رئيس الاستخبارات القطرية في القاهرة

مصادر مصرية لـ «الشرق الأوسط» : ننتظر خطوات من الدوحة.. ولا داعي لاستباق الأمور

TT

تتواصل في القاهرة مساعي الأطراف العربية لتنفيذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتنقية الأجواء بين القاهرة والدوحة، والتي شابتها الخلافات جراء اختلافات وجهات النظر منذ أكثر من عام. وفي هذا الإطار استقبلت القاهرة، مساء أول من أمس، مسؤولا استخباراتيا قطريا رفيع المستوى، في مسعى لبحث عقد قمة مصرية - قطرية في العاصمة السعودية الرياض في أقرب وقت ممكن.

وأوضحت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس جهاز الاستخبارات القطري، الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، زار القاهرة الثلاثاء الماضي لمناقشة إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الرياض مطلع العام المقبل. وأشارت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، إلى أن «القاهرة مفتوحة لكل زوارها من الأشقاء في أي وقت، فهي كما قال الرئيس السيسي في تصريح له، بيت العرب.. أما عن موضوع القمة، فلا داعي لاستباق الأمور حاليا بالاستنتاجات؛ لأن الموضوع يدرس بتأنٍ من كل الأطراف العربية، وخاصة أن الرئيس في زيارة خارجية الآن.. وحين يجري تحديد أمر كهذا سيجري إعلانه على الملأ».

وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي عربي، أن «محادثات تجري لتنظيم اجتماع بين الرئيس المصري وأمير قطر».

وأضاف أن «المحادثات جرت في القاهرة خلال اليومين الماضيين بين رئيس الاستخبارات القطري ونظيره المصري لترتيب مثل هذا الاجتماع (بين الزعيمين) في الرياض».

وأشار إلى احتمال أن يعقد لقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر «في طريق عودة السيسي من الصين». وكان متوقعا أن يعود السيسي من الصين أمس (الأربعاء) بعد زيارة لمدة يومين.

وقال مسؤول من وزارة الخارجية المصرية، إنه لا يعلم شيئا عن اجتماع مسؤولين من الاستخبارات القطرية والمصرية في القاهرة.

وتعد زيارة المسؤول القطري الرفيع هي الأولى من نوعها لمسوؤل استخباراتي من الدوحة إلى القاهرة منذ ثورة 30 يونيو (حزيران) عام 2013، والتي أدت إلى تباعد الرؤى السياسية بين البلدين. لكن الزيارة الأعلى مستوى كانت حين استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ليلة السبت الماضي بالقاهرة كلا من خالد بن عبد العزيز التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي، والمبعوث الخاص للشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الخاصة بدعم دول مجلس التعاون الخليجي للقاهرة، وهي الخطوة التي وجدت ترحيبا مصريا وعربيا بوصفها بادرة جيدة للمصالحة ورأب الصدع العربي.

وأشارت المصادر المصرية إلى أن التحركات الأخيرة من الجانب القطري «هي بدايات جيدة، لكنّ هناك نقاطا كثيرة يجب حسمها.. والقاهرة تلتزم من جانبها بتعهدها بالتهدئة إلى حين اتضاح الأمور»، موضحة أن التباحث حول النقاط العالقة مستمر.

وخلال زيارته للعاصمة الصينية بكين، علق الرئيس المصري على الخطوات القطرية بقوله، إنها «مجرد نقطة انطلاقة لتوجيه رسالة ترضية للمصريين»، في حين وصف مسؤولون مصريون إعلان الدوحة يوم الاثنين الماضي عن وقف بث قناة «الجزيرة مباشر مصر»، التي دأبت على مهاجمة القاهرة والتحريض عليها خلال العام الماضي، بالخطوة المحمودة في إطار التزام قطر بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمصالحة بين القاهرة والدوحة، مطالبين قطر بمزيد من الخطوات في الاتجاه الصحيح.

وباركت المملكة العربية السعودية الخطوات الأولى لإعادة الدفء إلى العلاقات بين القاهرة والدوحة، بينما عقبت الرئاسة المصرية على اللقاء الأول من نوعه ليلة السبت الماضي بالقول، إن الرئيس المصري ثمن خلال لقائه المبعوثين الجهود الصادقة لخادم الحرمين الشريفين، وتطلع مصر إلى حقبة جديدة، في حين أكدت الحكومة القطرية ترحيبها بالبيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي، والمبادرة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين. وشددت على حرص قطر على «دور قيادي لمصر في العالمين؛ العربي والإسلامي»، وعلى علاقات «وثيقة معها والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين وشعبيهما الشقيقين».

وحول زيارة رئيس الاستخبارات القطري للقاهرة، قال مصدر دبلوماسي خليجي لـ«رويترز» أمس، إن المحادثات تطرقت إلى عدد من الأمور، من بينها الدور القطري في ليبيا، متابعا: «تدرك السلطات المصرية أن كل مطالبها لن تلبى على الفور.. لكن يجب أن تتأكد من أن قطر جادة؛ ولا تقوم فقط ببعض التغييرات الشكلية».