«الخارجية» الكويتية لـ «الشرق الأوسط»: ثقل السعودية له دور في طي الخلافات القطرية ـ المصرية

خالد الجار الله قال إن إزالة الخلاف بين القاهرة والدوحة لمصلحة العمل العربي

خالد الجار الله
TT

أكد خالد الجار الله، وكيل وزارة الخارجية الكويتي لـ«الشرق الأوسط»، أن تحرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لطي صفحة الخلاف الخليجي، ومبادرته للصلح بين مصر وقطر، جاء نتيجة إدراكه لأهمية توحيد الصف العربي وزيادة اللحمة والتضامن لمواجهة تحديات المنطقة.

واعتبر الجار الله أن تجاوب المسؤولين في مصر وقطر، يعبر عن إحساس وحرص على مسيرة العمل العربي المشترك. وأضاف أنه من دون عقد الاتفاق ستبقى مصر بعيدة عن أداء دورها في محيطها العربي والدولي، مبينا أنه في الوقت ذاته متفائل بالنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها المبادرة السعودية.

واعتبر أن ثقل المملكة كان له الدور الأكبر في التوصل للتفاهم بين الدولتين لطي صفحة الخلاف بينهما والانطلاق في مرحلة جديدة تتضمن تعاونا واحتراما متبادلا بين الجانبين، تراعي مصلحة العمل العربي، متمنيا في السياق ذاته أن يرى خلال الأيام المقبلة ما يجسد اتفاق الرياض التكميلي الذي لا تقتصر منافعه على العمل الخليجي بل تشمل المحيط العربي.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل السبت الماضي، خالد التويجري المبعوث الخاص للعاهل السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مبعوث أمير قطر، وجاءت الزيارة لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الخاصة بدعم دول مجلس التعاون الخليجي للقاهرة، يأتي ذلك وسط توقعات بانعقاد قمة مصرية - قطرية خلال أيام لطي صفحة الخلافات بين البلدين التي تفجرت عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم.

وثمَّن الرئيس المصري الجهود الصادقة لخادم الحرمين، الرامية إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام، في إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأكد بيان الرئاسة أن مصر تتطلع إلى «حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي». وقال إن «دقة المرحلة الراهنة تقتضي تغليب وحدة الصف والعمل الصادق برؤية مشتركة تحقق آمال وطموحات شعوبنا العربية». ورحبت قطر من جانبها بالمبادرة السعودية، وأكدت وقوفها التام إلى جانب مصر، واعتبرت أن أمن مصر من أمن قطر، التي تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية، وقوة مصر قوة للعرب كافة.

وأضاف بيان الحكومة القطرية، أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بادر بإيفاد ممثل عنه للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي «الذي نقدر له ما لقيه منه من حفاوة وحسن استقبال».

وقال البيان القطري إن «دولة قطر التي تحرص على دور قيادي لمصر في العالمين؛ العربي والإسلامي، تؤكد حرصها أيضا على علاقات وثيقة معها والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين وشعبيهما الشقيقين».

ولقيت تلك المبادرة ردود أفعال إيجابية من حكومات خليجية، دعمت التقارب بين القاهرة والدوحة، واصفة الأمر بأنه سينعكس إيجابا لمصلحة العمل العربي المشترك، وأشادت بالجهود التي بذلها العاهل السعودي في هذا الإطار، وأعربت عن أهميتها في ظل الظروف والمتغيرات المتسارعة والأخطار الجسيمة التي تمر بها المنطقة.