300 شخص ثلثهم أطفال قضوا خلال سنة في مناطق يحاصرها النظام السوري

الأكراد يسيطرون على 60 % من كوباني.. والقوات الموالية لبشار تصعد هجماتها على ريف دمشق

سوريون يحاولون إبعاد أطفال عن موقع تعرض لغارات جوية شنتها قوات النظام السوري بحي دوما في دمشق (رويترز)
TT

نجح مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية خلال الأيام الماضية في تحقيق تقدم كبير في المعارك المستمرة في مدينة عين العرب (كوباني) منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الأكراد باتوا يسيطرون على 60 في المائة من المدينة، فيما وثّق المرصد في مجال آخر وفاة 300 شخص، ثلثهم أطفال، خلال سنة بسبب نقص الغذاء والدواء في مناطق يحاصرها النظام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أكثر من 60 في المائة من المدينة بات الآن تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، علما بأن تنظيم داعش انسحب من مناطق إضافية لم يدخلها الأكراد بعدُ خوفا من المفخخات». وأشار عبد الرحمن إلى أن التنظيم «يلجأ بانتظام إلى تبديل مقاتليه في عين العرب حرصا على رفع معنوياتهم في ظل التراجع الحاصل على الأرض». بدوره أفاد الصحافي الكردي مصطفى عبدي الذي يتابع الوضع في المدينة عن قرب بأن «تقدم الوحدات حصل على كامل خط الاشتباك في اتجاه الشرق»، مشيرا إلى أن ذلك جرى تدريجيا خلال الأسبوع الماضي.

وانسحب تنظيم داعش مما كان يعرف سابقا بـ«المربع الأمني» لوحدات حماية الشعب والحكومة الكردية المحلية والواقع شمال شرقي المدينة، بينما بات الحي الجنوبي بكامله والمركز الثقافي وتجمع المدارس في المنطقة الشرقية تحت سيطرة الأكراد. وبحسب عبدي فإن مقاتلي الوحدات تمكنوا قبل يومين من الوصول إلى مبنى البلدية في وسط المدينة الذي دمر بشكل شبه كامل بسبب المعارك.

وذكر عبدي أن التنظيم «بات يعتمد في تحركاته على الأنفاق المحفورة تحت الأرض لتجنب الغارات، وهو السلاح الذي لجأ إليه بعد أن فشل أسلوب السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة»، مشيرا إلى أن «(داعش) بات يتحصن حاليا خصوصا في حيي كاني قرب الحدود التركية، ومقتلة الواقعة جنوب شرقي المدينة».

وأكد مدير إذاعة «آرتا إف إم» الكردية الموجود في منطقة تركية حدودية مع كوباني أن تقدم مقاتلي الوحدات «جرى في جزء كبير منه بفضل الغارات الجوية التي يشنها التحالف»، مشيرا إلى أن «17 غارة من غارات التحالف الـ31 المعلن عنها خلال الساعات الـ48 الماضية، استهدفت مدينة كوباني ومواقع «داعش» فيها.

وأعلن التحالف الإقليمي الدولي ضد الإرهاب أنّه شن 39 غارة جوية ضد مواقع «داعش» يومي الخميس والجمعة، (من بينها أكثر من 10 غارات على مدينة كوباني)، لافتا في بيان إلى أنّه شن 13 ضربة على كوباني الخميس ودمر 17 موقعا قتاليا ومباني لـ«داعش» وآلية.

وأضاف أن 4 غارات جوية أخرى أدت إلى تدمير 3 مبان للتنظيم وآليتين في المنطقة. وبلغ العدد الإجمالي للغارات التي شنتها مقاتلات وقاذفات وطائرات من دون طيار تابعة للتحالف في سوريا الخميس والجمعة 19 غارة، واستهدفت برجا ومنطقة تجمع أخرى.

في هذا الوقت، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة 313 مدنيا بينهم 101 طفلا خلال سنة 2014 نتيجة نقص المواد الغذائية والطبية في مناطق تحاصرها القوات النظامية في سوريا، لا سيما في ريف دمشق. وأوضح المرصد أن بين هؤلاء 101 طفلا دون الـ18، و34 فتاة وامرأة، مشيرا إلى «أن الغالبية الساحقة من الشهداء كانت في الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي تخضع لحصار خانق تفرضه قوات النظام منذ نحو سنة ونصف السنة».

وعدَّ المرصد أن استمرار الحصار على مناطق سورية عدة، «وبالأخص غوطة دمشق الشرقية التي يقطنها مئات آلاف المواطنين»، هو «تحد وضرب عرض الحائط بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139» الذي طالب بإيصال المساعدات إلى كل من يحتاجون إليها.

ووصف استمرار الحصار على الغوطة الشرقية وحي الوعر في مدينة حمص بـ«جريمة حرب وفقا للقوانين الدولية»، مطالبا بإحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية.

وفي العاصمة دمشق، دارت اشتباكات بين قوات المعارضة والنظام في مخيم اليرموك، كما تصدى المقاتلون المعارضون في حي جوبر لمحاولة جديدة من قوات النظام للتسلل، وفقا لـ«شبكة شام». وقال المرصد إن اليرموك شهد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي المعارضة، ترافق مع قصف قوات النظام على مناطق في المخيم، بالتزامن مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على شارع الـ30 وأطراف اليرموك. وقال ناشطون إن الطيران الحربي شنّ غارات جوية استهدفت بلدات عدة بريف دمشق، منها الزبداني وسقبا وحمورية وزبدين وبالا وعربين وزملكا.

وتحدث المكتب عن اشتباك بين مجموعتين تابعتين لـ«داعش» في منطقة الصوامع شمال مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة التنظيم بريف دير الزور الشرقي. ونقل المكتب عن شاهد عيان أن «مجموعة بقيادة أبو جليبيب الكويتي فتحت نيران أسلحتها الخفيفة والمتوسطة على مجموعة أخرى تحت قيادة المسؤول الأمني في التنظيم صدام الجمل، وذلك إثر رفض الكويتي تدخل الجمل بمجموعته، ولا سيما قراره إرسال عناصر المجموعة من أبناء مدينة البوكمال للقتال في صفوف التنظيم بالعراق». وقال الشاهد إن «7 جرحى على الأقل سقطوا نتيجة هذه الاشتباكات، قبل أن يتدخل عناصر آخرون من التنظيم ويجبروا الطرفين على وقف الاقتتال، ثم أخذهما إلى مكان مجهول».