دمشق تؤكد استعدادها للقاء المعارضة في موسكو والائتلاف ينبه إلى «لعبة أمنية مكشوفة»

رمضان: أي شخص سيذهب تحت المظلة الروسية سيرمي نفسه في حفرة

TT

أعلنت دمشق يوم أمس السبت استعدادها للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار مع قوى في المعارضة السورية، وهو ما اعتبره الائتلاف السوري المعارض «مناورة» منبها من كونه «لعبة أمنية مكشوفة».

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله إنه «وفي ضوء المشاورات الحالية بين سوريا وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي، تؤكد الجمهورية العربية السورية استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء انطلاقا من حرصها على تلبية تطلعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة». وأضاف المصدر أن «سوريا تؤكد أنها كانت وما زالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سوريا أرضا وشعبا وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقنا لدماء السوريين كافة».

ونقلت وكالة «إنتر فاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في وقت سابق أن لقاءات ممثلي المعارضة والسلطة السورية في موسكو ستكون «غير رسمية»، لافتا إلى أن بلاده «لا تبني الكثير عليها».

وأشار بوغدانوف إلى أن الجانب الروسي يريد دعوة ممثلين عن الحكومة السورية بعد انتهاء مباحثات ممثلي المعارضة لكي يطرح الجانبان تقييماتهما للوضع وتصوراتهما للمستقبل، متابعا «نقترح أن يلتقي في موسكو 20 أو 25 ممثلا من مختلف أوساط المعارضة السورية – الداخلية والخارجية على حد السواء.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الشهر إنه «يرغب في أن تتفق جماعات المعارضة السورية فيما بينها على نهج مشترك قبل بدء المحادثات المباشرة مع الحكومة».

ونبه عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد رمضان من تحضير موسكو للعبة أمنية مشتركة ومكشوفة تضم النظام وإيران وروسيا لإعطاء انطباع بأن هناك إمكانية لحل سياسي للأزمة السورية، واصفا إعلان دمشق استعدادها للقاء المعارضة في موسكو بـ«المناورة السياسية».

وشدد رمضان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن موسكو «غير جدية بمسعاها لسببين رئيسيين، الأول، أنها رفضت طلبنا بوقف إمداد النظام بالسلاح كبادرة حسن نية والتزام بأي عملية سياسية مرتقبة، والسبب الثاني، وقف تأمين الغطاء الدولي للنظام، وقد رفضت». وقال: «بوغدانوف التقى بقيادة الائتلاف بإسطنبول وهو لم يحمل أطروحات مشجعة.. فموسكو تفاوض حاليا طرفين هما، هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة، وأعضاؤهما أصلا موجودون ما بين دمشق وموسكو، علما أن النظام أوفد مؤخرا إلى روسيا 11 مندوبا من الأكراد محسوبين على أطراف بالنظام سعيا لتقديمهم بديلا عن القوى السياسية الكردية». وقال: «المعارضة التي يتحدث عنها النظام موجودة أصلا في دمشق ويستطيع أن يقابلها ساعة يشاء، وهو دون شك لم يبد موافقة على لقاء المعارضة التي التقاها في (جنيف 2)».

وأضاف: «أي شخص سيذهب تحت المظلة الروسية سيرمي نفسه بحفرة عميقة».

وأوضح رمضان أنه سيكون للائتلاف موقف رسمي من المبادرة الروسية خلال اجتماع الهيئة العامة في 2 يناير (كانون الثاني) المقبل، لافتا إلى أنه سيؤكد على عدم التنازل عن شرط «زوال الأسد ونظامه، والسير بعملية انتقال كاملة للسلطة تحت مظلة الأمم المتحدة و(جنيف 1)، على أن يكون هناك ضمانات ترغم النظام على الالتزام بالقرارات الدولية».

وكان رئيس الائتلاف السوري أحمد هادي البحرة نفى وجود أي مبادرات خارجية مصرية أو روسية للحل السياسي في بلاده كما نفى وجود أي ترتيبات لعقد اجتماعات بالقاهرة بينهم وبين النظام.

وتحدث منذر خدام، رئيس المكتب الإعلامي في «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي»، الأسبوع الماضي عن أن فصائل من معارضة الداخل والخارج بدأت التنسيق فيما بينها لعقد اجتماع في القاهرة من أجل التوصل إلى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية.

وأشار إلى أن الاجتماع سيمهد للقاء آخر يعقد في موسكو، وسيضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزبا والإدارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.

وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) بعد لقاء جمعه ببوغدانوف أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للأزمة في بلاده.

وأوضحت وزارة الخارجية الروسية عقب اللقاء أن الاتصالات السورية - السورية المزمع عقدها «تصب في مصلحة العملية السياسية المستندة إلى بيان جنيف في 30 يونيو (حزيران) 2012».