غالبية الأميركيين يعتبرون التعذيب مبررا وأسهم في إحباط هجمات

مسؤول سابق يروي مشاركته في برامج استجواب موقوفي غوانتانامو

TT

أفاد استطلاع للرأي - نشرت نتائجه في الولايات المتحدة - بأن 51 في المائة من الأميركيين يرون أن استعمال التعذيب لاستجواب موقوفين مشتبه في علاقتهم بالإرهاب أمر مبرر، في حين رأى 29 في المائة فقط أن ممارسة هذه الطرق غير مبررة، بينما امتنع 20 في المائة عن إبداء أي رأي. وأوضح الاستطلاع الذي أعده مركز «بيو» أن 56 في المائة من المستطلعين يرون أن استعمال التعذيب خلال عمليات الاستجواب أتاح الحصول على معلومات منعت حصول اعتداءات أخرى. ورأى 28 في المائة فقط العكس، في حين لم يعط 16 في المائة أي رأي.

وجاء هذا الاستطلاع على خلفية نشر لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأميركي تقريرا أورد بالتفاصيل برامج الاستجواب القاسية التي أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مع موقوفي غوانتانامو بعد هجمات 11 سبتمبر 2011. وتزامنا مع الجدل بشأن ما أورده التقرير، دافع جيمس ميتشل، وهو خبير نفسي سابق في سلاح الجو الأميركي، عن بعض التفاصيل التي وردت في تقرير الكونغرس وكشف عن أنه شارك شخصيا في أسلوب الإيهام بالغرق مع معتقلين بشبهة الإرهاب، ضمنهم خالد شيخ محمد العقل المدبر المفترض لهجمات 11 سبتمبر 2001. وقال ميتشل في مقابلة مع «فايس نيوز»، وهي شبكات تلفزيونية عالمية تعمل عن طريق الإنترنت: «نعم، لقد استخدمت أسلوب الإيهام بالغرق مع كيه.إس.إم»، وهي الحروف اللاتينية الأولى من اسم خالد شيخ محمد. وقال في المقابلة التي بثت مساء أول من أمس: «كنت جزءا من فريق أكبر كان يستخدم أسلوب الإيهام بالغرق مع عدد محدود من المعتقلين».

وكانت «سي آي إيه» تعاقدت مع ميتشل وزميله السابق بسلاح الجو الخبير النفسي بروس جيسن لابتداع «أساليب استجواب معززة» للمشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة الذين اعتقلوا بعد هجمات 11 سبتمبر، وأودعوا سجونا سرية. ولعب الاثنان أيضا دورا حاسما في إدارة الاستجوابات وتقييمها رغم أنه لم يكن لديهما خبرة سابقة كمستجوبين.

وأقر ميتشل بأنه «كانت هناك بعض الانتهاكات» في «المواقع السوداء» التي كان المعتقلون محتجزين بها. وأكد أنه وجيسن كانا بين المستجوبين الذين أشار إليهم التقرير دون أن يذكر أسماءهم. وأضاف أن تقرير لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ «اختار» أدلة قدمت صورة مشوهة لبرنامج الاستجواب. وقال إن إيهام محمد بالإغراق الذي قال التقرير إنه حدث 183 مرة لم يكن فعليا سوى «83 سكبا (للماء) استمر من ثانية إلى 10 ثوان» في كل مرة. وذكر تقرير مجلس الشيوخ أن الجلسات تحولت إلى «سلسلة أقرب إلى الإغراق».

واختلف ميتشل مع ما أكده التقرير من أنه وجيسن حصلا على 81 مليون دولار من عقد شركتهما مع «سي آي إيه» من عام 2005 إلى حين انتهائه في 2009. وقال إن معظم المال ذهب في «نفقات عامة ونفقات تشغيل ودفع رواتب الموظفين». ونقل عنه قوله: «لم أكن أعيش على الكفاف، لكنه لم يكن 81 مليون دولار». وكان تقرير مجلس الشيوخ ذكر أنه وجيسن كانا يتقاضيان ما يصل إلى 1800 دولار يوميا.