السيسي يختتم زيارته للصين ويدعو شركاتها إلى بحث فرص الاستثمار في مصر

شهدت توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يودع رئيس الوزراء الصيني لى كى تشانج قبل اختتام زيارته إلى العاصمة بكين أمس (أ.ب)
TT

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، زيارته إلى جمهورية الصين الشعبية أمس بزيارة مقاطعة سيشوان، التي تعد أكبر المقاطعات الصينية سكانا، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 90 مليون نسمة، كما أنها إحدى أهم القلاع الصناعية في الصين، حيث تضم كثيرا من مراكز التصنيع المتخصصة في مختلف المجالات، لا سيما مجالات الطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة.

وكان السيسي قد بدأ زيارة رسمية إلى بكين الاثنين الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع نظيره الصيني تشي جين بينغ وعدد من المسؤولين لدعم العلاقات بين البلدين والعمل على زيادة الاستثمارات الصينية في مصر. كما التقى بممثلي ورؤساء الشركات الصناعية والخدمية في العاصمة الصينية.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس وصل إلى مدينة شينجدو عاصمة المقاطعة، حيث كان في استقباله كل من أمين الحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة سيشوان وحاكم المقاطعة. وقد أقام أمين عام الحزب مأدبة غداء تكريما للرئيس السيسي والوفد المرافق له، تم خلالها استعراض عدد من جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المرحلة المقبلة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري.

كما أشاد أمين عام الحزب بنتائج زيارة الرئيس السيسي وبتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة، موضحا أن هذا الاتفاق يدشن مرحلة جديدة من التعاون المعزز بين البلدين، وأشاد أيضا بزيارة الرئيس لمقاطعة سيشوان، وبحث إمكانيات التعاون المشترك ونقل التكنولوجيا في ضوء ما تتضمنه المقاطعة من مراكز صناعية مهمة في كثير من المجالات، مما سمح بوصول الناتج المحلى الإجمالي لها لنحو 450 مليار دولار العام الماضي.

من جانبه، أشاد الرئيس السيسي بالتقدم الذي حققته الصين خلال فترة وجيزة، معربا عن بالغ التقدير للشعب الصيني الذي نجح في تحقيق طفرة صناعية وتنموية كبيرة، كما دعا الرئيس الشركات الصينية في مقاطعة سيشوان إلى بحث فرص الاستثمار في مصر، ودعا أيضا إلى تشجيع السياحة من المقاطعة إلى مصر.

وقد تفقد الرئيس خلال زيارته مدينة شينجدو عددا من المصانع والشركات العاملة في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، حيث زار الرئيس معامل البحث والتطوير في هذه الشركات، واستمع إلى شرح من جانب الخبراء الصينيين لآخر الطرق في توليد الطاقة، كما تم بحث سبل التعاون المشترك والاستفادة من الخبرات الصينية الكبيرة في هذا المجال.

وأبدى الرئيس إعجابه بالمستوى الرفيع الذي حققته الصين في هذا القطاع، معربا عن تطلع مصر لتفعيل التعاون بين الجانبين تنفيذا للاتفاقيات الموقعة في هذا الصدد، وبما يتماشى مع ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وهو ما لقي ترحيبا من جانب المسؤولين الصينيين، الذين أكدوا استعدادهم لتلبية احتياجات مصر التنموية كافة.

وكان الرئيس السيسي ونظيره الصيني تشي جين بينغ قد أعلنا في بيان مشترك اتفاقهما على إقامة «علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة» بين البلدين في عدد من المجالات؛ ففي المجال السياسي شملت الشراكة تمسك البلدين بثوابت العلاقات الاستراتيجية والعمل على تحقيق المصالح المشتركة وتكثيف الزيارات. وفي المجالات الاقتصادية والتجارية، اتفق الجانبان على تحقيق المنفعة المتبادلة وتفعيل دور اللجنة الاقتصادية والتجارية الثنائية بين البلدين. أما في المجالات العسكرية والأمنية، فقد اتفق البلدان على تبادل الزيارات بين القوات المسلحة في البلدين، وتحقيق التواصل بين مختلف الكليات والمعاهد العسكرية، وتفعيل دور اللجنة المصرية - الصينية للتعاون في الشؤون الدفاعية، كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والجرائم الإلكترونية.

وعقب انتهاء الزيارة، توجه الرئيس إلى مطار شينجدو عائدا إلى القاهرة، حيث كان في وداعه عدد من المسؤولين الصينيين والسفير مجدي عامر سفير مصر لدى الصين وأعضاء السفارة.