الانتخابات الأميركية المقبلة قد تكون بين «بوش 3» و«كلينتون 2»

الحاكم السابق لفلوريدا يفكر «بجدية» في خوض السباق .. والجمهوريون يعولون على قدراته

الرئيسان السابقان بوش الأب (يسار) وبوش الابن (وسط) والحاكم السابق لفلوريدا جيب بوش خلال حفل تدشين حاملة طائرات في فرجينيا عام 2006 (إ.ب.أ)
TT

خطا جيب بوش، الشقيق الأصغر للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، الخطوة الأولى نحو إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة عام 2016 عن الحزب الجمهوري.

وأعلن جيب بوش في رسالة على «فيسبوك» صباح أمس: «قررت أن أفكر جديا في إمكانية أن أكون مرشحا لرئاسة الولايات المتحدة»، وهو ما يشكل تقليديا المرحلة الأولى نحو الترشح رسميا للانتخابات التمهيدية. وأشار إلى أنه اتخذ هذا القرار خلال عطلة عيد الشكر بعد التشاور مع عائلته. وقال في رسالته: «بعد مشاورات وأحاديث ودراسة متأنية، أعتقد أن أميركا تحتاج لنوع من القيادة القوية». وأعرب جيب بوش أيضا عن توقعه بإنشاء «لجنة عمل سياسي» الشهر المقبل بهدف مساعدته «على التواصل مع المواطنين عبر الولايات المتحدة لمناقشة أهم التحديات التي تواجهها بلادنا». وتسمح هذه اللجنة بجمع الأموال وتمويل تنقلات المرشحين.

وأثير جدل حول احتمال إعلان جيب بوش قراره الترشح لانتخابات الرئاسة منذ أن قام قبل يومين، بثاني زيارة (خلال 3 أشهر) إلى ولاية ساوث كارولينا التي تستضيف دائما الجولة الأولى من موسم الانتخابات التمهيدية الرئاسية، وهو ما اعتبره كثير من المحللين دليلا على عزمه على التفكير في الترشح بشكل جدي. وقال وارن ترمبكينس، أحد قادة الحزب الجمهوري في ولاية ساوث كارولينا إن «عائلة بوش تملك الكثير من الشعبية في ولاية ساوث كارولينا، ويبدو بالتأكيد أن طموحات جيب بوش وتطلعه للجلوس في البيت الأبيض تزداد يوما بعد يوم».

وفي كلمة وجهها مساء أول من أمس إلى خريجي جامعة ساوث كارولينا، لمح حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، عن نيته استكشاف فرص الترشح للسباق الرئاسي. وفي مقابلة تلفزيونية مساء الأحد عزز جيب بوش التكهنات بعزمه الترشح بعد أن قال إن الولايات المتحدة يمكن أن تكون في وضع أفضل مما هي فيه الآن، وإنها بحاجة إلى رئيس «جيد». وأعلن جيب بوش أيضا عن إصدار كتاب في الربيع المقبل، يتناول ذكرياته عن الفترة التي قضاها حاكما لولاية فلوريدا ورؤيته للسياسات الأميركية. وبدأ مكتبه بإعداد قاعدة بيانات لأكثر من ربع مليون ناخب، من أجل إرسال رسائل إلكترونية مباشرة إليهم، والتنسيق مع الجمعيات والمنظمات المختلفة تحت شعار «مناقشة الأفكار والسياسيات التي من شأنها توسيع الفرص والازدهار للأميركيين»، وهي جميعها خطوات تؤكد نية جيب بوش الترشح للرئاسة.

وجيب بوش نجل رئيس أميركي أسبق (جورج بوش 1989 إلى 1993)، وشقيق رئيس أميركي سابق (جورج دبليو بوش 2001 إلى 2009)، وكان حاكما لولاية فلوريدا (جنوبي شرق) بين عامي 1999 و2007، وهو يتولى حاليا رئاسة مؤسسة لإصلاح النظام التربوي. وهذه الصلات العائلية تمنحه شبكة كبيرة من العلاقات السياسية والحزبية التي لا يمكن أن تتوفر لمرشح جمهوري آخر، وهو ما يعني أنه سيحظى بدعم قوي من المانحين والتبرعات لحملته أكثر من مرشحين محتملين آخرين مثل حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي، أو السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو. ويعتزم أكثر من 10 مرشحين جمهوريين جديين الترشح بينهم مايك هكابي والسيناتور راند بول والسيناتور تيد كروز.

وينظر الجمهوريون إلى جيب بوش باعتباره الأمل الذي يعيد الحزب الجمهوري إلى البيت الأبيض بعد سنوات من حكم إدارة باراك أوباما الديمقراطية.

وبمجرد تأكيد نية جيب بوش الترشح بصورة نهائية، وتأكيد هيلاري كلينتون نيتها الترشح عن الحزب الديمقراطي، يعتقد كثيرون أن المنافسة في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة قد تكون بين «بوش الثالث» و«كلينتون الثاني»، ذلك أن كلينتون قد تترشح بعدما شغل زوجها بيل كلينتون منصب الرئاسة هو الآخر.

ويملك جيب بوش الكثير من النقاط الإيجابية التي تحسب لصالحه، إضافة إلى تاريخ عائلته. فهو يتمتع بعلاقات عميقة مع عدد كبير من قادة الحزب الجمهوري وأجنحته، ويملك سمعة جيدة داخل الحزب وعلى المستوى السياسي، كما أنه يجيد اللغة الإسبانية ويستطيع حصد أصوات الناخبين من أصول لاتينية. لكن لجيب بوش بعض النقاط الضعيفة؛ فقد استمر حاكما لولاية فلوريدا لمدة 7 سنوات، وواجه صعوبات في تنفيذ سياسات الحزب في ما يتعلق بقضايا الهجرة، حيث واجه صراعا حادا مع كبار أعضاء الحزب الذين ظلوا يرفضون آراءه المعتدلة بشأن الهجرة، إضافة إلى أن البعض يرى أن جيب بوش يحمل ميراثا لبعض أخطاء جورج بوش الابن وحروبه في العراق وأفغانستان التي لا تحظى بشعبية.

يذكر أن جيب بوش المولود في 11 فبراير (شباط) 1953 تولى منصب حاكم ولاية فلوريدا لولايتين متتاليتين من عام 1999 إلى عام 2007، ويعد الجمهوري الأول والوحيد الذي تولى المنصب لولايتين، وقد تربى جيب في ولاية هيوستن بتكساس وحصل على شهادة البكالوريوس في الشؤون الأميركية - اللاتينية من جامعة تكساس، وانتقل إلى ولاية فلوريدا في عام 1986، وشغل منصب وزير تجارة ولاية فلوريدا حتى استقالته في عام 1988 ليساعد والده بوش الأب في حملته الرئاسية.

وخسر جيب بوش معركة الانتخابات لمنصب حاكم ولاية فلوريدا عام 1994 بفارق ضئيل يصل إلى نقطتين مئويتين، وكرر خوض السباق عام 1998 وفاز على منافسه وحشد 55 في المائة من أصوات الناخبين.

وخلال السنوات التي قضاها جيب بوش حاكما لفلوريدا، نجح في تحسين الاقتصاد والاهتمام بالبيئة وإصلاح نظام التعليم وتحسين شبكة السكك الحديدية عالية السرعة في الولاية.

على المستوى العائلي، تعرف جيب بوش على زوجته المكسيكية كولومبيا غارسيا جالو عندما شارك في برنامج لتبادل المعلمين وعمل في مجال تدريس اللغة الإنجليزية في المكسيك عام 1971. وتزوج جيب بوش من جالو عام 1974 في مدينة أوستن بتكساس، ولديهما 3 أبناء؛ الأول هو جورج بريسكوت بوش المولود في عام 1976 وهو حاصل على الدكتوراه في القانون من جامعة تكساس ويستعد لخوص انتخابات محلية بتكساس. والابنة الثانية هي نويل لوسيا بوش المولودة عام 1977 وخريجة جامعة فلوريدا عام 2001، والابن الثالث هو جون أليس بوش المولود عام 1983 ويعمل في إحدى الشركات العقارية في ميامي بولاية فلوريدا.