مصر تطرح رؤيتها في حفظ السلام أمام الأمم المتحدة

المندوب الدائم في نيويورك أيد توطيد التعاون مع الاتحاد الأفريقي

TT

انطلاقا من اهتمام مصر وأولوياتها الأفريقية، ألقى السفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، في نيويورك، بيان مصر أمام جلسة النقاش المواضيعي لمجلس الأمن حول «التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في عمليات السلام»، والذي أيد خلاله توطيد التعاون المؤسسي بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في مجالات السلم والأمن، بما في ذلك تبادل الخبرات في بعثات حفظ السلام متعددة الأبعاد، وتعزيز التشاور في عملية صنع واتخاذ القرار، والتخطيط المشترك لتحقيق الانتقال السلس من بعثات حفظ السلام الأفريقية إلى الأمم المتحدة ومن حفظ السلام إلى بناء السلام، وتعزيز قدرة دول القارة على المساهمة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، فضلا عن مساندة قدرات التجمعات الإقليمية ودون الإقليمية الأفريقية لتنفيذ عمليات حفظ السلام بتفويض من مجلس الأمن.

وأبرز السفير أبو العطا أن مصر لم تدخر جهدا لتعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية من خلال تعزيز قدرات الاتحاد الأفريقي للوقاية من النزاعات، خاصة تعزيز الإنذار المبكر ودعم الوساطة بهيكل المفوضية الأفريقية ومساندة تعزيز التعاون بين المفوضية وسكرتارية الأمم المتحدة في هذا المجال، ودعم جهود الوصول إلى مرحلة التشغيل الكامل للقوة الأفريقية.

وتابع مندوب مصر الدائم بأن مصر نادت دوما بألا تقتصر جهود إدارة النزاعات على شق حفظ السلام، بل أن تشمل الدورة الكاملة للصراعات، خاصة ما بعد النزاع، تفاديا لإعادة اندلاع النزاعات، وبهدف تحقيق السلام المستديم وانطلاق جهود التنمية، وأن مصر تحرص في هذا الإطار على الاضطلاع بدور رئيسي في بلورة سياسات الأمم المتحدة لبناء السلام في دول ما بعد النزاع منذ عام 2006، وتشغل حاليا عضوية لجنة بناء السلام للفترة 2013 - 2014.

وأبرز أبو العطا أن الجهود المصرية لم تكتف بالآليات الموجودة بالفعل في إطار الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي، فقد سعت إلى تفعيل سياسة الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، بما في ذلك مبادرة التضامن الأفريقي «ASI»، كما بادرت مصر باقتراح إنشاء مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات «AUC PCRD». ولفت المندوب المصري الدائم إلى أن جميع تلك الجهود الخاصة بتعزيز التعاون والشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لن تؤتي ثمارها، إلا إذا استندت إلى قاعدة بشرية مؤهلة.

وفي هذا الإطار، يضطلع مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية النزاعات وحفظ السلام في أفريقيا بالإسهام الرئيسي في تنمية الموارد البشرية، وبناء القدرات في مجال صيانة السلم والأمن في أفريقيا، سواء على الصعيد القاري أو الأممي، على حد سواء.

وخلص السفير أبو العطا إلى أن الاتحاد الأفريقي أنجز شوطا كبيرا وتحمل مسؤولياته في إطار تطوير بنية السلم والأمن الأفريقية، وآلياتها التنفيذية، وعبر عن مطالبة مصر للأمم المتحدة بأن تعزز مساهماتها في دعم الاتحاد الأفريقي بالقدر المطلوب.

وعلى الصعيد العربي، شدد السفير المصري لدى لبنان د. محمد بدر الدين زايد على أن مصر تدعم بقوة إنهاء حالة الفراغ الرئاسي في لبنان، والمستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، مؤكدا تأييد القاهرة لإجراء حوار سياسي داخلي في لبنان، بغية التوافق على رئيس جديد للبلاد. وأوضح زايد، عقب لقائه رئيس لبنان الأسبق ميشال سليمان، أن مصر تولي اهتماما كبيرا لاستعادة لبنان لدوره الحضاري والثقافي المهم في المنطقة، وأنها ستدعم الخيار الذي يتوافق حوله اللبنانيون، معربا عن تطلعه لأن يحقق الحوار السياسي مصلحة الشعب اللبناني الشقيق، ويلبي تطلعاته المشروعة في تحقيق الأمن والاستقرار.

واستعرض السفير المصري خلال لقائه مع الرئيس سليمان العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر ولبنان، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما جرى التطرق لأهم القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية.