «النصرة» بأنهم «أولياء بعض»، قالت إن «أحرار الشام» و«جبهة النصرة» أثبتوا أنهم «إخوة الانتصارات والخنادق». ونشرت «الجبهة الإسلامية» صورا لمقاتلي أهم فصائلها «أحرار الشام» داخل حاجز الدحروج بعد السيطرة عليه في معسكر الحامدية بريف إدلب الجنوبي.

وغداة السيطرة على معقل النظام في ريف إدلب الجنوبي، توعّد تنظيم «جبهة النصرة» وتنظيم «أحرار الشام» النظام بذبح عسكرييه، في حال قصفت المناطق الخاضعة لسيطرتهما. وفي بيان مشترك، قال التنظيمان إن «أي قصف جوي من قبل النظام النصيري على أي بلدة أو قرية أو منطقة محررة، سيتم إعدام 25 من جنود الطائفة النصيرية».

وتضاربت المعلومات حول عدد أسرى النظام لدى «النصرة» و«أحرار الشام». وفيما ذكر «المرصد السوري» أن عدد الأسرى فاق الـ120 جنديا، أعلن التنظيم المتشدد أن عدد الأسرى يقدر بـ150 جنديا، بعد تمكن مقاتلين من أسر «15 عنصرا من عناصر الأسد أثناء محاولتهم الهرب وهم متنكرون بلباس نساء». كما قدر عدد القتلى بنحو 300 قتيل. وأعلن تنظيم «أجناد الشام» أنه أوقع «مجازر بحق عصابات الأسد في خان شيخون الذين فروا من معسكري الحامدية ووادي الضيف عبر الطرق الزراعية».

وأفاد الناشط هادي العبد الله، المقرب من «النصرة»، بأن الطائرات السورية استهدفت بالطيران الحربي مشفى «أورينت» في ريف إدلب، مما أسفر عن مقتل 13 شخصا من الجرحى والمرضى على الأقل.

بدوره، أفاد المرصد بتنفيذ الطيران الحربي 8 غارات على مناطق في بلدة أبو الظهور وقرى في ريف إدلب، عقبها فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على المناطق ذاتها، كذلك نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في مدينة معرة النعمان، وغارات أخرى على مناطق في بلدة كفرنبل.

وكان المرصد السوري أفاد بمقتل نحو مائتي جندي سوري وجهادي خلال أربع وعشرين ساعة لدى سيطرة جبهة النصرة وحلفائها على المعسكرين. وقال المرصد أيضا إن ما لا يقل عن 120 جنديا سوريا في القوات النظامية وقعوا في قبضة جبهة النصرة. وإثر هذا الهجوم «قتل أكثر من 100 عنصر من الجيش النظامي و80 مقاتلا متشددا خلال المعارك وعمليات القصف وانفجار الألغام التي زرعها الجنود في كلا المعسكرين» حسبما أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن. وأصبحت غالبية محافظة إدلب بذلك تحت سيطرة تنظيم جبهة النصرة.

وتداول الناشطون المؤيدون لـ«النصرة»، أمس، تبريرات للحملة السابقة التي نفذتها «النصرة» وحلفاؤها ضد فصائل الجيش السوري الحر والمعتدلين في ريف إدلب، التي استهدفت تنظيم «جبهة ثوار سوريا» المدعوم أميركيا والذي يتزعمه جمال معروف. وقالوا إن «الحملة المسبقة في حلب وإدلب للقضاء على المفسدين تسببت في انتصارات وفي وقف تقدم (داعش) بشراء بيعات من الكتائب الفاسدة التي يحاول (داعش) بدرعا شرائها»، في إشارة إلى التطور الكبير في درعا (جنوب البلاد)، حيث أعلن تنظيمان على الأقل بيعتهما لتنظيم داعش.