إسرائيل تنشر بطاريات صواريخ في الجنوب تحسبا لاستئناف القتال مع حماس

الاستخبارات العسكرية في إسرائيل تحذر من وصول الفوضى العربية إليها

صورة أرشيفية لصاروخ أثناء انطلاقه من القبة الحديدية في جنوب مدينة أسدود(رويتر)
TT

وسط تقديرات لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، بأن «الفوضى في عدد من الدول العربية ستنعكس سلبا على إسرائيل» وأن «التصاعد في العمليات الفردية يدل على أن هناك قوى منظمة تقف وراءها»، أعلن الجيش عن نصب 4 بطاريات من «القبة الحديدية» في المناطق الجنوبية تحسبا لاستئناف القصف الصاروخي ضد إسرائيل من قطاع غزة.

وكانت الضفة الغربية والقدس قد شهدتا تدهورا أمنيا ملحوظا في اليومين الماضيين. فقد تعرّضت سيارة سافر بها مستوطن يهودي يبلغ من العمر 40 عاما وابنته البالغة من العمر 11 عاما لهجوم بزجاجة حارقة، في الوقت الذي سافرا فيه بشوارع الضفة الغربية ليس بعيدا عن كفر قدوم. وأدّت الزجاجة الحارقة إلى حرق السيارة بالكامل، ورغم أنّ المستوطن وابنته قد نجحا في الخروج من السيارة خلال عدة ثوان، فقد أصيبت الطفلة بجروح خطيرة حيث كان مركز الحريق في المكان الذي كانت تجلس فيه داخل السيارة.

وفي مدينة القدس الشرقية المحتلة، أقدم شاب فلسطيني على طعن شرطيين إسرائيليين، بعد عراك بالأيدي وقد أصيب أحد الشرطيين، البالغ من العمر 19 عاما، في رقبته، بينما طُعن الثاني، البالغ من العمر 35 عاما، في يده. وبعد التحقيق في الحادثة اكتُشف بأنّه ولدى انتهاء صلاة الصباح اليهودية التي جرت في المكان، انقضّ فلسطيني على شرطي إسرائيلي وطعنه في رقبته. وفي أعقاب الحادثة بدأ الشرطي مع شرطي آخر بالعراك مع الفلسطيني، وقد أصيب في هذا العراك الشرطي الثاني في يده. وتمكّن الفلسطيني من الفرار من مكان الحادثة.

وأقدم مجهولون على تمزيق أطر 7 سيارات فلسطينية في حي رأس العمود في القدس الشرقية، فاتهم الفلسطينيون عناصر يهودية متطرفة.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن هناك مئات حوادث قذف الحجارة على المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية. ومع أن السلطات الإسرائيلية لا تزال ترى أن هذه العمليات فردية، إلا أن هناك من يرى فيها تصعيدا مقصودا تقف وراءه تنظيمات فلسطينية وتدعمه معنويا وماليا. وتشير بالأساس إلى حركة «حماس»، التي «تتصرف تحت ضغط كبير، فمن جهة هي تريد تهدئة الأوضاع في القطاع، لكن كلما تأخرت مشاريع الإعمار، زاد الضغط على حماس في أن تقوم بخطوات استفزازية تجاه إسرائيل لتضغط بدورها على الدول المجاورة والمانحة الإسراع في إعمار غزة وإنعاش الاقتصاد هناك. وتلجأ إلى تفعيل قواها في الضفة الغربية، حتى تبقي الفتيل مشتعلا»، وفقا للمحرر العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل. ويضيف: «بعد مرور 4 أشهر على الحرب مع إسرائيل، ما زالت حماس عاجزة عن تقديم الإنجازات لسكان القطاع في سيبل تبرير العناء الذي حل بهم جراء الحرب. وكلما واصلت مصر، حسب هرئيل، في تضييق الحصار على القطاع، زاد عزم حماس على جر إسرائيل إلى جولات قتالية بهدف دفع مصر بصورة غير مباشرة إلى تقديم التسهيلات والإسراع في إعمار غزة». ويوافق محلل صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، على أن حماس، مشددا على الذارع العسكرية للحركة، تراهن على تجديد القتال مع إسرائيل من أجل خلط الأوراق والخروج من المأزق المالي الذي يعاني منه سكان القطاع. وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قد صرح أمس بأن اتصالات تجرى مع مصر وأطراف أخرى: «من أجل إلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه بالقاهرة». وقال هنية خلال تصريحات صحافية، أمس: «إننا ملتزمون بما تم الاتفاق عليه في القاهرة ما التزم الاحتلال به».

وأفادت مصادر في تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي يقوم بكافة الاستعدادات من أجل مواجهة جميع الاحتمالات بعد الاشتباكات التي وقعت في منطقة خان يونس، وكذلك في أعقاب إطلاق قذيفة صاروخية من داخل قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وقيام الطائرات الإسرائيلية بقصف أهداف داخل قطاع غزة. وسبق هذه التطورات نشر تقرير عن دائرة الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، كان قد عرض على هيئة رئاسة الأركان العامة، مؤخرا، يتحدث عن تقديراتها للعام 2015 المقبل، وملخصها أن الفوضى الحاصلة في العالم العربي، وخاصة الحرب في سوريا وتمركز مسلحين من تنظيمات الجهاد العالمي وتنظيم «داعش» عند حدود إسرائيل الشمالية والجنوبية ولعب أميركا بنار خفض أسعار النفط، جميع هذه الأمور من شأنها أن تهدد إسرائيل، بحسب التقديرات. ويعرب التقرير عن القلق من خطر تشابك مصالح لجهات غربية وإيرانية لأن تنقل الحرب داخل إسرائيل، بواسطة عمليات فردية أو عمليات أخرى. وجاء فيه: «في سوريا المتفككة، يسيطر نظام بشار الأسد على 20 – 30 في المائة من الدولة فقط، وباقي المناطق عبارة عن كانتونات تسيطر تنظيمات مسلحة معتدلة ومتطرفة – إرهابية وجميع هذه الجهات تتحارب مع بعضها. ومن غير المستبعد أن تتجاوز هذه الحرب الحدود مع إسرائيل، كلما اقترب القتال في سوريا من مرتفعات الجولان». وبحسب «أمان» فإن «الجيش السوري الحر» ينتشر عند خط وقف إطلاق النار ويمنع، حتى الآن، تسرب نيران الحرب إلى الجولان المحتل. ولكن الصورة تبدو معقدة أكثر فيما يتعلق بإيران، خاصة في ظل المفاوضات بينها وبين القوى العظمى حول اتفاق لرسم حدود البرنامج النووي الإيراني. وليس واضحا في هذه الأثناء ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق كهذا. وترى «أمان» أن اتفاقا كهذا سيكون سيئا بالنسبة لإسرائيل، لكن من الجهة الأخرى، فإن التوصل لاتفاق كهذا من شأنه أن يؤثر على أداء حزب الله تجاه إسرائيل لناحية التهدئة. ولكن في حال عدم التوصل لاتفاق فإن التوقعات في إسرائيل تتوجس من أن إيران قد «تكسر قواعد اللعبة»، وأن «خيبة الأمل من الرئيس حسن روحاني ستعيد الحرس الثوري إلى الحكم في طهران»، الأمر الذي سيكون له «تأثير مباشر فوري على الجبهة الشمالية مع إسرائيل».