أفضل ما قرأه الكتاب المصريون في عام 2014

TT

عن أفضل الكتب التي قرأوها خلال عام 2014، يقول القاص سعيد الكفراوي إن أفضل ما قرأه «رقصة الظلال السعيدة» للكاتبة الكندية أليس مونرو، الحاصلة على جائزة نوبل للآداب لعام 2013. ويرى الكفراوي أن الكاتبة لها عالم إبداعي راقٍ، وهي بمثابة تشيخوف العصر الحديث، وأن عالمها يتميز بالغموض وكأنه في زمن القرون الوسطي، وبالتالى كان منحها جائزة نوبل عن جدارة.

يقع المجلد في 12 قصة، تبحر خلالها مونرو في حياة أشخاص عاديين برؤية غير عادية، وتُبرِز للعيان الموهبة الفائقة التي يحتفي بها الجميع الآن. وتدور أحداث هذه القصص في المزارع، وعلى ضفاف الأنهار، وفي المدن المعزولة، والضواحي الجديدة في غرب أونتاريو بكندا.

ويضيف الكفراوي: «كذلك رواية (نساء الكرنيتا) للكاتب نائل الطوخي الصادرة عن دار (ميريت). فلقد كانت ممتعة، وتناول فيها الكاتب إنتاج أسطورة (ريا وسكينة) عبر أجيال عدة، لأسرتين تعيشان في الإسكندرية، وتعيثان في الأرض قتلا بطريقة المافيا القائمة على أنه ما من حل أفضل من البتر، حتى عند مواجهة خصومات تافهة، سواء كانت بين أفراد تلك المافيا أنفسهم، أو بينهم وبين أشخاص وضعتهم الأقدار في محيطهم الملتهب، وفي النهاية يتبادلون لعبة البتر نفسها مع السلطة الحاكمة، ممثلة في الشرطة، قفزا فوق اعتبارات التحضر والمدنية، وانتصارا لقوانين الغابة وما قبل نشوء الدول».

أما الكاتبة سلوى بكر، فترى أن أفضل كتاب قرأته في عام 2014 هو «المنجز العربي الإسلامي في الترجمة وحوار الثقافات من بغداد إلى طليطلة»، من تأليف الدكتور الراحل أحمد عثمان، والكتاب صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة.

يعرض الكتاب لتاريخ انتشار الإسلام في بقاع من آسيا وأفريقيا التي كانت، من قبل، قد خضعت لوقت طويل للثقافة الرومانية. وهذا ما قرب بين الإسلام والتراث الكلاسيكي، وجعل حركة الترجمة من الإغريقية في بغداد تبدو وكأنها المسار الطبيعي للأمور. وكان هذا الجيل يقوم بالترجمة من اليونانية إلى العربية، وكذلك يقومون بالترجمة من السريانية إلى العربية، لذلك كان معظم أبناء هذا الجيل من المترجمين من السريان.

هذا الجيل الذي كان مخلصا للترجمة وحفظها للذاكرة الإنسانية، وليس للذاكرة العربية فقط، لهذا فهو إحياء للنموذج العربي الإسلامي في الترجمة، وإبراز المنجز الحضاري الذي تمخض عنها.

أما الشاعرة بهية طلب، فترى أن رواية «شوق الدرويش» للكاتب السوداني حمور زيادة، الصادرة عن دار «العين» للنشر في القاهرة، تستحق الفوز بجائزة نجيب محفوظ للآداب لعام 2014، التي تنظمها الجامعة الأميركية بالقاهرة، وتقول بهية لـ«الشرق الأوسط»: «الرواية لغتها رائعة وشخصياتها متنامية بشكل جيد جدا، والكاتب أضاف أجواء خيالية للفترة الزمنية التي تقع فيها الرواية 1880 وما بعدها في بلاده السودان، فاللغة حقا سليمة وغير مفتعلة، وهي من أفضل ما قرأت خلال العام».

وكذلك رواية «سلفي يكتب الروايات سرا» للروائي ماجد شيحة، الصادرة عن دار نون للنشر والتوزيع. ورغم العنوان التجاري للرواية، فإن بداخلها لغة أقرب للشعر استمتعت بها، ولا تسيء هذه اللغة للرواية، كما يري البعض في دمج الشعر في الأعمال الروائية.

ويرى الكاتب الصحافي أسامة عفيفي، أن صدور ديوان العامية «أفتح طريق الحلم» للشاعر الراحل هشام السلاموني، من أفضل ما حدث في 2014، ويقول: «الديوان به قصائد لم تُنشر من قبل، ويعد السلاموني من أهم شعراء السبعينات، وكتب للمسرح والتلفزيون أعمالا كثيرة، مثل (العدو في غرفة النوم)، وهو أحد من وثقوا للحركة الطلابية والانتفاضات الجامعية منذ عام 1968. وكانت المؤسسة الرسمية لا تنشر أعماله سابقا، لذلك فخروج ديوانه إلى النور أمر مميز، خاصة أن أشعاره بشكل عام تتناول قضايا واقعنا اليومي».

ويضيف عفيفي: «كذلك صدر هذا العام الطبعة الثانية لكتاب (في أدب الرحلة) للروائي سعد القرش، و«سبع سماوات» الصادر عن دار «العين»، يقع الكتاب في 179 صفحة، ويتناول رحلات قام بها الكاتب في الجزائر والعراق والهند والمغرب وهولندا ومصر، وقد حاز على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة 2008 - 2009. وأكثر ما يميزه أنه يعرض لغة روائية عالية جدا، وكذلك الإصدارات الثقافية تفتقد دائما أدب الرحلات بما فيه من متعة وشغف.

ويختم عفيفي عام 2014 بكتاب «الاقتصاد العالمي المعاصر 1980» للمؤلف ألفريد إيكس، الصادر عن المركز القومي للترجمة، لافتا إلى أن الكاتب يفسر فيه الأزمة العالمية الحالية، ويقدم رؤية مفصلة للاتجاهات الاقتصادية والتجارية التي حددت الأسواق العالمية والسياسات منذ الثمانينات. وبينما يركز الكتاب على ديناميكيات العولمة منذ الثمانينات، فهو ينظر إلى التطورات من الناحية التاريخية، شارحا كيف تعمل المحركات الأساسية للتغير الاقتصادي، وكيف يمكننا التعرف على آثارها في العالم اليوم، ويحدد التحديات التي يواجهها النمو الاقتصادي المستدام في السنوات المقبلة.