استمرار احتجاز 16 طالبا دارفوريا إثر أعمال عنف بجامعة بحري

نشطاء مدنيون سودانيون: استهداف طلاب دارفور تدمير للمجتمع

TT

تصاعدت أزمة أحداث العنف التي شهدتها جامعة سودانية، وأدت لاعتقال قرابة المائة طالب، بسبب الرسوم الدراسية المفروضة على طلاب من إقليم دارفور المضطرب، ويقبع 16 منهم في الحبس لدى الشرطة منذ الخميس الماضي.

وشن طلاب هجوما قاسيا على إدارة جامعة بحري - جامعة جوبا سابقا - وحملوها المسؤولية عن الأحداث، والتواطؤ مع ميليشيات من خارج الجامعة، اعتقلت الطلاب واعتدت عليهم بالضرب. وقال متحدثون من طلاب دارفور في مؤتمر صحافي عقدوه بدار حزب المؤتمر السوداني المعارض، أمس، إن أكثر من 16 زملائهم ما زالوا قيد التوقيف لدى الشرطة، من قرابة المائة موقوف أطلق سراح معظمهم.

وأوضح الطالب بشرى آدم أن الاضطرابات نشبت بسبب فصل دارفوريين من الجامعة بسبب الرسوم الدراسية، رغم أن «وثيقة سلام الدوحة» الموقعة بين الحكومة السودانية وحركات مسلحة، نصت على إعفاء طلاب الإقليم من الرسوم الدراسية، وهو ما رفضته إدارة الجامعة، ودفع الطلاب لتنظيم مخاطبة سلمية طالبوا خلالها بمراجعة قرارات الفصل.

وحسب آدم فإن الأوضاع زادت توترا في الجامعة التي تقع شمال مدينة الخرطوم بحري، بعد صدور قرار منعت بموجبه الطلاب من ارتداء الأزياء الأفريقية، الشيء الذي عده الدارفوريون استهدافا مباشرا لثقافاتهم. وتدخلت الشرطة بمعاونة الحرس الجامعي ورجال بثياب مدنية، وفرقت الطلاب بالقوة، واعتدت عليهم بالضرب، وطاردتهم الميليشيات خارج الجامعة، واعتقلت أعدادا كبيرة منهم.

وحمل الطلاب على السلطة الإقليمية بدارفور والمكونة، وفقا لوثيقة الدوحة، برئاسة التجاني السيسي، واعتبروها مسؤولة عن أعمال العنف التي اجتاحت الجامعة أخيرا، وعن استهداف الدارفوريين بشكل عام، لأنها تخلت عن تنفيذ نص الاتفاقية القاضي بمجانية قبول طلاب دارفور.

واعتبر الناشط المدني شمس الدين ضو البيت استهداف طلاب دارفور في الجامعات السودانية الغرض منه تدمير النسيج الاجتماعي السوداني، وأن يمثل استهدافا للحركة الطلابية. وأضاف «نظام الرئيس البشير، بعد أن فرق أهل دارفور، بدأ يخطط للتفريق بينهم وبين بقية أهل السودان»، مضيفا أنه «على الشعب الوقوف بوجه استهداف دارفور، وقطع الطريق على مؤامرات النظام للتفريق بين السودانيين».

وقال ممثل روابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد آدم موسى إسحاق إن الدارفوريين يرفضون العنف، ويعتبرون الحوار سبيلا لحل المشكلات، معتبرا اتفاقية الدوحة السبب الرئيسي في أزمة طلاب دارفور.

واتهم إسحاق سلطة دارفور الانتقالية بأنها غير راغبة في حل مشكلة دارفور، ناهيك عن مشاكل طلابها، وحمل رئيس السلطة الانتقالية مسؤولية أعمال العنف التي تواجه طلاب دارفور في الجامعات والمعاهد العليا.

وتوقع ممثل لجنة المناصرة السودانية محمد عبد الوهاب فتح بلاغات ضد 17 طالبا معتقلا واتهامهم بإحراق الجامعة، بينهم طالب اقتاده جهاز الأمن من داخل قسم الشرطة لجهة غير معلومة، جازما بأن السلطات ألقت القبض عليهم من مسكنهم القريب من الجامعة. وأعلن عن تضامن اللجنة مع قضية طلاب جامعة بحري والجامعات الأخرى، وندد بما سماه «الاستهتار» الذي يتعرضون له، وأكد أنه ستكون هناك إجراءات قانونية للدفاع عن الطلاب لقطع الطريق أمام جهاز الأمن لاعتقالهم من داخل قسم الشرطة.

ولقي أربعة طلاب دارفوريين في جامعة الجزيرة وسط البلاد مصرعهم في ظروف غامضة في مارس (آذار) 2012، إثر اعتصام الطلاب احتجاجا على رفض إدارة الجامعة تنفيذ قرارات رئاسية بإعفائهم من الرسوم الدراسية، ولا يعرف ما آل إليه التحقيق بشأن مقتلهم. وقتل الطالب علي أبكر موسى بجامعة الخرطوم في مارس 2014، في اشتباكات مع الشرطة ورابطة طلاب دارفور عقب مخاطبة نددت بتردي الأوضاع الأمنية في الإقليم.