«داعش» ينفذ من ثغرة الانسحاب التكتيكي للقوات العراقية.. ويعاود محاصرة بيجي

نائب عن محافظة صلاح الدين لـ «الشرق الأوسط»: لا توجد خطط عسكرية سليمة

TT

في الوقت الذي استغل تنظيم داعش انسحاب عناصر الحشد الشعبي (الفصائل الشيعية المشاركة في القتال الدائر) لتأمين زيارة أربعينية الأمام الحسين مما جعله يهدد مدينة سامراء ومعاودة الهجوم على مصفاة بيجي، عزا عضو البرلمان عن محافظة صلاح الدين، شعلان الكريم، السبب الرئيسي لعودة التنظيم المتطرف إلى المدينة إلى عدم وجود قوات تمسك الأرض فضلا عن عدم تسليح العشائر هناك.

وحسب عضو مجلس محافظة صلاح الدين، خزعل حماد، فإن «الخطر قائم على قضاء بيجي (40 كم شمال تكريت) فتنظيم داعش أعاد تنظيم قواته وعززها بمعدات وأسلحة إضافية وهو يهدد القوات الأمنية الموجودة على الطريق العام وداخل المصفاة مع أبناء الحشد العشائري المساندة»، مؤكدا أن «مركز القضاء يقع تحت تأثير هجمات قوية للتنظيم وتحاول القوات الأمنية شواغلتهم لكن عددها قليل ومعداتها محدودة، والمعارك في بيجي كر وفر»، لافتا إلى أن «العملية العسكرية التي جرت لتطهير بيجي والقرى المحاذية للشارع العام للقضاء دفعت عناصر (داعش) بعيدا عن الشارع والقرى هذه، أما القرى القريبة من نهر دجلة فلا تزال بيد الدواعش». وأوضح حماد أن «القوات الأمنية تحكم سيطرتها على الشارع العام في بيجي وربما 100 متر عن يسار ويمين الشارع أما تحرير الأحياء الأخرى البعيدة عن هذه المناطق فقد كان بجهود الحشد الشعبي وأبناء العشائر، لكن الحشد الشعبي انسحب خلال فترة زيارة الأربعينية و(داعش) استغل نقص الرجال ونقص عتاد أبناء العشائر وعاد إلى هذه الأحياء والقرى لاحتلالها».

لكن النائب عن محافظة صلاح الدين والقيادي في القائمة الوطنية، شعلان الكريم، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن «السبب الرئيسي لمعاودة (داعش) الهجوم على بيجي يعود إلى عدم وجود خطط عسكرية صحيحة تقوم على أساس مسك الأرض وهو ما يتطلب إما إرسال قوات عسكرية نظامية قادرة على ذلك حتى لا يحصل هناك فراغ يمكن استثماره من قبل (داعش) أو العمل على تسليح وتجهيز العشائر من أبناء المنطقة لأنهم هم وحدهم القادرون على حماية مناطقهم وعدم تكليفهم بمهمات أخرى مثل التي تناط بالحشد الشعبي مثل تأمين الزيارات وغيرها». وأضاف الكريم أن «الخطط التي اتبعت في الآونة الأخيرة من قبل القيادات العسكرية اقتصرت على فتح الطرق فقط بين المناطق بينما تترك المناطق خلف الطرق غير مؤمنة وهو أمر يستغله (داعش)». وحذر الكريم من أن «بيجي مهددة بالسقوط ثانية ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة على صعيد التسليح والتجهيز للقوات العسكرية وأبناء عشائر المنطقة حصرا»، مبينا أن «تنظيم داعش لا يزال في الواقع يملك أسلحة متطورة بالقياس إلى ما يملكه الجيش العراقي من أسلحة وهو نقص لا بد من الإسراع بسده». وتابع الكريم أن «أبناء العشائر، الذين التحقوا مع القوات المسلحة لتحرير بيجي لرغبتهم في التخلص من تنظيم داعش ومسك الأرض المحررة جاءوا من مدن بعيدة وأن أغلبهم ترك منطقته الأصلية بعد سيطرة المسلحين عليها وانتقلوا إلى إقليم كردستان وكركوك وسامراء، وانضموا بشكل سريع إلى القوات الأمنية». وأشار إلى أن «المقاتلين المتطوعين يعتمدون على جهودهم الخاصة في تأمين المعدات والسلاح، وأن الكثير منهم جاء بلا سلاح»، ويؤكد أن «الحكومة لم تسلح أي عشيرة في المحافظة حتى الآن».

وليس بعيدا عن بيجي فقد انتشر عناصر تنظيم داعش في قرية العيفان شرق ناحية الضلوعية جنوب تكريت بعد انسحاب القوات الأمنية وأبناء العشائر. وقال مصدر أمني في تصريح: إن «اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الأمنية وأبناء العشائر من جهة وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى في منطقة العيفان (80 كم جنوب تكريت)، مما أسفر عن مقتل عنصر من أبناء العشائر وإصابة 5 آخرين». وأضاف المصدر أن «عناصر (داعش) انتشروا في القرية بعد انسحاب القوات الأمنية وأبناء العشائر إلى منطقة الجبور جنوب الضلوعية».

ومن صلاح الدين إلى الأنبار أعلنت القوات الأمنية أنها تمكنت من صد هجوم لتنظيم داعش على قضاء حديثة وناحية البغدادي، غرب الرمادي، (110 كم غرب بغداد)، من 4 محاور. وقال مصدر أمني في تصريح أمس: إن «اشتباكا مسلحا اندلع بين القوات الأمنية وبمساندة من طائرات فرنسية ضمن التحالف الدولي وعناصر من تنظيم داعش خلال محاولتها الهجوم على قضاء حديثة، (70 كم غرب الرمادي)، من جهة منطقة سن الذيب والصكرة وهجوم آخر في الوقت ذاته على ناحية البغدادي من جسر جبة ومن الجهة الشمالية لهيت، مما أسفر عن مقتل 33 عنصرا من (داعش)».

في سياق ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن ألف مظلي و300 جندي أميركي سيتم نشرهم في العراق خلال الشهر المقبل من العام الجديد 2015. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركي الأدميرال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي: إن «ألف مظلي من الفرقة القتالية 82 المتمركزة في قاعدة فورت براغ في ولاية نورث كارولاينا سيتم نشرهم في العراق في أواخر شهر (كانون الثاني) المقبل ليقوموا بمهام تدريب القوات الأمنية العراقية وتقديم المشورة والمساعدة لهم»، مبينا أن «مهمة المظليين ستستمر لمدة 9 شهور». وأضاف كيربي، أن «ما يقرب من 300 جندي أميركي من وحدات عسكرية أخرى من القوة الجوية والمارينز ستنشر أيضا في العراق لتوفير إسناد تعزيزي في مجالات الجهد الاستخباري والأمور اللوجيستية والاتصالات».