أخطاء قاتلة

TT

* بخصوص مقال سمير عطا الله «أهل القانون وأهل اللغة»، المنشور بتاريخ 27 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أود أن أوضح أنني لاحظت كما لاحظ المقال الأخطاء اللغوية التي وقع فيها للأسف الشديد الكثير من رجال القانون أثناء جلسات محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ولا أقول الأسبق عن عمد، وليس سهوا مني، وذلك لأنني لا أعترف بالرئيس الإخواني الذي يتبع الجماعة الإرهابية المحظورة، بعد أن وصل إلى كرسي الحكم بالطريقة التي وصل إليها، ولا شك أن مثل هذه الأخطاء حينما تقع من رجال القانون، فإنها تكون أشد أسفا كجريمة الإجهاض حينما تقع من طبيب، فإن العقوبة تضاعف عليه كذلك إذا وقع الخطأ في النحو من رجال القانون، فإن الأسف يكون أشد لأن المفروض أن رجل القانون يراعي الدقة في التعبير، إذ أن الخطأ الذي يقع منه يكون جسيما حيث إنه قد يترتب عليه إدانة بريء أو تبرئة مذنب، بأن يجعل الفاعل مفعولا به والمفعول به فاعلا، وللأسف الشديد فإن الأخطاء اللغوية في النحو بصفة خاصة أصبحت ظاهرة عامة، وذلك يرجع في رأيي إلى تدهور أحوال التعليم بدءا من التعليم الأساسي الذي يبدأ بالكلمات دون أن يتعلم الطفل الحروف الهجائية التي تتكون منها الكلمة فيعتمد على الصورة مقرونة بالكلمة، فحينما يقرأ الطفل فإنه يقرأ الصورة لا الكلمة بدليل أنك لو أخفيت عنه الصورة فإنه لن يعرف قراءة الكلمة كذلك مادة القراءة أو المطالعة أصبحت دون اهتمام في التعليم، في حين أنها تعتبر أساس بناء اللغة العربية السليمة كذلك مادة النحو وهي أساس سلامة اللغة العربية وقوتها أصبح يستهان بها، وتتخذ مادة للسخرية والتهكم على سيبويه نفسه، كذلك ما ساعدنا ونحن أطفال في جيلنا جيل الـثلاثينات هو حفظ القرآن الكريم بلغته العربية السليمة، خلاصة القول: إن مستوى الخريجين اليوم في كافة المراحل التعليمية حتى الجامعة هو مستوى متدن في اللغة العربية وقواعد النحو، وهذا ينعكس بدوره على الخريجين حينما يلتحقون بأي عمل فيظهر ضعفهم في هذه اللغة التي تعتبر لغتهم الأم.

فؤاد نصر - فرنسا [email protected]