إحالة أديبة مصرية إلى المحاكمة لاتهامها بازدراء الإسلام

ناعوت لـ«الشرق الأوسط»: القضية سياسية.. وأثق في القضاء

TT

أحالت النيابة العامة المصرية أمس (السبت) الأديبة فاطمة ناعوت إلى المحاكمة بتهمة ازدراء الإسلام، بسبب تدوينة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في عيد الأضحى الماضي. وقالت ناعوت لـ«الشرق الأوسط» إن قضيتها «سياسية» في إشارة إلى أن الدعوى حركها خصومها من تيار الإسلام السياسي، معبرة عن ثقتها في القضاء المصري أيا كان حكمه.

وقال مصدر قضائي إن محاكمة ناعوت ستبدأ يوم 28 يناير (كانون الثاني) المقبل أمام محكمة جنح السيدة زينب (جنوب القاهرة). وأشارت ناعوت إلى أن محاميها أُبلغ بميعاد الجلسة.

وتقدم أحد المحامين ببلاغ إلى النيابة العامة ضد ناعوت. وأعرب في البلاغ عن احتجاجه على ما اعتبره انتقاد ناعوت لشعيرة ذبح الأضاحي. وقالت ناعوت في تدوينتها في ذلك الوقت: «بعد برهة تساق ملايين الكائنات البرية لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ 10 قرون ونصف ويكررها وهو يبتسم». ويجرم القانون المصري ازدراء الأديان. وسبق أن أصدرت محاكم مصرية أحكاما بالحبس بحق مدونين خلال السنوات الماضية بتهم مماثلة.

وعدت ناعوت محرك الدعوى «طالب شهرة خائبة»، معربة عن اعتقادها أن قضيتها سياسية. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها كانت من أوائل المثقفين المصريين الذين استشعروا خطر جماعة الإخوان المسلمين بعد أن حصلوا على 88 مقعدا في برلمان عام 2005/2010.

وأضافت ناعوت أن الاتهامات الموجهة إليها دليل على كونها «حائط صلب بلا ثغرات»، وتابعت: «أنصار الإخوان ظلوا يبحثون عن أي سقطة في تاريخي للنيل مني لكنهم لم يجدوا شيئا، فأنا لم أرتزق بقلمي ولم أنتصر إلا لقضايا المظلومين».

وأبدت ناعوت دهشتها قائلة إنها «دائما ما داعبت أصدقاءها المسيحيين قبل أعيادهم بعبارات مماثلة.. لماذا لم يشعر أي منهم أنني قصدت السخرية منهم أو من الدين المسيحي، أنا مسلمة ولا أقوم بمثل هذه الأمور، ومن المؤسف أن يكون المسيحيون أكثر ثقة في أنفسهم من المسلمين».

وأشارت ناعوت إلى أن هناك أستاذين مرموقين في جامعة الأزهر تقدما بتقريرين إلى النيابة لمساندتها، مؤكدة أن معركتها ضد أعداء الإسلام وأعداء اللغة من أصحاب الفكر التكفيري.

وأعربت ناعوت عن ثقتها في القضاء المصري والنيابة العامة أيضا، مشيرة إلى أنها تنتظر قرار المحكمة بـ«نفس راضية»، مؤكدة أنها لا تخشى من تحمُّل تبعات مواقفها، لكنها وصفت إحالتها للمحاكمة بسبب تدوينة على موقع «فيسبوك» بـ«الهزلي».

وأجري تحقيق مع ناعوت قبل نحو شهر. وقالت الأديبة المصرية إنها لم تبلغ بموعد للتحقيق وإنما بادرت بلقاء وكيل النيابة الذي استمع إلى أقوالها في الاتهامات الموجهة إليها.

ونفت ناعوت في تحقيقات النيابة أن يكون ما كتبته ازدراء للدين الإسلامي وأضافت أنها ترى أن ما كتبته «لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية».

وشاركت ناعوت في آخر لقاء جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بمجموعة من المثقفين والأدباء.

وقالت ناعوت في تدوينة على صفحتها على «فيسبوك» تعليقا على قرار إحالتها للمحاكمة إنها «الفاتورة التي يدفعها حملة مشاعل التنوير في كل عصر منذ المتصوفة العظام الذين شنقوا وذبحوا لأنهم أحبوا الله ودعوا الناس إلى نبذ الاقتتال والعنف والعنصرية والتباغض، وحتى (المفكر المصري الراحل) نصر حامد أبو زيد الذي أراد أن يوضح للناس الصورة الصحيحة للدين الذي شوهه المغرضون التافهون لكي يعذبوا الناس باسم السماء فقدموا صورة شوهاء للإسلام».

وقال محامي نقابة الصحافيين المصرية، سيد أبو زيد، إنه سواء كمحام عن النقابة أو بصفته الشخصية متضامن مع ناعوت، لكنه أشار إلى أن النقابة لم تتدخل حتى الآن في القضية.