مصر تتأهب أمنيا لاستقبال أعياد الميلاد ورأس السنة

«الأباتشي» في القاهرة * مقتل 5 «إرهابيين» في الشرقية

TT

بينما تستعد مصر بخطة أمنية عالية المستوى لتأمين المواطنين والسائحين المتوقع توافدهم بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، تواصل القوات المشتركة من الجيش والشرطة تعقب المتشددين سواء في شبه جزيرة سيناء أو المحافظات القريبة منها، وذلك بالتزامن مع تأكيدات لمسؤولين مصريين وأميركيين على وصول مروحيات «الأباتشي» العشر التي كانت محور جدل طويل بين القاهرة وواشنطن.

وأعلنت مصادر شرطية مصرية أمس عن مقتل 5 من أعضاء تنظيم «أنصار بيت المقدس» في محافظة الشرقية، وهي المحافظة التي تتوسط المسافة بين القاهرة والإسماعيلية. وتكثف قوات الأمن من وجودها في محافظتي الشرقية والإسماعيلية بصفة خاصة نظرا لأنهما تقعان على الجانب الغربي من قناة السويس التي تفصل الإسماعيلية عن سيناء، والتي تعد المعبر الرئيسي للمجموعات المتشددة في حال محاولتها الهروب من شبه الجزيرة التي يفرض عليها طوق أمني خانق أو توجهها لتنفيذ عملياتها في دلتا مصر.

وأوضحت المصادر الأمنية لـ«الشرق الأوسط» أن ضابطا في جهاز العمليات الخاصة تعرض لإصابة خلال عملية تبادل إطلاق النيران مع الإرهابيين أثناء مداهمتهم لإحدى بؤر وجودهم. وذلك بعد ورود معلومات مؤكدة عن اعتزامهم تنفيذ عملية إرهابية «كبرى» خلال الأيام المقبلة، تتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة، بحسب ما أكدته المصادر. كما أفادت بأن المتشددين قاوموا رجال الشرطة بعبوات متفجرة وكانوا يرتدون أحزمة ناسفة خلال المداهمة، التي أسفرت عن العثور على كمية كبيرة من الأسلحة وقاذفات الـ«آر بي جيه» والمتفجرات داخل وكر المتشددين.

وعلى صعيد متصل، أوضحت وزارة الداخلية، أمس، أنها عقدت اجتماعات لمناقشة الخطة الأمنية الخاصة بتأمين مصر خلال فترة الأعياد نهاية العام الحالي، والتي تشمل تأمين الكنائس والمنشآت المهمة والحيوية والأماكن السياحية. وتتضمن الخطة الأمنية نشر كاميرات مراقبة في محيط الأماكن المذكورة، مع تكثيف الوجود الأمني ورفع درجة اليقظة، والتمشيط المستمر بحثا عن أي متفجرات محتملة.

من جانبه، أعلن المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، أمس عن «القضاء على 14 من العناصر الإرهابية المسلحة خلال عمليات المداهمات الأمنية للجيش شمالي سيناء على مدى 3 أيام». وقال إن ذلك «نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات، أثناء محاولة تلك العناصر مراقبة القوات والهروب من كمائنها»، موضحا إلقاء القبض على 45 آخرين من المطلوبين أمنيا والمشتبهين.

وتواصل قوات الجيش عملياتها المكثفة ضد المتشددين في شمال سيناء بالتزامن مع إعلان مسؤولين مصريين وأميركيين عن وصول مروحيات «الأباتشي» القتالية إلى القاهرة، وهي المروحيات التي تستخدمها القوات المصرية في مكافحة الإرهاب، خاصة في محافظة شمال سيناء.

من جهة أخرى، تتصل بالصعيد الأمني في مصر، اتفق اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، مع المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، على حضور جماهير كرة القدم المصرية لمباريات الدوري العام مع بداية الدور الثاني من عمر المسابقة، وفق الضوابط التي تمت دراستها مع الاتحاد المصري لكرة القدم في الاجتماع الذي عقد أمس بديوان عام وزارة الداخلية.

وجرى الاتفاق خلال الاجتماع على حضور 10 آلاف مشجع في مباريات الأندية المقامة باستادات القاهرة الدولي والدفاع الجوي والمقاولون العرب، وبرج العرب بالإسكندرية، أما باقي المباريات التي تتم إقامتها في استادات أخرى فيحضرها 5 آلاف مشجع، وذلك في المباريات التي يحددها اتحاد كرة القدم.

يذكر أن قرار منع الجماهير من حضور المباريات جاء في أعقاب أحداث بورسعيد التي أعقبت مباراة ناديي الأهلي والمصري البورسعيدي مطلع فبراير 2012، وأسفرت عن مقتل 72 مشجعا، وما زالت القضية الخاصة بها منظورة أمام محكمة النقض حتى الآن، بعد صدور حكم أولي بالإعدام على 21 متهما، والسجن المؤبد والمشدد على آخرين. ويقول مراقبون إن تلك الأحداث كانت نتيجة مباشرة للانفلات الأمني الذي شهدته مصر عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، لكن ملابسات ذلك الحادث والمحرضين عليه ودوافعهم لم تتضح حتى اليوم.