العبادي يبحث في الكويت ملفات الديون والتعويضات وصندوق إعمار المناطق المنكوبة

مستشاره الاقتصادي لـ «الشرق الأوسط»: الاستجابات جيدة من دول الجوار

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والوفد المرافق له أمس (كونا)
TT

بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، محادثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، خطر تنظيم داعش وفكرة إنشاء صندوق لإعادة إعمار المناطق التي سيطر عليها التنظيم بعد تحريرها، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، أن العبادي والشيخ صباح بحثا «العلاقات الثنائية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وتوسيع سبل التعاون بينهما في المجالات كافة كما تم بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك». كما التقى العبادي نظيره الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح.

وذكر بيان وزعه مكتب العبادي أن المحادثات تناولت خصوصا «خطر التنظيمات الإرهابية المتمثلة بعصابات داعش على العراق والمنطقة». وشدد العبادي لمحادثيه في الكويت على «أهمية تعاون دول المنطقة للقضاء على الفكر المنحرف لعصابات داعش لأنه يمثل خطرا على هذه الدول». وبحسب البيان العراقي، أشار العبادي إلى «أهمية إطلاق مبادرة لإنشاء صندوق لإعمار المناطق المنكوبة في العراق بعد تحريرها من عصابات داعش الإرهابية».

وعن العلاقات الثنائية التي تحسنت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة على الرغم من التركة الثقيلة لغزو العراق للكويت في 1990، أشار العبادي إلى أن العراق «يسعى إلى بناء علاقات متميزة مع دول الجوار والمنطقة والعالم تقوم على أساس التعاون المشترك والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». ودعا العبادي إلى «مزيد من التعاون المشترك في جميع المجالات مع دولة الكويت».

من جانبه، أعرب أمير دولة الكويت عن «استعداد بلاده لتقديم كل الدعم للعراق الشقيق».

وتحسنت العلاقات بين العراق ودول الخليج بعد أن كانت متوترة لسنوات خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي (2006 - 2014) الذي اتهم باعتماد سياسات إقصائية همشت السنة.

وأكد مظهر محمد صالح، المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء العراقي، أن زيارة العبادي إلى الكويت «تأتي استكمالا لسلسلة الزيارات التي قام بها هو شخصيا ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان إلى الكثير من دول الجوار العربية والإسلامية والتي تأتي في إطار رؤية العراق الجديدة والقائمة على مبدأ تصفير المشكلات مع الجميع». وقال صالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الملف الاقتصادي هام بالنسبة لنا في أي زيارة من هذه الزيارات نظرا لما نعانيه من وضع مالي سيئ فضلا عن تدمير البنى التحتية بسبب الحرب مع (داعش) والتي نتج عنها تدمير كبير في البنى التحتية في كل الميادين من بينها 72 جسرا تم تدميرها من قبل هذه العصابات البعض منها يعود إلى عهد الملك غازي».

وبشأن صندوق إعمار المناطق المحررة، قال المستشار الاقتصادي للعبادي، إن «فكرة هذا الصندوق ولدت في إطار مؤتمر بروكسل وهي شبيه بالمؤتمر الذي عقدته الدول المانحة عام 2003 في مدريد بعد سقوط النظام السابق، إذ كانت قد حصلت أضرار كبيرة في البنية التحتية العراقية جراء تلك الحرب، وبالتالي حصلت تعهدات من قبل الدول المانحة بإعادة تعمير ما تم تدميره وقد تم رصد مبلغا قدره 54 مليار دولار آنذاك». وأضاف صالح أنه «في الوقت الذي يوجد فيه تحالف عسكري ضد (داعش) فإنه من باب أولى أن يتم قيام صندوق إعمار من قبل هذه الدول وهو أشبه بـ(مشروع مارشال)، من جهة، وهو أيضا صندوق كوارث، من جهة ثانية، لأن التدمير بلغ حدودا لا يمكن تصورها، وبالتالي فإن العراق الآن بحاجة إلى أموال على شكل منح لكي يتمكن من إعادة إعمار المحافظات الـ5 التي دمرت بناها التحتية». وبشأن الآليات التي تحكم الصندوق قال صالح، إن «الصندوق ستتم حوكمته ووضع آليات مناسبة وأن يكون شفافا»، مبينا أن «الاستجابة من قبل دول الجوار وغيرها من الدول جيدة حتى الآن».

وردا على سؤال بشأن آخر دفعة من تعويضات الكويت وما إذا كان من الممكن تحويلها إلى مشاريع استثمارية، قال صالح، إن «الدفعة الأخيرة تم تأجيلها إلى عام 2016، أما مسألة تحويلها إلى استثمارات فإن لدى العراق رغبة في ذلك لأننا نرى أن الاستثمارات من شأنها تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين».