المعارضة السورية تستبق لقاءات موسكو بالاتفاق على دعم الحل السياسي

ممثلو الائتلاف شاركوا «هيئة التنسيق» و«تيار بناء الدولة» باجتماعات في القاهرة وإسطنبول

TT

نفى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أن يكون تلقى دعوة رسمية من الخارجية الروسية للمشاركة في لقاء بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية سيعقد في موسكو أواخر شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، لكن ممثلين عنه اجتمعوا مع مسؤولين في جهات سورية معارضة أخرى في القاهرة وإسطنبول خلال الأيام القليلة الماضية، أثمرت تأكيدا على «ثوابت المعارضة» تجاه دعم حل سياسي للأزمة، وفق مقررات اتفاق «جنيف 1».

وكانت وكالة «نوفوستي» الروسية، نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله، إن «اللقاء سيجري نهاية يناير، ومن المخطط أن يستمر 4 أيام»، منوها بأن بلاده ستوجه دعوات إلى «أوسع شريحة من المعارضة السورية إلى لقاء موسكو».

وأكد عضو الائتلاف الوطني السوري بدر جاموس لـ«الشرق الأوسط» أن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف كان أطلع الائتلاف على مخطط موسكو لاستضافة اللقاء في موسكو، وذلك خلال لقائه الأخير مع ممثلين عن الائتلاف في إسطنبول، لكنه شدد على أن الائتلاف «لم يتلق بعد دعوة رسمية للمشاركة»، مشيرا إلى أنه «عندما تصل الدعوة، فإنها ستُعرض على الهيئة السياسية في الائتلاف لاتخاذ قرار حول المشاركة في المؤتمر».

ويواصل الائتلاف لقاءاته مع تشكيلات أخرى في المعارضة السورية، بهدف مناقشة الحل السياسي، والتوصل إلى توافق على الأهداف المشتركة للمعارضة. وكشف جاموس عن لقاءين جمعا ممثلين في الائتلاف مع «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة في القاهرة، إضافة إلى لقاء مع ممثلين عن تيار بناء الدولة المعارضة في إسطنبول، وذلك خلال الأيام الأخيرة الماضية، مشيرا إلى أن تلك اللقاءات «هدفت إلى تنسيق الجهود للوصول إلى موقف موحد حول الحل السياسي».

وقال جاموس: «نحن متوحدون على الموقف من الحل السياسي، وداعمون له، لكن المطلوب من النظام أن يتخذ موقفا واضحا من الحل السياسي». وأكد أن النقاط المشتركة بين أطياف المعارضة السورية، تتمثل في «دعم الحل السياسي، وفق بيان مؤتمر (جنيف 1) الذي يعد أساسا لانطلاقة الحل السياسي»، مشددا على أن المطلوب «أن تكون هناك خطوات عملية لتنفيذه».

وكان وفد من الائتلاف وصل إلى القاهرة ليل أول من أمس، بهدف عقد لقاءات مع بعض أقطاب المعارضة السورية، علماً أن رئيس الائتلاف سيصل إلى القاهرة بعد غد السبت في زيارة رسمية.

وفي غضون ذلك، أعلن منذر خدام، رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، عن «بدء التنسيق بين أكثر من 20 فصيلا معارضا للإعداد لعقد لقاء في القاهرة بهدف التوصل إلى رؤية سياسية واحدة تحت عنوان «خريطة الطريق لإنقاذ سوريا»، يمكن التوجه بها إلى لقاء موسكو الموسع بالنسبة للمعارضة»، مشيرا، في تصريحات لصحيفة «الوطن» السورية، إلى أن «قوى معارضة مؤمنة بخيار الحل السياسي من داخل وخارج سوريا بينهم أعضاء من الائتلاف المعارض وربما الائتلاف بصفته الرسمية «إذا ما وافق على الرؤية السياسية المشار إليها»، إضافة إلى مجموعة الرئيس الأسبق للائتلاف معاذ الخطيب، ستشارك في لقاء القاهرة.

وبحسب خدام، تشارك هيئة التنسيق بأحزابها الـ12 في لقاء القاهرة الأسبوع المقبل، إلى جانب «جبهة التغيير والتحرير» بأحزابها الأربعة، و«الإدارة الذاتية» (شمال سوريا) بأحزابها الـ11، إضافة إلى 4 أحزاب آشورية واتحاد الديمقراطيين من الائتلاف وممثلين عن لقاء قرطبة ومجموعة الشيخ معاذ الخطيب.

وتنص المبادرة الروسية على عقد مؤتمر في موسكو يجمع بين أطراف المعارضة، من داخل وخارج سوريا، وفي المرحلة الثانية يعقد مؤتمر في دمشق بين النظام وممثلي هذه المعارضة، على أن يتم البحث في المرحلة الانتقالية. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أبلغ وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارة الأخير الأسبوع الماضي إلى دمشق، بأن سوريا تتعامل بإيجابية مع الجهود التي تبذلها موسكو لإيجاد حل للأزمة.