البرلمان المغربي يلغي مساءلة وزير الرياضة بشأن «فضيحة الملعب»

في انتظار صدور نتائج التحقيقات المقررة اليوم

TT

ألغى مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) مساءلة وزير الشباب والرياضة محمد اوزين، بشأن «فضيحة» عشب ملعب الرباط، التي كانت مقررة اليوم خلال الجلسة العامة المخصصة للأسئلة، وذلك في انتظار نتائج التحقيقات التي فتحت بشأن هذه القضية والمقرر الكشف عنها اليوم.

وأكد نائب من حزب الأصالة والمعاصرة المعارض لـ«الشرق الأوسط» الذي كان فريقه قد وجه أسئلة آنية إلى الوزير اوزين إلى جانب فرق نيابية أخرى، بشأن الاختلالات التي ظهرت على أرضية ملعب مولاي عبد الله بالرباط، تأجيل الأسئلة التي كانت موجهة إلى وزير الرياضة بشأن «فضيحة الملعب».

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أعطى الجمعة الماضي تعليمات إلى عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة تقضي بتعليق أنشطة الوزير اوزين، ذات الصلة بالدورة الـ11 من بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، حيث غاب الوزير عن المباراة النهائية للبطولة التي جرت السبت الماضي بمراكش، كما أمر بفتح تحقيق بشأن الاختلالات التي ظهرت على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله وكانت أرضية ملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله قد تحولت إلى بركة مياه خلال المباراة التي جرت السبت قبل الماضي، ما بين فريقي كروز آزرول المكسيكي، وويسترن سيدني الأسترالي، نتيجة عدم تحمل العشب الذي وضع بالملعب أخيرا الأمطار الغزيرة التي تساقطت عليه. ونقلت القنوات الرياضية العالمية صورا محرجة عبر العالم لعمال يجففون أرضية الملعب من المياه باستعمال شفاطات، ومناشف تعصر بواسطتها مياه الملعب داخل سطل. وخلفت «فضيحة» عشب ملعب الرباط ردود فعل واسعة في المغرب لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علت بعض الأصوات مطالبة بإقالة الوزير اوزين المنتمي لحزب الحركة الشعبية من منصبه. وكان اوزين قد اتهم الشركة التي قامت بتجديد عشب الملعب بالغش. إلا أن الشركة المتخصصة في هذا المجال والتي سبق لها أن وضعت عشب عدد من الملاعب الرياضية في مراكش وأغادير نفت ذلك، وقالت: إنها تعرضت لضغوط من مسؤولين في الوزارة من أجل استعمال عشب شبيه بذلك الموجود بملعب «بيرنابيو» بمدريد، رغم أنها نبهت إلى أن العشب غير ملائم. وكشفت التحقيقات الأولية عن وجود رسالة موقعة من طرف شركة «فالتيك» تخبر فيها المسؤولين في وزارة الشبيبة والرياضة عن استحالة استعمال هذا العشب في مدة زمنية قصيرة لأنه يحتاج، على الأقل، ما بين 9 أشهر إلى سنة لوضعه، ولحساسيته مع طبيعة المناخ المغربي بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة صيانته. إلا أن الوزارة أصرت على طلبها. بحسب تقارير إعلامية.

ومن المقرر أن يمثل الوزير اوزين الأربعاء المقبل أمام لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) لإعطاء توضيحات بشأن ظروف وملابسات عملية تجديد عشب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، والأسباب التي أدت إلى تحوله إلى بركة مياه جلبت على المغرب سخرية العالم. كما من المقرر أن تبث اللجنة في طلب قيام نواب البرلمان بمهمة استطلاعية إلى الملعب. وفي انتظار نتائج التحقيقات يظل الوزير اوزين مهددا بالإعفاء من منصبه.

وينص الدستور المغربي في الفصل 47 على أنه «لرئيس الحكومة أن يطلب من الملك إعفاء عضو أو أكثر، من أعضاء الحكومة»، كما ينص أيضا أنه «لرئيس الحكومة أن يطلب من الملك إعفاء عضو أو أكثر، من أعضاء الحكومة، بناء على استقالتهم، الفردية أو الجماعية».