وزير الداخلية الفرنسي يبحث بالجزائر ظاهرة المتشددين المنضمين لـ«داعش»

يلتقي رئيس الوزراء ونظيره الجزائري ووزير الشؤون الدينية

TT

وصل وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف مساء أمس إلى الجزائر، في إطار زيارة تدوم يومين، يبحث خلالها مع المسؤولين الجزائريين ملفين أساسيين. الأول يتعلق بانضمام عشرات الفرنسيين من أصول جزائرية بالتنظيم المسمى «داعش» بسوريا، والثاني يتعلق بتسهيل تنقل الرعايا الجزائريين إلى فرنسا، وحل مشاكل الفرنسيين المقيمين بالجزائر خاصة حيازة عقارات عن طريق التملك.

وذكر بيان لسفارة فرنسا في الجزائر، أمس أن كازنوف سيستقبل من طرف نظيره الطيب بلعيز ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى. وأوضح البيان أن وزير الداخلية الفرنسي سيسافر إلى وهران (450 كلم غرب العاصمة) «في إطار زيارة خاصة»، من دون ذكر أسبابها. يشار إلى أن شركة «رينو» الفرنسية لصناعة السيارات، فتحت مصنعا بهذه الولاية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ولم يذكر البيان إن كان كازنوف سيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لكن جرت العادة أن يستقبل الرئيس كل المسؤولين الفرنسيين الذين يزورون الجزائر.

وأوضح البيان أن الزيارة تعد الثالثة لوزير داخلية فرنسي، منذ انتخاب فرنسوا هولاند رئيسا في مايو (أيار) 2012. وأضاف بأنها تندرج في إطار الدورة الثانية للجنة العليا الجزائرية - الفرنسية، التي عقدت أشغالها بباريس يوم 4 من الشهر الجاري، والتي تناولت قضايا أمنية واقتصادية. وأشار البيان إلى أن الزيارة «تعكس كثافة المبادلات والتعاون بين فرنسا والجزائر، خاصة في مجال الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب».

وجاء في بيان السفارة أيضا أن زيارة كازنوف «ستسمح بمواصلة العمل المشترك حول تسهيل تنقل وإقامة الجزائريين بفرنسا، والفرنسيين بالجزائر، وبتقديم حلول دقيقة للصعوبات التي يواجهها رعايا البلدين». وتابع: «ستكون الزيارة فرصة لتبادل معمَق بشأن التعاون في مجال الأمن الداخلي والحماية المدنية، وفي مجال تكوين الأئمة الجزائريين المعنيين بممارسة نشاطهم في فرنسا». ومعلوم أن اتفاقا يجمع حكومتي البلدين يتعلق بتأطير مساجد فرنسية، من طرف أئمة موظفين بوزارة الشؤون الدينية.

ويقول مراقبون بأن الطابع الأمني يطغى على زيارة كازنوف، نظرا للظرف الذي جاءت فيه. فأجهزة الأمن الفرنسية قلقة للغاية من تنامي ظاهرة التطرف الديني في المجتمع، وتريد أن تعمق التشاور وتتبادل التجارب مع دول جنوب المتوسط، التي عرفت هذه الظاهرة. والجزائر هي إحدى أكثر الدول بالمنطقة التي اكتوت بنار التشدد الديني، كان ذلك في عقد التسعينات من القرن الماضي وما زالت تعيش تداعياتها إلى اليوم.

وتفيد تقارير أمنية أن الفرنسيين يمثلون النسبة الأكبر في خلايا الجهاديين المسافرين إلى المشرق العربي بغرض الجهاد. ويبلغ عددهم ألفا، الجزء الأهم منهم انضم إلى «داعش»، فيما التحق آخرون بتنظيم «جبهة النصرة». ويوجد ضمن هؤلاء عدد كبير يتحدرون من أصول جزائرية. ويحاول كازنوف، خلال زيارته، الاطلاع على تجربة الأجهزة الأمنية الجزائرية في ملاحقة خلايا الجهاديين، الذين سافروا إلى العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.

وكان كازنوف زار تونس الشهر الماضي، وبحث مع مسؤوليها ظاهرة الجهاديين التونسيين المنضمين إلى «داعش»، ومصير البعض ممن عادوا ومخاوف الحكومة التونسية من احتمال مواجهة تجربة شبيهة بالجهاديين المغاربيين في أفغانستان، العائدين إلى بلدانهم نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي، بعد نهاية الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفياتي سابقا.