سياسيون مصريون يرحبون بمبادرات خادم الحرمين للمصالحة

أمين الجامعة العربية لـ «الشرق الأوسط» : مبادرة الملك عبد الله نجحت

TT

رحب قادة وسياسيون مصريون بخطوات خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، للمصالحة، داعين للالتزام بالتضامن العربي، في وقت أكد فيه نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، لـ«الشرق الأوسط» أن مبادرة الملك عبد الله تدعم ميثاق الجامعة العربية.

ويأتي هذا بعد ساعات من استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، كلا من رئيس الديوان الملكي السعودي، ومبعوث خاص للشيخ تميم بن حمد أمير قطر، لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الخاصة بدعم دول مجلس التعاون الخليجي للقاهرة.

وقال الدكتور العربي إنه يرحب ترحيبا شديدا بعودة العلاقات الطيبة بين مصر وقطر، وأن تكون كذلك بين جميع الدول العربية. وأكد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نجحت ووصلت إلى المطلوب والمرجو منها، كما أنها تسير في دعم ميثاق الجامعة العربية الذي يهدف إلى توثيق العلاقات بين الدول العربية. وأضاف «أما ميثاق الأمم المتحدة فهو يدعو إلى الحفاظ على الأمن السلم ومنع ما يهدده». وقال العربي «إن ما حدث وما ورد في البيان السعودي مهم للغاية، ونرجو أن يستمر ويتم البناء على ما وصلنا إليه». وذكر أن «الطبيعي هو توطيد العلاقات والبناء على القواسم المشتركة».

وقال وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد العرابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن لقاء الرئيس السيسي مع مبعوث كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والشيخ تميم بن حمد «تحرك مهم في حد ذاته، كما يؤكد جدية الجانب السعودي في تفعيل وتنفيذ مبادرته، ويعكس استعداد قطر إلى إرضاء الجانب السعودي، أما المطالب الرسمية المصرية وما دار في اللقاء مع الرئيس السيسي فهذا لا نعرفه». وأضاف «أما بالنسبة للرأي العام المصري فمن الواضح أنه متحفظ، وبالتالي الخطوة القادمة يجب أن تخرج من دائرة المجاملات إلى أفعال وعلى أرض الواقع، وستكون على المحك الرئيسي هذه الخطوات». وتابع العرابي أن قطر عليها مسؤولية العودة إلى الصف العربي.

وأكد العميد أركان حرب عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لـ«الشرق الأوسط»، أن التقارب بين الدول العربية مطلوب الآن لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن العربي، مشيرا إلى أن التوافق المصري السعودي الإماراتي يعد بمثابة نواة لتجميع الدول العربية تحت مظلة واحدة. وتابع قائلا «لو جرى تفعيل المصالحات ففي هذه الحالة ستكون هناك مظلة لاختفاء كل الخلافات العربية».

وتابع العميد عادل العمدة «لو هناك تقارب فنحن معه، والسعودية كدولة فاعلة قادرة على تجميع الدول العربية تحت راية واحدة.. اللغة واحدة والدين واحد والأعراف والتقاليد واحدة.. لكن ينبغي على قطر أن تلتزم بما يمكن أن يحقق صالح العرب، وألا تخرج عن الصف والتضامن العربي». وقال «إنه آن الأوان لكي تعمل الدول العربية من أجل الاقتداء بالاتحاد الأوروبي الذي أصبحت قوته توازي أميركا والصين وروسيا، بينما نحن كدول عربية يمكن بالتعاون أن نكون أكبر من ذلك بكثير، وذلك عن طريق ما نملكه من مقومات وموارد، والسعودية تقوم بدور إيجابي في هذا الاتجاه.. ومن المفترض أن تأخذ قطر هذا التوجه بجدية».

وأبدى العميد عادل تحفظاته أيضا على تركيا التي تتبنى موقفا معاديا لمصر، مشيرا إلى أن «الغرب وتركيا يقفون ضد مصر، وقطر تعلم ذلك، وكانت تقف في الصف الذي يريد إثارة القلاقل في بلادنا». وتابع مؤكدا «أثمن الدور السعودي الذي يقوم على الوحدة العربية».

ودعا المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية قطر لأن تكتفي بالابتعاد عن التدخل في الشؤون المصرية. وأوضح «مفروض على قطر أن تكون في حالها وفي شأنها الداخلي، وتبتعد عن الشأن الداخلي والخارجي لمصر. لا نريد أن تغلق قناة (الجزيرة) التي تدعمها دول غربية لاستهداف الدولة المصرية، ولكن نريد منها أن تبتعد عن مصر». وقال العميد عادل إن بلاده، وعلى رأسها القوات المسلحة المصرية، تعمل من أجل توفير الحياة الكريمة للمواطنين، كما أن السياسة الداخلية والخارجية لمصر أصبحت تسير على ما يرام بعد سنوات من الاضطرابات.. ولهذا «نحن في أمس الحاجة للأصدقاء والأشقاء والتضامن للعبور إلى المستقبل، إلا أن من بين شكاوى مصر تجاه قطر هو استمرار استهداف قناة (الجزيرة) لكل تقدم يجري في مصر، ويبدو أن هذا سيكون مستمرا للأسف».

ومضى العميد عادل العمدة قائلا إن مصر رغم كل الضغوط التي تمارس عليها فإنها، وبمساعدة الدول الشقيقة مثل المملكة العربية السعودية، تحقق إنجازات في أوقات وجيزة.. «هناك ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية بدأت في الاستصلاح، وكذا مشروعات قناة السويس والمشروعات الكبرى الأخرى.. وتوجد حصيلة لكل هذه المشروعات، وخلال ستة أشهر من رئاسة السيسي أصبحت هناك طفرة في الحياة الاجتماعية المصرية، والأزمات تتراجع بنسبة كبيرة، مع خطوات حثيثة تجاه التنمية».

وقال إن مصر أصبحت أيضا أكثر انفتاحا على العالم، سواء مع الدول الأفريقية أو الآسيوية أو الأوروبية، مشيرا إلى زيارة وزير الدفاع المصري الحالية لإيطاليا، قائلا إنها «حدث مهم جدا يأتي في إطار الانفتاح المصري على دول العالم.. وهذا وفق سياسة عامة للدولة»، وأضاف «نتمنى أن تعود قطر للتعاون المشترك بما فيه خير الأمة العربية، وألا تكون عبئا على مصر والعرب والدول الصديقة خاصة في منطقة الخليج».

ومن جانبه، قال المستشار يحيى قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية (حزب الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي المصري السابق) «أرى أن المملكة العربية السعودية تتعامل بمنتهى الجدية لرأب الصدع بين مصر وقطر». وأضاف «نحن في مصر نعلم أن خادم الحرمين الشريفين حين يقرر أمرا يظل وراءه حتى يتمه، والشعب المصري يثق في أن الملك عبد الله لن يقوم إلا بما يحقق الصالح المصري». وشدد المستشار قدري على أن ما تقوم به السعودية وخادم الحرمين الشريفين «خطوات ينظر إليها الشعب المصري ويتعامل معها بترحاب شديد. وما يقوم به الملك عبد الله هو محاولة لإتمام ما دعا إليه من مصالحة»، مشيرا إلى أن «المزاج العام المصري يمكن أن يتقبل أي شيء من السعودية أو من الكويت أو الإمارات أو البحرين، وهي الدول التي وقفت مع مصر أثناء الشدة التي مرت بها منتصف العام الماضي.. والمصريون يقدرون هذا، وهم أوفياء، وهذه هي طبيعة المصريين».

وقال مجدي شرابية، الأمين العام لحزب التجمع اليساري «نحن مع أي جهد يبذل لرأب الصدع بين مصر وأي دولة عربية»، مشيرا إلى أن قطر تعد إحدى الدول العربية وجزءا من دول الخليج التي هي حليفة لمصر، لكنه دعا إلى اتخاذ قطر خطوات حسن نية تجاه القاهرة منها «أن تتوقف قناة (الجزيرة) عن الهجوم على مصر، وأن تتوقف الدوحة عن استقبال (الإخوان المسلمين)، وأن تتخذ خطوات إيجابية فعلية وملموسة تجاه مصر». وتابع شرابية قائلا إن «هجوم قناة (الجزيرة) القطرية ضد مصر لا بد أن يتوقف، وعليها ألا تتبني وجهة نظر (الإخوان) الذين يقومون بالثورة المضادة تجاه مصر، وأن تبادر بتسليم المطلوبين المصريين الموجودين على لائحة الإنتربول (الشرطة الدولية) لمحاكمتهم في مصر». وتابع قائلا إن المصالحة المصرية القطرية «تتطلب خطوات جادة من الدوحة أولا. ونشكر السعودية والكويت والبحرين ودول الخليج على ما فعلوه من أجلنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. ونشكر أي خطوة تقوم بها المملكة لدى قطر».