«رحلة حب».. معرض فوتوغرافي يفوح بعطر الأمومة

ضم 30 صورة لأمهات يحتضن أطفالهن في لقطات معبرة

TT

لطالما شهدت علاقة الأم بطفلها تفسيرات وتحليلات عدة، وذلك حول أهمية طبيعتها وتأثيرها بشكل أو بآخر على كيفية التعاطي بين الطرفين. إلا أن المعرض الفوتوغرافي «رحلة حب» حدد هدفه المباشر، وهو توطيد هذه العلاقة من خلال الرضاعة الطبيعية.

يعد هذا المعرض الأول من نوعه في لبنان والدول العربية، وهو إضافة إلى تضمنه 30 صورة فوتوغرافية تتحدث عن هذا الواقع المألوف ما بين الطرفين، فقد خصص جلسات لمناقشات خاصة حول هذا الموضوع الذي بات يشغل أهل العلم بضرورة تطبيقه من أجل تحقيق علاقة صحيحة بين الاثنين، ولنشر أقدم وأهم أسلوب تغذية صحي اتبع منذ حقبات طويلة في العالم.

وتقول صاحبة فكرة المعرض الذي أقيم بصالة المعارض وسط بيروت، جوانا الزين نوفل التي تدير مؤسسة «صوفيا ماتيرنيتي» للتشجيع على الرضاعة، إنها لطالما رغبت في إيصال رسالتها عن ضرورة إرضاع الطفل بطريقة أو بأخرى، وإنها وجدت في الصورة أفضل وسيلة لذلك، وخصوصا أن مشاهدها يستوعب مضمونها بمجرد إلقاء نظرته عليها.

تمثل لوحات المعرض التي التقطها مصورون محترفون، وهم فادي نسبي وحنان مبشر وهانية سلهب طيارة وكارين بدر واستوديوهات «بلو بلاك»، الأم ورضيعها في لقطات مختلفة تبرز الطمأنينة والسكينة اللتين تسودان علاقة الأم برضيعها بسبب هذا الأسلوب الغذائي المنصوح به من قبل الأطباء في مختلف أرجاء العالم.

وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرضاعة من شأنها أن تؤمن للطفل كمية من الحب والعلاقة الوطيدة بأمه من خلال هورمونين مشهورين، أحدهما ويدعى (أوكسيتوسين) ويفرز مادة الشعور بالحب، وثان يعرف بالـ(برولاكتين) المعروف بهورمون العلاقة». وتضيف: «من شأن هذه الهورمونات أن تساعد على عملية الرضاعة وإفراز الحليب بشكل كبير، الأمر الذي يؤثر في العلاقة بين الطرفين طيلة حياتهما. كما من شأن هذه الهورمونات أن تؤسس لدى الطفل شخصية قوية تغنيه عن التوترات وحالات القلق التي قد تنتابه عندما يصبح شابا في العشرينات، فتساعده على تجاوز مشكلاته بشجاعة».

والمعروف أن منظمة الصحة العالمية التي تعد إحدى أهم السلطات الصحية في العالم، تنصح برضاعة الأم لطفلها لمدة سنتين عكس ما يعتقده كثيرون، وهو أن ممارستها فترة شهر واحد أو 6 أشهر لهي مدة كافية لاستحداث هذه العلاقة الوطيدة بين الطرفين أو لتأمين غذاء كامل لنمو أفضل.

وتؤكد جوانا الزين نوفل، المختصة بعقد محاضرات تدور حول التشجيع على الرضاعة، أن هناك مخاطر جسيمة ناتجة عن استخدام الحليب الاصطناعي في غذاء الطفل الذي من شأنه أن يسبب له إسهالا حادا بالمعدة والتهابات معوية وأخرى تنفسية، وفقا لدراسات علمية حول هذا الموضوع.

يتضمن المعرض، إضافة إلى الصور الفوتوغرافية، زاوية خاصة لأزياء المرأة الحامل وطبيعتها، كما استحدث زاوية أخرى يتم الرد فيها على أسئلة الزوار الاستفسارية حول الموضوع بشكل عام.

وتقول ندى سعد إحدى الأمهات التي التقيناها في المعرض وهي حامل في الشهر السابع، إن المعرض ساهم في توعيتها بأهمية الرضاعة بعدما كانت تعتقد أن هذا الأمر لن تتبعه عند ولادة طفلها خوفا من أن يؤثر في شكلها الخارجي من ناحية وللوقت الذي يتطلبه منها من ناحية ثانية.

فيما رأت نادين برو، وهي موظفة في أحد المصارف، أنها تطالب باستحداث مساحات خاصة بالأمهات الرضع في أماكن عملهن، حتى يستطعن تطبيق هذا الأسلوب الغذائي الطبيعي والصحي في آن حتى أثناء ساعات العمل.

وتشير منظمة المعرض إلى أن بعض الشركات والمؤسسات في لبنان تجاوبت مع مطالب شريحة من الأمهات المرضعات فاستحدثن لهن غرفة خاصة من أجل رضاعة أطفالهن في الأشهر الثلاثة الأولى بعد ولادتهن. ونصحت الأمهات اللاتي لا يملكن هذا الامتياز في مراكز عملهن باللجوء إلى سحب الحليب الطبيعي من الثدي ووضعه في زجاجات معقمة في الثلاجة لتقوم والدتها مثلا أو عاملة المنزل لديها بإطعام الطفل في الأوقات اللازمة. أما بالنسبة لتأثر الشكل الخارجي للأم بهذا الأسلوب الغذائي، فهي تؤكد أن لا علاقة له بأي تغييرات شكلية قد تصيبه، وأن السبب الرئيسي لهذه التغييرات يعود للوزن الزائد الذي يصيب النساء الحوامل عادة.

ولعل الانطباع الأول الذي يتزود به زائر المعرض، هو هذا الشعور بالحب والحنان اللذين يغمرانه بصورة تلقائية ما إن يقع نظره على الصور. فصورة الأم التي تحتضن طفلها المبتسم، أو تلك التي تحمله قريبا من قلبها، أو صورة الأم الأنيقة التي تؤكد أن الرضاعة لن تؤثر في جمالها الخارجي، كانت بمثابة رسائل حية وحقيقية تبرز انعكاسات الرضاعة على الأم وطفلها بأشكالها الإيجابية.

المذيعة التلفزيونية على قناة «نيو تي في» دارين شاهين، شاركت بدورها في المعرض من خلال صورة فوتوغرافية التقطت لها، وهي تحمل طفلها السعيد بفضل رضاعتها له ولتؤكد أنها ما زالت أنثى جميلة تظهر على الوسائل الإعلامية المرئية رغم ممارستها الرضاعة.