تأنيث المذكر

ظهر في العشرينات.. تألق في السبعينات ويشهد عصره الذهبي حاليا

من «لورانس داكاد» بـ520 جنيها إسترلينيا ... من «لانفان» بسعر 1150 جنيها إسترلينيا... من عرض «إيمليو بوتشي»... من مجموعة «سان لوران» الأخيرة
TT

عندما اختارت مجلة «فانيتي فير» صورة تجمع جورج كلوني، وجوليا روبرتس، وإدريس إلبا، لتتصدر غلافها في شهر مارس (آذار) الماضي، كان ذلك إشارة واضحة إلى أن هذه القطعة لم يعد لها جنس محدد، وأنها قطعة رجالية دخلت عالم المرأة لتصبح جزءا لا يتجزأ منه، علما بأن مغازلة هذه القطعة للمرأة بدأت في العشرينات من القرن الماضي.. كان ذلك عندما ظهرت بها النجمة مارلين ديتريش في فيلم «موروكو»، الذي لعبت فيه دور مغنٍّ رجل. كان من الطبيعي أن تثير النجمة الصاعدة آنذاك، ضجة كبيرة، سواء بصوتها الأجش العميق، أو مظهرها الصادم، بيد أنها كانت صدمة دغدغت خيال كثيرات ممن سارعن إلى الاقتداء بها، بعد أن وقعن أسيرات سحر هذه القطعة المثير وإيحاءاتها القوية. هذا الاندفاع شجع مصممات مثل كوكو شانيل على طرح الجاكيت المستوحى من خزانة الرجل، الذي حرصت على أن يكون مصنوعا من التويد لتزيد من جرعة اللعب على مفهوم الذكورة والأنوثة، ونجحت بدليل أن جاكيت «شانيل» لا يزال حتى الآن ضمن أكثر القطع مبيعا. لكن جاكيت التوكسيدو تحديدا لم يكتسب مكانته بصفته قطعة نسائية شبه أساسية، سوى في الستينات عندما قدمه لها الراحل إيف سان لوران في عام 1966 بشكل جديد تماما، حيث نجح أن يؤنثه لها إلى حد أنه أصبح ملكها. فالتحدي قبل ذلك كان كيف تحافظ على أنوثتها وعدم التشبه بالرجل رغم كل ما تتضمنه هذه القطعة من رجولة في التصميم والتفصيل. بعد إيف سان لوران، أصبح التوكسيدو يتنافس وفستان السهرة الطويل على ودها وعلى حيز من خزانتها، بدليل أن بيانكا جاغر فضلته على فستان زفاف طويل وتقليدي عندما عقدت قرانها على ميك جاغر، مغني فريق «رولينغ ستون» في عام 1971. صحيح أنه لن يأخذ مكان فستان سهرة بحكم علاقة المرأة الطويلة بهذا الأخير وثقتها فيه من ناحية أنه يضمن لها الأناقة بغض النظر عن طولها ومقاسها، إلا أن هذا لا يمنع من أن التوكسيدو له نصيب لا يستهان به في السوق، فقد لمس معظم المصممين والمحلات الكبيرة من «سيلفريدجز» و«هارودز» و«ليبرتي» ارتفاعا في مبيعاته في السنوات الأخيرة. ومع دخول المصمم هادي سليمان دار «إيف سان لوران»، أعاد إلى أذهاننا إلى حد كبير، الفكرة التي انطلق منها المصمم الراحل، وهي فكرة تتركز على منح المرأة قوة من دون أن تتنازل عن أنوثتها. هادي سليمان حافظ على كل جيناته، وجعله يتكلم لغة شابة استقطبت الجيل الجديد، الأمر الذي تجلى في التفصيل المحدد على الخصر والصدر وفي الأكتاف الضيقة والبنطلون الأنبوبي. هذا التفصيل لمس وترا حساسا لدى نجمات مثل أنجلينا جولي وجوليا روبرتس وغيرهما من اللاتي يظهرن به كلما كانت النية إحداث تأثير كبير. مثلا في عدد «فانيتي فير» في شهر مارس الماضي، جعلته جوليا روبرتس قطعة مفعمة بالأنوثة والإثارة، حيث استعملت الجاكيت وحده، وهو من تصميم جيورجيو أرماني، مع جوارب مخرمة وحذاء من «مانولو بلانيك». طبعا بإمكان المرأة تنسيقه مع حذاء رجالي من دون أن تتأثر أنوثتها قيد شعرة، بل العكس، فهو الآن أكثر عصرية من الحذاء العالي والرفيع.

--- ليس من الضروري ارتداء التوكسيدو قطعتين في المساء؛ إذ يمكن استعمال الجاكيت وحده مع تنورة منسابة، أو فستان طويل من الحرير مثلا، فهذا ما يطلق عليه «تأنيث المذكر»، وهي عملية سهلة جدا، لا تتطلب سوى بعض الخيال والثقة بالنفس.

- في المناسبات العادية وإجازات نهايات الأسبوع يمكن تنسيقه أيضا مع «تي - شيرت» وبنطلون جينز.

- لمظهر عصري، استعيضي عن الكعب العالي الرفيع بحذاء دون كعب أو مستلهم من الأحذية الرجالية، فالخوف من مظهر مسترجل لم يعد واردا بفضل تصميمه المؤنث وفي الوقت ذاته فإن هذه الأحذية اكتسبت أناقة بفضل ألوانها البراقة وخاماتها المترفة.