السفارة البريطانية تستأنف أعمالها بعد انتهاء «الأزمة العابرة»

السفير كاسن: التزام بريطانيا بنجاح مصر عميق وقوي كما كان دائما

السفير البريطاني لدى مصر جون كاسن في صورة «سيلفي» مع أحد المواطنين المصريين أمام مدخل السفارة أمس (أ.ب)
TT

استأنفت السفارة البريطانية في القاهرة أمس خدماتها العامة بعد حل المسائل الأمنية المتعلقة بمبنى السفارة بالتعاون مع الحكومة المصرية، التي أدت إلى تعليق تلك الخدمات على مدار 9 أيام، وهو الأمر الذي أشارت إليه «الشرق الأوسط» أمس، حسب تأكيدات لمسؤولين أمنيين ودبلوماسيين مصريين عن الوصول إلى تفاهمات مع الجانب البريطاني.

وأوضحت السفارة البريطانية، في بيان لها أمس، استئناف عملها المعتاد، مشيرة إلى تصريح لوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حول الموضوع، قال فيه: «إنه من دواعي سروري أن تستأنف السفارة البريطانية في القاهرة خدماتها العامة بالكامل اليوم (أمس). وأعرب عن امتناني للتعاون الوثيق من قبل الحكومة المصرية الذي جعل هذا الأمر ممكنا»، مضيفا أن «مصر وبريطانيا تتمتعان بروابط قوية بين الشعبين.. علاقات تجارية حيوية وتعاون وثيق في عدد من المجالات. بناء على هذا التعاون، آلاف من السياح البريطانيين يتوجهون كل سنة إلى مصر في أعياد الميلاد للاستمتاع بشمس مصر».

كما علق السفير البريطاني لدى مصر، جون كاسن، في البيان قائلا: «إنه خبر عظيم.. حيث إنه بفضل التعاون الحيوي الذي قدمته الحكومة المصرية استأنفنا اليوم (أمس) الخدمات العامة بالكامل في السفارة البريطانية في القاهرة»، مشيرا إلى أن بريطانيا منفتحة تماما على مصر، «وفي الأيام المقبلة، سنقوم بالاستثمار في التعليم المصري من خلال الصندوق الجديد نيوتن - مشرفة الذي تبلغ قيمته 20 مليون جنيه إسترليني، ونقوم باستقبال آلاف السياح خلال عطلة أعياد الميلاد، والإعداد لاستقبال وفد تجاري في شهر يناير (كانون الثاني) لخلق فرص عمل مصرية باستثمار بريطاني». كما أكد كاسن أن «الالتزام البريطاني بنجاح مصر عميق وقوي؛ كما كان دائما».

وشوهدت أمس خدمات أمنية مكثفة في محيط السفارة بحي «جاردن سيتي» غرب العاصمة المصرية، مع حركة سيولة مرورية في المنطقة. وكانت مصادر مصرية رفيعة أوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس، أنه جرى التوافق مع السفير كاسن على بعض الإجراءات الأمنية التي من شأنها رفع كفاءة تأمين السفارة، من دون أن يمثل ذلك عائقا بالغا أمام حركة السكان والمواطنين بمنطقة غاية في الحيوية بوسط العاصمة المصرية.

وحسب المصادر ذاتها، فإن «الإجراءات المتفق عليها شملت وضع عدد من الحواجز الخرسانية أمام نقاط معينة ترى السفارة أنها نقاط حيوية، مع تكثيف نقاط التمركز في نقاط أخرى، وإمداد الخدمات الأمنية بأجهزة لكشف المفرقعات، وعمل تحويلة مرورية بسيطة بأحد الشوارع المواجهة للسفارة».

وأوضحت المصادر وجود عدد آخر من الإجراءات الأمنية، لكنها رفضت الإفصاح عنها نظرا إلى «حساسيتها»، لكنها أشارت إلى أنها «إجراءات غير مؤثرة بالنسبة إلى المواطنين في محيط السفارة». وقالت المصادر إن «السفير كاسن أبدى موافقته على تلك الإجراءات بصورة عامة، وأن السفارة في طريقها لاستئناف أعمالها بعد تنفيذ تلك الإجراءات».

ويذكر أن السفارة علقت خدماتها العامة يوم الأحد قبل الماضي، قائلة إن ذلك يعود إلى «أسباب أمنية»، وتبعتها سفارة كندا (التي تقع في المحيط ذاته) في اليوم التالي، والتي لا تزال خدماتها معلقة حتى كتابة هذا التقرير.