طرق الاحتفال

TT

* بعد قراءتي مقال خالد القشطيني «اليوم الهادئ واليوم الصاخب»، المنشور بتاريخ 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أود أن أقول: إن هذا هو ما يقولون عنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، وقد أزعجني، بل وأحزنني، الموقف الصعب والمقلب الثقيل الذي تعرض له كاتب المقال، نتيجة عدم معرفته بعادات وتقاليد بريطانيا في الاحتفال بالأعياد، وظنه أن الاحتفال بأعياد الميلاد في لندن سيفوق كل الاحتفالات التي نقيمها نحن هنا في الدول العربية، ثم فوجئ بأن الأعياد عندهم نوعان؛ نوع هادئ تتوقف فيه حركة الحياة تماما، فلا وسائل مواصلات ولا مطاعم ولا محلات مفتوحة، فالكل مغلق بمناسبة الأعياد على عكس ما يحدث في بلادنا، حيث تنصب الزينات وتقام الحفلات وتزدحم الملاهي ودور السينما، وتزداد وسائل المواصلات وتسهر المطاعم والمحلات حتى صباح اليوم التالي، وتعج الحدائق والمتنزهات وشواطئ البحار بالكبار والصغار. والنوع الثاني من الأعياد هناك هو نوع صاخب، على عكس يوم الكريسماس، وهو ما يطلقون عليه «بوكسنغ داي»، وهذا المصطلح يحمل معنيين؛ أحدهما يعنى الصندوق الذي تعوّد أصحاب الأعمال وأرباب البيوت توزيعه على العمال في هذا اليوم، وفيه توضع الهدايا المختلفة مكافأة على تعبهم في اليوم السابق، وهو عيد الكريسماس كما جاء في المقال، والمعنى الآخر أنه يوم لعبة «البوكس» على النحو الذي شرحه لنا الكاتب، ولا شك أن ما حدث له في يوم الكريسماس يعد درسا لن ينساه؛ فسوف يلزم بيته لا يغادره بعد أن يكون قد استوفى حاجته من طعام وشراب.. وكل كريسماس وكاتب المقال طيب، وهذا الذي حدث يدعو كل عربي لأن يقول بـ«الفم المليان»: «عمار يا بلدي».

فؤاد نصر - فرنسا [email protected]