الشمس تتعامد على تمثال آمون في معبد الكرنك بالأقصر

مئات السائحين شاهدوه ورقصوا على أنغام فرق الفنون الشعبية

تمثال آمون وسط معبد الكرنك
TT

احتفلت محافظة الأقصر بصعيد مصر أمس، بالحدث الأثري والفلكي الخاص بتعامد الشمس على معبد الكرنك الشهير، في احتفالية سياحية وفنية كبرى يشارك فيها محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، وعدد من علماء الآثار والفلك والمصريات وعدد كبير من السياح، وسط حضور وسائل الإعلام، وبمشاركة مسؤولي السياحة والثقافة والآثار والمرشدين السياحيين في المحافظة.

وفي صورة لما كان يشهده معبد الكرنك الفرعوني الشهير قبل 3 آلاف عام، أحيت الأقصر مع شروق الشمس الاحتفال بتعامد الشمس على تمثال آمون، وسط معبد الكرنك لمدة 20 دقيقة.

وتزامنت لحظات تعامد الشمس مع عروض فنية لـ7 فرق للفنون الشعبية في ساحة أكثر معابد مصر الفرعونية شهرة واتساعا. وأكد محافظ الأقصر أن ظاهرة تعامد الشمس على معبد الكرنك تعد أحد أهم الأحداث التي تسعى المحافظة لاستغلالها في تنشيط السياحة وجذب مزيد من السياح، وزيادة المناسبات على الأجندة السياحية المصرية، والتعريف بالحضارة المصرية القديمة.

وأشار محافظ الأقصر إلى أن الاحتفال صاحبه عروض فنية وفعاليات ثقافية وسياحية، بجانب الاستعداد لإقامة مهرجان للزواج على الطريقة الفرعونية ومهرجان للسينما المصرية الأوروبية، ومهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وغيرها من الأحداث الثقافية والفنية والسياحية.

وتقول مصادر أثرية في الأقصر، إن «تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الكرنك يعد الحدث الثاني من حيث الأهمية بعد تعامدها على معبد الملك رمسيس الثاني في معبده بمدينة أبو سمبل جنوب أسوان، ضمن 4500 حدث فلكي عرفته مصر القديمة».

وعن ظاهرة تعامد الشمس على تمثال آمون، أكد الباحث الأثري في الأقصر أحمد سعد الدين، أن «الشمس كانت عمودية في ظاهرة فلكية نادرة على معبد الكرنك يوم أمس 21 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، ويعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي»، مضيفا: «في الساعة السادسة و45 دقيقة أشرقت الشمس في معبد الكرنك، وتم رؤية قرص الشمس وهو يتوسط البوابة الشرقية للمعبد، التي تقع على المحور الرئيسي له، ويمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس، والذي يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوي».. ثم تعامدت الشمس على الأماكن المقدسة بالمعبد (الفناء المفتوح وصالة الأعمدة وقدس الأقداس)، وانتشرت بداخلها عند منتصف النهار في نحو الساعة 12 ظهرا.. وتم رؤية قرص الشمس وأشعتها التي انتشرت في جميع أرجاء المعبد».

وقال سعد الدين: «جرى تعامد الشمس على آمون قديما في يوم نقل الشمس وبداية فصل الشتاء لدى المصريين القدماء حيث تتعامد الشمس على قدس الأقداس ثم تنتقل إلى بهو الأعمدة مشكلة علامة الأخت الفرعونية بمعنى الأفق، في تأكيد لعلاقة آمون بعبادة الشمس».

في ذات السياق، تضيف المصادر الأثرية أن «تعامد الشمس على آمون بمعبد الكرنك تزامن مع تعامد مماثل للشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت غرب الأقصر والمعروف باسم معبد الدير البحري، وذلك ضمن 3 أحداث متزامنة لتعامد الشمس على 3 معابد مصرية في محافظتي الأقصر والفيوم ضمن ما يسمى بيوم الانقلاب الشتوي الذي يعد إيذانا ببدء فصل الشتاء». ولفتت المصادر إلى أن «تلك الظاهرة الفريدة تؤكد أن قدماء المصريين كانوا على دراية تامة بحركة الأرض حول الشمس أو الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض».